الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Thu - 28 / Mar / 2024 - 11:45 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
قريباً من الرد، بعيداً عن التشنج

 بير رستم
pirustem@scs-net.org 

بداية لا بد من أن نشكر الأخ والصديق هوشنك أوسي على ذاك الجهد الذي بذله في محاولته "قراءة" بحثنا المعنون Çanda Tirsê û Imperetoriya Xwînê ، ومهما كانت هناك تباينات واختلافات في وجهات النظر وزوايا الرؤية فإنه لا يمنعنا من أن نتحاور بهدوء لعل أن نتفق على بعض الأسس والبديهيات والتي بدونها، ضمن سياق تاريخي-معرفي، لا يمكن أن نتواصل وأن نبني عليها رؤية معرفية-نقدية. ومن أولويات هذه الأسس وذلك عندما نود أن نقترب بموضوعية من نص ما لدراسته وتفكيكه وإعادة تركيبه بهدف الوصول إلى حقول دلالاته، أن يكون دارس النص قد تعمق في قراءته للمواضيع المتداخلة مع النص، ناهيك عن قراءاته العديدة للنص الذي يود أن يفككه.

كان لا بد من هذه التقدمة لكي نوضح للقارئ بأن الصديق هوشنك قد وقع في جملة أخطاء في تعليقه على أمسيتنا الدمشقية والتي نشرها في موقع عفرين-نت تحت عنوان "Pir RUSTEM بعيداً عن القصة، في أمسية ثقافية كردية دمشقية". بداية نود أن نوضح للقارئ إننا نتحمل جزءاً من المسؤولية في هذه الإشكالية وذلك عندما اكتفينا بشرح دراستنا ببعض الجمل الشفهية ودون قراءته أو إرساله إلى اللجنة المشرفة على تلك الأمسيات، وبالتالي كي يتسنى لهم أن يتم نسخها وتوزيعها على الذين يودون حضور الأمسية بأن يتطلعوا عليها ومن ثم مناقشة المواضيع المطروحة فيها بشكل أكثر عمقاً. ولكن وإن كانت هذه الملاحظة مقبولة وكمأخذ علينا من قبل الحضور في الأمسية فإنها لا تبرر للأخ هوشنك أن يكتفي بالأمسية فقط عندما يريد أن يعلق على الدراسة مجملة دون الاكتفاء بالأمسية فقط وذلك لكونها منشورة في أكثر من موقع وكان عليه أن يعود إليه وقراءته ومن ثم بناء أحكامه.

بعد هذا التوضيح نعود إلى تعليق السيد هوشنك. هو يذكر على لسان الأخ جمال ملا محمود بأن المحاضر قد وقع في مغالطات تاريخية " من حيث المعلومة والتعامل مع الفرضيات أو القراءات المختلفة للتاريخ_ حسب ورودها في بعض المصادر_ على أنها يقينيات ومسلمات". ومن ثم يضيف "أن آراء الأستاذ المحاضر في الدعوة لنبذ العنف بهذا الشكل المفرط، تناقض منطق العلم والتاريخ والحضارات التي تأسست على الكثير من الحروب وويلاتها. كما ذكر : بأنه_أي الأستاذ جمال_ لم يستطع أن يعرف ماذا يود أن يقول الباحث من خلال بحثه هذا؟!".

أولاً: كنا نود من العزيزين أن يشيرا بالاسم إلى تلك المغالطات، لا أن يكتفيا بالمفاهيم العامة ولهم الوقت والزمن الكافي أن يعودا إلى بحثنا المنشور وسنكون ممتنين لهم عندما ينبهانا إلى تلك المغالطات التاريخية, أما كون تلك الوقائع قد ورد عند هذا المذهب أو هذا الدارس للتاريخ دون ذاك فهذه مسألة أخرى وهي موضع جدل ودرس ولا يستطيع أحد أن يجزم بصحة رأيه دون الآخر.

ثانياً: مسألة كون التاريخ البشري قد تأسس على الحروب فهذا صحيح، أما أن نقول أنه هذا هو منطق العلم والتاريخ فهذا بغير صحيح بل الأصح أنه منطق الجبابرة والطغاة وهذا المنطق مرفوض تماماً ومدان من قبلنا، وهذا ما نود أن نوصله للقارئ من خلال سردنا الطويل لمجمل تلك الأعمال الوحشية والتي وصلت في كثير من الأحيان إلى حد الإبادة الجماعية بحق المجموعات البشرية والأديان والمذاهب الأخرى.     

هذا ما يذكره على لسان الأخ جمال، أما ما يتعلق بشخصه الكريم فإنه يوضحها من خلال مداخلته والتي يقوله هو بأنها كانت طويلة ولن نقول بأنها كانت مملة واستعراضية أكثر من كونها موضوعية وعلمية، ولنرجع إلى مداخلته ومن ثم نبدي آرائنا وأحكامنا وذلك قبل أن نطلق الأحكام جزافاً وبالتالي لا نقع في أخطاء غيرنا ونحاكمهم على ذلك ونكون قد سرنا على منهجهم.

وها نحنا نحيل القارئ الكريم إلى مداخلته " وقد كان لي أيضاً مداخلة طويلة، من ضمنها :" أشكر الأستاذ بير رستم على تلبيته لدعوة الأمسية وتحمله لعناء السفر. وعلى الجهد الذي بذله لإعداد هذه المحاضرة.
أولاً، ما أتمناه من الأستاذ رستم أن يعود للقصة، إن كان تعاطيه مع البحث التاريخي العملي بهذا الشكل. فما قدمه يمكن ان يكون شيء آخر، إلا أنه ليس ببحث، وسأذكر لماذا ليس هو ببحث لاحقاً.
ثانياً، لو كان أفلاطون بيننا هنا الآن، لنصَّب الأستاذ رستم رئيساً أبدياً لجمهوريته، لم يتمتع به من اليوتوبيا الجملية التي فاقت يوتوبيا أفلاطون. ومن نزعة مسالة فاقت نزعة غاندي ودعاة اللاعنف. فيمكنك أن توظِّف هذه العواطف الجيَّاشة والنبيلة الحالمة في قصيدة أو قصة أو رواية. لكن، أثناء إجراءك لبحث فكري علمي تاريخي، ينبغي أن تضع العواطف والأحاسيس جانباً. وتكون عقلانياً إلى أقصى حد يمكنك، لأنك تتعاطى مع موضوعة فكرية علمية نقدياً، تستوجب عليك القيام بمحاكمات عقلية لها وعليها. ولا تحتاج إلى دفقة من المشاعر والعواطف الإنسانية، التي تشكر عليها.

أما لماذا ما قدمه الأستاذ ليس ببحث؟. فلجملة من الأسباب، لعل أهماها.

  1. الجزء الأول من العنوان "ثقافة الخوف و....." له مدلول فكري سياسي اجتماعي نفسي، يصلح لأن يكون عنواناً لبحث. أما الجزء الثاني، "...و إمبراطورية الدم" فهذا الجزء له معزى أدبي مجازي، يصلح لأن يكون عنوان مقالة أو قصيدة أو قصة أو رواية أو خاطرة...الخ.
  2. وفق العنوان الذي اختاره الباحث لبحثه، ينبغي أن يكون بحثه متوقفا على دراسة وتحليل النص القرآني والحديث النبوي، كونهما المصدرين الرئيسين للدين الإسلامي. لا أن يورد لنا كيف عُيّن أبو بكر خلفية للرسول محمد في سقفية بن ساعدة. وكيف قتل الخوارج علي. وكيف قتل الحسن مسموماً. وكيف قتل الحسين في موقعة كربلاء. وكيف كان يقتل خلفاء بني أمية وبني العباس...الخ؟!.
  3. على صعيد توارد الأحداث، كان هنالك ثمة عشوائية في في السرد. حيث بدأ بالحديث عن الخلفاء الراشدين، ثم انتقل لطريقة المعتصم العباسي في تصفية خصومه، ثم عاد لحادثة مقتل عثمان بن عفان، ثم لمقتل الحسين في كربلاء، ثم لموقعة صفين، والمفاوضات بين علي ومعاوية، ثم أسلوب أبو جعفر المنصور في القتل، وهكذا دواليك.
  4. على الصعيد المعلومة، كانت هنالك بعض المعلومات الخاطئة أو المشكوك في صحتها، كمحاولة النبي إبراهيم لذبح ولده "إسحاق" كما ذكره الكاتب، واعتمد هنا على التوراة، او العهد القديم للإنجيل. وكان عليه أن يكون مصدره إسلامي كالقرآن وكتب التفاسير، بحيث يذكر إسماعيل لا إسحاق.
    وأعتقد أن ما قدمه الأستاذ بير، لم يحتوي على الجديد من المعلومة، أو الجديد في المعالجة، كما فعل الكاتب والمفكر والسياسي العراقي حسن العلوي مؤخَّراً، بتعاطيه مع شخصية عمر بن الخطاب المنبوذة لدى الشيعة، عندما أطلق ما سماه " القنبلة الشيعية" والتي هي عبارة عن كتاب بعنوان "الفتوح السوفيانية" الذي يعطي فيه صورة ورؤية شيعية جديدة لعمر بن الخطاب، تغاير، وبل تعاكس وتناقض ما اعتادت عليه، وتوارثته أجيال الشيعية من 1400 عام وحتى الآن.
    وأشاطر الأستاذ جمال أن الأستاذ المحاضر، حبذا لو كان عنوان محاضرته: بعض صور العنف أو مظاهر العنف في الإسلام. أو ما شبه ذلك، بدلاً من العنوان الحالي. لأن النحاضرة في واد وعنوانها في واد آخر. وأكرر شكري له مرة أخرى".   

بداية نلاحظ تلك اللغة الخطابية والوعظية على طريقة أهل السنة والجماعة وذلك عندما ينصحنا أن نعود إلى كتابة القصة وأن ندع البحث والدراسة جانباً وقد بين الرجل أو حاول أن يوضح طلبه ذاك لاحقاً، وهذه تؤخذ عليه، فمن بديهيات الدرس والتحليل أن تقوم بتفكيك وتحليل الموضوع المطروح للدراسة ومن ثم تقوم ببناءه وبناء الأحكام والآراء على ضوء ذلك، لا أن تطلق الأحكام ومن ثم تحاول أن تبرر تلك الأحكام بقراءات غير دقيقة وصحيحة. فهو يقول "ما قدمه يمكن ان يكون شيء آخر، إلا أنه ليس ببحث، وسأذكر لماذا ليس هو ببحث لاحقاً."

أما ما يتعلق بمسألة العواطف والمشاعر الجياشة أعتقد إنها مسائل سيكولوجية ولم أوظفها في بحثي الذي هو قيد الجدل والدرس ولكنني لا ألومك كونك اعتمدت على ما قيل شفاهة على لساننا في الأمسية وقد أتت نتيجة اللحظة الانفعالية ولم تكلف خاطرك لتعود إلى البحث وتبذل القليل من الجهد وأنت الذي تعيب الآخرين على هكذا نقيصة, وبذلك كنت تفاديت هكذا أخطاء.

والآن لنبحث في "المبررات والبراهين" التي يقدمها السيد هوشنك في "إثباته" كون دراستنا ليس ببحث. هو يبدأ من العنوان ويدعي إن الجزء الثاني "إمبراطورية الدم" لا تصلح أن تكون عنواناً إلا لرواية أو قصة وليس لبحث فكري كونها ذو مغزى أدبي مجازي. نحن نتفق معه أن العنوان هو إلا حد ما حامل للمدلول ولكن وبالتأكيد ليس سبباً أو مبرراً أو حجة على البحث والباحث ولكي نطلق الأحكام على هذه المادة أو تلك بأنها دراسة أو ليس كونها كذلك من خلال العنوان, هذا من جانب, أما الجانب الآخر من ملاحظتنا, إنه ينسى السياق الدلالي والتاريخي والسيكولوجي لما يوحي به العنوان "ثقافة الخوف وإمبراطورية الدم" من تاريخ موغل بالعنف والعنف المضاد وما رافقهما من المجازر وأكوام الجماجم وجبناً أوصل مجتمعاتنا إلى ما نحن عليه من سلبية وتقوقع داخل محاجرنا.

الملاحظة الثانية من تعليق السيد هوشنك بعيد كل البعد عن الفهم الموضوعي للدراسة ونحن لا نلومه على ذلك لعدة أسباب وأهمها كونه أعتمد على ما قيل في الأمسية ولم يكلف خاطره عناء البحث في الدراسة ومطالعتها وأيضاً عدم قدرته على القراءة الموضوعية والهادئة كونه مسلوب بفكرة النقد والإنتقاص من عمل الآخرين وإلا ليس من معنى لكلامه عندما يطالبنا بالعودة إلى القرآن والأحاديث ونحن نبحث في تاريخ العنف الإسلامي والمجازر التي ارتكبت بحق الآخرين تحت شعار الإسلام هو دين الحق وكل الأديان والشعائر الأخرى باطلة؛ وذلك عندما أطلق نداء "جاء الحق وزهق الباطل".

ملاحظته الثالثة ليست بأفضل من الثانية وذلك عندما يأخذ علينا إننا لم نتخذ خيط التاريخ في سرد الأحداث والوقائع وذلك دون العلم وإلمامه من إننا أتبعنا أي منهج في البحث والدراسة ولن نطيل بالشرح المستفيض على القارئ وإنما نحيله هو والسيد هوشنك إلى البحث ومن ثم فليحكما. أما الملاحظة الرابعة وليست الأخيرة فإنها تعطينا صورة واضحة وحقيقية عن ضحالة في فهم التاريخ ومصادر ومرجعيات المعلومة التاريخية. فهو يأخذ علينا إننا اعتمدنا العهد القديم ولم نعتمد القرآن في قصة إبراهيم والأضاحي ولذلك ينسب إلينا إننا اعتمدنا على المعلومة الخاطئة وهو ينطلق في هذه المسألة من خلفية دينية، مسلمة بحتة؛ كونه يعتبر قصة القرآن هي الصادقة وبالتالي كان يجب علينا أن نأخذ اسم إسماعيل وليس اسحق مثلما اعتمدنا في دراستنا على العهد القديم والذي هو أحد المصادر الأساسية لكل من العهد الجديد والقرآن، وبالتالي على أي باحث موضوعي أن يعود إلى الأصل وليس الفروع. أما إذا كان يعتبر أن العهد القديم قد بدل من قبل اليهود والقرآن حفظ من التبديل والتغيير، وذلك على مبدأ المسلمين فهذا شأنه ولا يستطيع أن يلزم الآخرين على اعتناق مبادئه وقناعاته إلا من خلال امبراطورية جديدة وها هم أصدقاءه من المجموعات التكفيرية يحاولون ذلك في العراق وغيرها.

أما ما يتعلق بمسألة رأيه بأننا لم نقدم بجديد، فإذا كان يقصد من وراء ذلك إننا لم نقدم بجديد في ما يتعلق بالمعلومة التاريخية فهذا صحيح كون أن التاريخ قد دون بهذه الوقائع والأحداث التي بين أيدينا وليس من اختصاصنا ولا تقع ضمن مجال دراستنا أن نعيد كتابة التاريخ كي نقدم الجديد للسيد هوشنك أوسي، أما إذا كان الأمر يتعلق بمفهوم التحليل والرؤية والنقد، فنعتقد بأنه لو لم نقدم الجديد لما كلف السيد هوشنك خاطره عناء هذا الدفاع المجاني عن الإسلام والمسلمين من حيث يدري أو لا يدري. وأخيراً وليس آخراً أرجو أن لا يكلف خاطره بتوجيه النصح للآخرين على طريقة الأئمة والقادة السياسيون الأكراد أن نفعل كذا ونتجنب ذاك، فكفانا وزارة واحدة في التربية والإرشاد الثقافي.

ملاحظة أخيرة: كانت هناك بعض الأخطاء في تعليق السيد هوشنك أوسي ولم نقم بتصحيحه لكي نحافظ عليه وننقله للقارئ كما هو دون مس أو تغيير.


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar