الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Fri - 29 / Mar / 2024 - 18:03 pm
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
مفاجئة في غير مكانها

كنت أقوم بالفلاحة  في موقعٍ يدعى عَنْكُورْكْ ، وفجأةً أحسـست بألمٍ في معدتي , فأسرعتُ إلى مكانٍ ظليلٍ كأنه مدخل  مغارةٍ لم يكتمل حفرها ، لا ألوي على أي شيءٍ من شـدة الألم ، ودون أن أعلم أَنني مُحاصَرٌ بحنشٍ أسودَ ! .

فلم أَقم بأية حركةٍ ، من تفاقم الألم /أولاً ، ومن المفاجأةِ /ثانياً .

انتفشت الحيةُ لحظة ،  ثم بدأت انسحابها على حذر ، وهي تراقبُ أيَّ حركةٍ قد تصدر مني ، غير أنها توقفت عدة مراتٍ ، وهي تنظر إليَّ حتى لحظة دخولها الأَجمةً الكثيفةً ! .

لم أستطع تكملة الفلاحة ذلك اليوم ، فانسحبت مسرعاً نحو القرية ؛ وأنا أقول في قرارة نفسي : حتى الحية قدَّرَتْ حالة الاستغاثة ، فلم تلدغ !.

jj

جميل عبدي خلو - بريمجة

 } توفيـق الأولاد {

    كانت تنبُّؤاتي في عشرينات عمري ، أنَّ مستقبل أولادي سيكون تفوُّقاً علمياًّ باهراً ، إضافة إلى المراتب الاجتماعية الرائدة ..

وما كانـت تلك التوَقُّعـات ؛ إلا بالقيـاس إلى ظروفنـا القاســية .. التي عايشناها .. من حـيث مكـان الدراسـة ، وتغيُّـر البيـئة والإمكانات المـادية .. يوم ما كنـت أوثق علاقتي بزميلي عبد الرزاق ، لأســتفيد من المرجع الذي اقتناه في مادة " الترموديناميك " , وأتنازل عن كبريائي واضعاٌ غبائي تحت الأضواء ( كما كان سـائداٌ بين جيلنـا في ذلك الوقت , حينما يظهر أحدنا جهله لمسألة ما ) أمام شريف سلو ، ليوضح لي كيف يقاد المصعد الكهربائي !؟...

ـ رُزِقْتُ بولدي البكر .. فاختـرتُ له أفضلَ المدارس الخاصة ـ حيـث الطاقمُ المُمَيَّزُ من المدرسين ، وينقلـه الباص الخاص بين البيت والمدرسة ـ .. ووفَّرَتْ له زوجتي المناخ المثالي .

0 دخل الصف التحضيري في الرابعة من عمره .. ؛ واجتاز الصفوف بامتياز إلى قبيل امتحان الثالث الإعدادي بفترة وجيزة .. فتوقـَّفَ كلـِّياٌّ عن الاستذكار .

0 مارست نوعاً من الشدَّة في حَثـِّهِ على المثابرة .. كانتِ النتيجة سلبية .. تركته لأريحيته .. فحالت العلامات دون دخول الثانوية العامة / الفرع العلمي / وفق طموحي .

0 وكم كان تخطيطي غضاًّ ضيِّقاً ؛ عندما أوقفت إتمام دراسته في الثانوية الصناعية ، وأبقيته في البيت للاطلاع في كتب الأول الثانوي ، ريثما تحين أوانُ الدورات الخاصة لمناهج الكتب العلمية ..

وكم كان الفشل ذريعاً ‍‍‍‍‍!!.. وانهارت آمالي الكبيرة في أدراج الرياح كما يقولون !!!.

ـ أين مَكْمَنُ الخطـإ يا ترى ، حتى كانت خيبة الأمـل هذه في ارتقاء  ولدي مراقي التفوُّق والإبداع ؟! .

توالت الساعات الثقيلة .. والأيام الكئيبـة .. وأنا مُرْهَقُ التفكير في إيجاد تفسير لهذا المصير !!..

0 رأي المهندس :عبد الرحمن حَمَدَيْ شَي أحمد : كانت نياتُ آبائنا أصفى من نياتنا , وأعمالهم أجَلُّ من أعمالنا ؛ مما سبَّبَ توفيقنا .. وكمن في نقيضها  فشل أولادنا ! .

0 رأي المهندس محمد قرنفل : ما المأمول من الطالب الذي يقضي أربع عشرة ساعة في النوم وثماني ساعاتٍ أمام التلفاز يومياٌ ؟ .

وجاء بمثالٍ يوضِّحُ الأمرَ : أيقن " ابن آوى " أن الرزق مقسوم من رازق العباد . فانقطع من البحث عن رزقه ،  وراح يقضي كامل يومه في النوم تحـت شجرة الخوخ جائعاً ؛ ينتظر قدوم رزقه المقسوم!  ..

توافدت اللقالقُ على ثمار الخوخ .. وتأكدتْ مِنْ وجود جثة هامدة لا حراك فيها تحت الشجرة .. فاقتربت مجموعة لالتقاط سَـقَطِ الثمار المتناثرة على الأرض ، وتجَرَّأتْ لقلقةٌ بالوقوف على جثة ابن آوى المطروحة كالميت! .

فما كان من " ابن آوى " الذي أنهكه الجوع .. إلا أنْ يلـويَ رقبة اللقلقة  الواقفة فوقه بسرعةِ البرق ، ويلتهمَها خلال لحظات من فرط جوعه الطويل .

0 وعندما سُئِلَ ابن آوى عن الرزق يوماً ؛ أجابَ قائلا : نَعَـمْ .. الرزق مقسوم ؛ ولكن لابد من سرعة لـَّـيِّ العنق !..

0 فما ينطبق على الرزق ، هو الذي يحقـِّقُ الدرجة العلمية التي نريدها لأولادنا , فهذه اللَّوْيَة التي نسبتْ " لابن آوى " مفقودة عندهـم .

ـ الحكمة المستفادة من تجربتي : إذا خططتَ وعزمت ؛ فتوكل على مَنْ بيده عواقبُ الأمور . ولكنني خطَّطْـتُ وعزمت .. وتجنبت التوكل .. فكان ذلك خطئي القاتل .                                

VV

 فليحكم القضاء بيننا

حاول الإنسان على مرِّ العصور إيجادَ الحلول لمشاكله ، فنجح حينا، وفشل في أحيانٍ كثيرةٍ ، واستنبط في مسـيرة حياته طرقاً جـديدةً ، واستقرأ طرقاً توقـَّعَ أنها حلولٌ للمعضلات التي يواجهها ، فألصق بها اسم التحضر ! فكانت نقمة بدل النعمة .. هدرت الأموال ، وضيعت الآمال ، وقتل الوقت ، ومرغت السـمعة ؛ وتهاوت منزلة العائلة إلى الحضيض ..

جمعتني الصـدفة بالمدعو : حمو .. ذو الجسد الضخم واللباس المكلف ، على مقــعد مزدوج لميكرو باص ، ونحن منطلقون من مدينة عفرين إلى حلب عام 1986، حيث سيطر على أكثر من ثلاثة أرباع الكرسي ، واحتلاله لهذه المساحة ، كان ذا سمةٍ شرعية ، حسب منطقه كما لاحظت عليه .

تمتعه بالضخامة أولاً ، وعنجهيته ثانياً ، وطريقة إخراج بعض الحروف من منخاره الضخم ، مع إظهار الأبهة لثيابه الغالية .

حاول أن يجرني إلى الحديث جراً !.. غلى الدم في عروقي ، وأحسست / والحق يقال / بأنه يستصغرني ، ولاسيما وأنا فارع الطول ضعيف البنية . فكان جوابي له سؤالاً بسيطاً سهلاً .. فكبح هجومه ، بل وأكثر من ذلك ، انقلب فأراً خائفاً .. يسعى بكل جهده الهروب إلى الملاذ الآمن ..

سألته ببرود ؛ عن مدى صــلته بحادثة إطلاق النار على مجموعة من أهالي قرية " جقلي جوم " على الجرَّار الزراعي ؟ . / بعدما علمت منه بأنه من أهاليها / .

فأجاب بأنه ليس له أية علاقة بـ .. وتغيرت لهجته .. وأحسست بأنه يحاول إرضائي ، بما تسـعفه ذاكـرته .. واستسلم كلياً معترفاً بكل ما يختلج به نفســه فقال :

ليس من المصادفة تجاور سـكن عائلتي ، وعائلة أخي زيرو . فقد قاسمت الدار المقنطرة ، المشــرفة على الحاكورة ، مع أخي ؛ تركةً من والدي رحمه الله .

وكان السور الفاصل بين حصتينا يتهدم من حين لآخر ، حتى  أصبح شكله متعرجاً .. الذي كان ذلك ســبباً للخلاف بين زوجتي وزوجته ، وكل طرفٍ يكيل الاتهام إلى الطرف الآخر ؛ بتجاوز الحصة .. ثم انتقل الخلاف إلينا " بيني وبين أخي زيرو " .

وبما أنني صــاحب تطلعاتٍ  متطورة ، وفوق المهاترات الكلامية أو المشاجرات ، تلك التي يسـتخدم فيها العصي أوالحجارة ، ولايقوم بها إلا الجهلة .. فنحن أرفع من ذلك !.

فقد قررت انتهاج الحكمة التي أؤمن بها ، وهي : ( فليحكم القضاء بينـنا ) .. وتـم ذلك .. ومضت خمسة أشهرٍ على السنة الثالثة من توكيلي المحامي الكبير : فهيم الدلايلي . ولـم أتخلف عن أية جلسة .. واقفاً أمام المحاكم .. وكم من الوقت اُستهلك في المواظبة أمام أبوابها .. وفي المراجعات لمكتب المحامي المبجل !! . دون أن يحصل لي شرف الجلوس على كرسي من كراسي المواجهة لمكتبه ؛ وقد حدد مقامه الكريم بنظراته مكان جلوسي ( القرفصاء خلف باب المكتب مباشرة ).

وفي كل زيارةٍ لمكتبه ؛ أحمل إليه ما جَادت به أرضنا البكر ، أول قطفة من العقابية .. إلى ورق العنب .. فالزيتون الأخضــر.. والزعتــر الغض ، والبابونج ، ومشمش شكربرة ، والجانهرك 00 وأنا  مشـتت الفكر !!.. قد تكون الكمية غير كافية .. أو النوعية غير مقبولة .. في نظر السيد المحامي الكبير ، فهو كبيٌر .. كبير..! .

وحدث أن جمعت زوجتي الحليب من جاراتها .. ممن يملكون الغنم أو العنزات ، تضيفها إلى ما تدره بضعة رؤوس لماشيتنا .. لتملأ طنجرتنا الكبيرة باللبن الرائع .. نسرع بها في فجر الأربعاء إلى الطريق العام على مسافة 7 كم ، للحوق باكراً بالباص .. والقلق ينهشني بما قد يلحـق باللبن من تلفٍ ؛ نتيجة الخضات فوق ظهر الحمار من القرية .

ها أنا أنتظر أمام باب المكتب منذ السادسة صباحاً . فمكتبه الفخم يقع في محلة العبارة بحلب .. والساعة تدور ببطىء ٍشـديدٍ نحو الثامنة ..  ساعة تشريفه !!.

راودته أفكارٌ سوداوية ( هكذا كان يعتقد في ذلك الوقت ) . ماذا جنى بعد كل هذه السنوات ؟.. ماهي النتيجة ؟ .. حتى ولا بارقة أمل .. وهو يحصي ما ترتب عليه من الديون بسبب الدعوى .. كان بإمكانه شراء حاكورة تساوي مساحتها ثلاث أضعاف تركة والده !!.

أبعد هذه الأفكار الدسيسة من مخيلته ، وركز تفكيره على حلقات الدخان المتصاعدة من سيجارته .. عقارب الساعة تمر بطيئاً .. بطيئاً .. حتى بات يحس بأن ساعته معطلة .. وقد عرضها على المصلح !..حتماً إنها معطلة لا محالة !!.

وفي تمام التاسعة ؛ دلف المحامي مكتبه .. ووقف حمو باحترام شــديد .. والقلب يخفق رهبة .. أدخل حمو جواز مروره .. طنجرة اللبن ، ووضعها على الأرض خلف باب المكتب ، وجلس القرفصاء جانبها .

راح المحامي المبجل يقلب الأضابير بين يديه ، ثم دخل شخص عظيم الهيئة .. فرحب به المحامي .. ثم جيء بالقهوة .. وهاهما يرشـفان القهوة .. ويتبادلان الأحاديث ..

وقف حمو محاولا الاستفسار عن آخر ما توصـل إليه محاميــه في قضية الحاكورة .. فإن أهله ومحبيه متلهفون لسماع تقدمِ في مسيرة الدعوى ! .. تجاهل المحامي سؤاله ، وأكمل حديثه مع ضيفه .. مما اضطر حمو أن يعود ثانية إلى جلسته القرفصاء !!!…

ولأول مرة فار الدم في وجنتيه خجلاً .. عاد الكرة مرة أخرى ؟  فلم يكن حظه بأحسن مما لقيه في المرة السالفة . تصوَّرَ في مخيلته العارَ الذي سيلحق به ، حين يتناهى إلى أسـماع أهالي القرية خسارته للدعوى إن تراجع !.. أجبر نفسه للمرة الخامسة .. لكن  التجاهل كان نصيبه !.

تلاطمت أمواج الخواطر في نفسه .. لو تذللت أمام أخي بجرعة رجاءٍ .. وتنازل عن .. ؛ أما كان أقل مهانة ألف مرة ؛ مما أهدرها في المرة الواحدة أمام هذا الجـِلْفِ المتعجرف !!.. استغنِ عن كل الحاكورة لأخيك    بعِزٍ ! .. وليكن الاسـتجداء له حفاظاً على ماء وجهك .. فهو أفضل من الاسـتجداء لهذا الغريب المتغطرس ! .. هكذا كانت المناجاة مع نفسه .

وجاءت الصحوة أخيراً ، واستقام عوده بثقةٍ غير طارئة ، وتوالت الجمل متتابعة من فمه .. كأنها طلقات مدفع رشــاش .. على الرغم من ركاكة التعبير .. مما يدل على الإحساس بالانتصار قد جاء أخيراً !!.. والتحرر من ذلِّ الرق المسـيطر عليه قبل لحظات .. بل خلال ثلاث سنوات سابقات مليئة بالخنوع والتسكع أمام بابه ..

أيكون قد ترك القضية طلباً لمزيدٍ من الالتزام !.. ، أو ربحها ؟! .. وهو غير مكترث بصاحبها ؟!.. أم ..

فأحنى قامته متناولا طنجرة اللبن بحسرات ثقيلة .. ثقيلة .. متجهاً نحو الباب .. فيتحرك المحامي بـسرعة البرق نحو حمـو .. وكأنما توثـَّبَ فيه لأول مرة إحساسُ الإنسان .. يسعى لتهدئته وإعادة كرامته التي أهانها هو بجفوته القاتمة .. فيتناول المحامي الطنجرة من طرفها الآخر مشعِراً حمـو بشيءٍ من التعاطف والشهامة .. المزيفَيْن !! .. بدليل تركه وعاء اللبن بيد حمـو ، بعد النزول على الدرج من الطابق الثاني حتى الرصيف .. وانصرافه لحال سبيله .. وكأنما يقول بلسان الحال : خذ اللبن إلى الدار يا أيها الخَوَل !! ..

بهذا المشهد المأسـاوي ! .. ينقطع آخر خيطِِ بين حمـو وأخطبوطه

القابع على صدر كرامته منذ سنوات طوال !! ..

فاجتهد حمـو المسير ، وعاد أدراجه نحو قريته / لا دار السيد المحامي كسوابق عاداته / . ووصلها قبيل المغرب ؛ وعلى وجهه ملامح الصرامة واستعادة الكرامة المفقودة ، يحذر الجميع من التدخل في عمله .

يرسل ابنه إلى عمه يستأذنه في السماح له بزيارته .. وما هي إلا لحظات .. حتى يفاجأ بأخيه واقفاً على باب داره يسـتسمحه الدخول !.. 

استقبله بترحاب حارٍّ ، ومعانقة طويلة حانية .. ودموع الندم والفرح معاً يذرفها الأخوان !!.. وجالسه .. وحادثه بكلمات متسارعة عن مسيرة الدعوى طوال السنوات الثلاث !! .. ومعاناة المهانة من المحامي والقضاء !! .

فيردف أخوه القول : بأنه لم يكن أحسن حالاً منه .. وأنهيا الخلاف في محكمة الأخوة .. بمحامي العقل السليم .. وانتهى الإشكال بشد حبل القسمة بين نصيبي كل صاحب حق .. وعادت أخوة الأخوين ترفرف عليهما براية العزة والوئام .. وشيَّعَا جنازة القضاء إلى مثواها الأخير .

¯¯¯

حـكـــــــم

© لا يمكن الوصول إلى الكمال .

© إن كنت تعرف شيئاً .. فعلمه غيرَكَ .

© من كان بيته من زجاج ؛ لا يقذف بيت الناس بالحجارة .

© إذا ساورتك الوساوس ؛ الجـأ إلى الله .

© لا يضيع المعروف .

*

هـذه حصَّـة أخــي

قرية " قـَيْسـُمْ " ؛ قرية وديعة ، تقـع على الجزء الشمالي من جبل " هوري " . أكثر مزروعاتها من الزيتون ، محرومة من السهول تقريبا. تغطي جنوبَها أشجارُ الغابةِ الحِرَاجـِيَّةِ ، مع شريطين ضيقين على  طرفي القرية من الزيتون وبعض أشجار اللوز .

عائلة " إِيبَـيْ " كبيرة ، معيشتهم قائمة على بضع عشرات من الأشجار ، مع العمل بجمع نباتات برِّيَّة ؛ ذات فائدة أكسبتها صبغة تجارية تدعمهم في معيـشتهم " كالزعتر البري ، وعش الغراب ، والحمَّيْضَة ، والخبَّيْزَة ...

انطلق الأبناء الثلاثة نحو الغابة ، واختَصَّ كلٌّ منهم بنوع من النباتات المطلوبة . بناءً على اقتراح كبيرهم .

{ اقترح أكبرهـم على تقسيم العـمل ، وتخصيص كل واحد منهم بنوع محصور من النباتات دون غيره .. مثلاً : لجيلو ؛ نبتة الحامض .. ولفلان : كذا .. وهكذا بدأ العمل .

فما أن يمر أحدهم بنبتة غيره ، حتى يقول في نفسه : هذا من حصة أخي حمى !! .. ونفس الكلام يقوله الآخر .. فكانت النتيجة حصاداً كاسداً .. نتيجة لسوء توزيع العمل ، وضعف التخطيط .. وكم من أناس يمضي حياته بلا تخطيط ؛ فما يجني إلا المعاناة والمرارة والحرمان !!!..

¯¯

ª ما هو العمود الفقري ؟

الجواب : هو سلسة من العظام ، يجلس رأسك على طرف ، وأنت تجلس على الطرف الآخر !.

ª سُئِلَ عالمُ الطبيعيات : لماذا رقبة الزرافة طويلة ؟

أجاب : لأن رأسها بعيدٌ عن جسدها !!.

««

وهـذه حصة الغـد !!..

تقع قرية " كُمْرَشْ " على سفح جبل خاستيا المطل شمالاً على سهل شديان ، وتبعد عن مركز الناحية راجو مسافة 22 كم ويربطها
بالمركز طريقان أحلاهما مر ، فإما التدحرج من قرية حسن ، أو التسلق بالأطراف الأربعة ، والصعود من قرية كُرَّي ، حيث الانحدار شديد ، ويصعب التصور إلا لمن تشرف بزيارتها .

جاتو وحمى وخالت وعلو ، هم أبناء العم رشو المقعد ، تتمركز أرضهم في السهل حيث التربة الحمراء ، وأحجارها السـوداء ، مما يدل على أن المنطقة تعرضت لبراكين فيما مضى .

بدأ موسم الحصاد منذ نصف شــهر تقريباً ، وأبناء رشو المقعد ينزلون المنحدر اندفاعاً ، وبأيديهم المناجل الملمعة ، قال جاتو : علينا التخطيط في العمل ، فالتخطيط ضروريّ ..

هذا هو اليوم الخامس عشرة يهبطون إلى السهل ، وهم يقصدون الحقل المزروع قمحاً ، ليبدأوا الحصاد كل صباح ، ويعودون ضحىً .

صاح حمى : أوافقك تماماً ، علينا غدا جلب الماء حين قدومنا . فالشمـس قوية ، والحرارة لا تحتمل .

وصل الحصادون إلى الحقل ، واصطفوا بتناسق منضبطٍ ملفتٍ للأنظار ، عقب جاتو قائلاً : فليكن خالت مخططنا اليوم .

أُومأ حمى وعلو بالموافقة .. تقدم خالت وتناول حجراً ، ووضعها على طرف جزء من الحقل يعادل 20 خطوةً من بداية الحقل ، ثم استوى ، وأشار إلى الجزء المحدد : هذا حصة الغد !!.

وهكذا تم تقسيم الحقل إلى ثمانية أقسام ، بدءاً من الغد .. وانتـهى باليوم الثامن !!.

صاح جاتو بصوت جهوريً : لنعد في الغد فلا مبرر لوجودنا هنا اليوم ! .

وتوالت الأيام بمخططات جديدة ؛ فيعودون للتنفيذ في اليوم التالي .. ومضت خمسة عشر يوماً .. ومازال الحصاد لم يبدأ به بعد !!!.

******

*  أسرَّ رئيس وزراء الياباني لصهره قائلاً : اضربْ زوجتك قبل الفطور ، وبعد العشاء .

*  تـَزَوَّجْ فتـاةً تحبك ، لا فتـاةً تـحبها ( مثل ياباني ).

*  لما فطن الحسد في جهنم أنه نسي صاحبه ، عاد فأخذه .


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar