عنـْدَ الغـُـروبْ ..!
الشـّمْسُ في شُـرْفـةِ الغـرْبِ ؛
تديـرُ لـي .. ظهـْرهـا ؛
تـشيـحُ بوجْههـا ..
عنْ عَـالـمي ؛ تـُدْمـي القـُلوبْ .
و أنـا السّـكرُ في فـنجَـانِـكِ .. يـا حُـلوَتـي !
في قعـْرهـا أرْسُـو ..
على الشـِّفـاهِ أرْقـصُ .. لحْظـة ً..!
ثـمَّ أذوبْ .
*****
عنـْدَ الغـُـروبْ ..!
أرْنـو إلى الأفـُق البـعيدِ ؛
أضيـعُ في وَسَـطِ الزِّحـام ،
من الـهُموم .. و الهيـَام ..!
و الحُـبُّ في أعْمـاقـيَ .. طِفـْلٌ لـعُوبْ .
الرِّيـحُ مِنْ حَوْلِـي عليـلٌ ؛
و آهتـي جَـَرسٌ غضُـوبْ .
ليْمونـَة الـدّار ..!
غصْنهـا يَـمْشي الهُوَيْـنـا ، كغصْـنكِ ؛
مِنَ الشـّمَـال إلى الجنـوبْ .
*****
عنـْدَ الغـُـروبْ ..!
عندمـا يَحْـلو المسـاءُ بقرْيَـتي ؛
و تـعودُ قطعـان المَوَاشـي مِنَ الجبـال .. و السُّـهوبْ .
و ينـْزوي الشـَّيْـخ ُ الـوقـورُ بنفـْسِـهِ ؛
داعيـاً لله .. غفـّار الذنـوبْ .
أسْتـذكِـرُ ؛ أيّـامَنـا يـا حُـلوَتـي ..
و الأمـاني جَـدْولٌ في حقـْلِنـا .. صَـافٍ عَـذوبْ .
و الحُـبُّ يَرْسُـمُ حَـدائقـاً في وجْهنـا ؛
مِنْ أزْهـارهـا عَبَـقٌ ..
على فـسْتـانـِكِ .. ألوَانـُهـا ، كـُلّ أنـْواع الطيُـوبْ .
*****
عنـْدَ الغـُـروبْ ..!
و الأفـقُ مُحْمـَرُّ الجـبين ؛
منْ سَكـْرتـي .. بلقـائِـكِ ،
من حُـرْقـتي .. بفـراقِـكِ !
و الدّمْـعُ هطـّالٌ سَكـوبْ .
لا .. لـنْ أتـوبْ ..!
لا .. إنـّني أسَـدٌ غضـوبْ ؛
في غـابـة الحُـبِّ سـأبْقى أزأرُ ..
على تخـوم شـرقنـا ؛ أبَـداً أجـوبْ .
لا .. أيتهـا الشـّمْسُ الحبيبـة ؛ لا ترْحـلي !
فالليْـلُ يلـْتهمُ الـوُعـودَ ..
و حـبيبتي .. بنـْتٌ عـتوبْ .
*****
عنـْدَ الغـُـروبْ ..
الرِّيـفُ يَـسْكنـُهُ الهُـدوءُ ..!
و الأفـقُ يعْـلوهُ الشحُـوبْ .
الصـمْتُ منْ حوْلـي كـئيبٌ ؛ حـائِـرٌ !
و خيَـالـكِ في خـاطـري يـشـْدو كـعُصْفـور ٍ ؛
إيقـاعُـهُ هَمْـسٌ طـروبْ .
أنـا ؛ مـا زلـْتُ أذكـرُكِ .. رغـْمَ المـآسـي و الخطـوبْ .
مـا زلـْتُ أحْيـا لنـلتقي يوْمـاً ..
و قـدْ غـارَ الشـّبَـابُ ..
و الشـيْبُ يمْخـُرُ في العُبـابِ .. فـوْقَ أمْـوَاج الكـُروبْ .
حُبُّـنـا مـازالَ في الـمَهْدِ صبيّـاً ؛
يُـكلـِّمُ الأرْواحَ .. يـا عِطـْرَ الحَيَـاةِ ..
أيْـنَ مِنْ أحْـلامِنـا .. أيْـنَ الـهُروبْ !.
*****
م . محمود الخليل 23 / 7/ 2008
enalkhalil@yahoo.com