الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Sat - 27 / Apr / 2024 - 12:23 pm
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
مواويلُ عِشْق ٍ وهيام

ما مِنْ بُدٍّ في أن أكثرنا يود لو يحظى من الآخرين بقسط من العطف والاهتمام والاحترام،وكلنا يرغب في أن يوجه له شكر و ثناء يشعرانه بالزهو يشتد عزماً ويربط جأشاً ويندفع تلقائياً لسلوكيات خيرة،يستزيد منها استحساناً يأمله من وسط في حياض رياحينه ترسخ جذوره.
    قد تختلس الفضائيات أوقاتنا أو يدفعنا تكاثر المبتكرات وتزاحمها انبهار الأبصار وولع القلوب بها أن نسهو عن إهداء الآخرين بعضاً من جمالية القول والمعاملة،فهل يذكر أحدنا ولأيام مضت،كم من البشر أسعدهم جميلُ كلامه أو حسن فعاله ..؟.

أصبحنا وفي برهة وجيزة ، أناساً تغلف المادة أدمغتنا، أحدنا ـ كحجر الرحى ـ يبحث عن ذات مفقودة في زحمة الأيام ،وآخر عن كسرة خبز يسد بها الرمق،وثالث يلهث في جمع الثروة وارتقاء المنصب ورابع يتشبث بكرسي صاحب الجلالة واهباً ما غلا أو رخص من مال ومتاع أو من كرامة،وخامس يبحر في عالم اللهو والملذات،يقتنص المزيد مما يبهج الأنفس ويغذي الأبدان،وأجمعنا يتسول ما يهدئ اختلاج القلوب،مفتشاً عما يملأ فراغاً هي الروح فيه .

من البرِّ تقاسم عناقيد الفرح والمسرة مع الخلان والأقران،فما من حبور أو من هناء مطلقين،ما لم ترفرف بيض الحمائم على كل وهاد الوطن وتلاله وشطآنه،ما لم ينشد أبناؤه أجمعهم، مواويل حب وعشق وهيام .

وكما أن الرقي،لن تصيبه الأسرة،إن لم تنم في جنباتها شجيرات الألفة والوئام،ا لم يكن التعاضد والتراحم سمات تزين أجبنة الأبناء والأبوين على حد سواء،فإنه ما من وطن حر،ما لم تشرق الشمس فيه على جميع أطياف وألوان البشر،وأما الرفعة،فلن تكون،إنْ في الوطن حورب الفرد في عيشه وفكره ومعتقده .

لا من صلاح في الحياة إن لم نعزف أجمعنا على أوتار الحب،فلا من بهجة تكتمل أو من فرح يعم،ما لم نخلد سوادنا إلى فيئ ذواتنا الشتيتة، نسْكنُ المحبة في سويداء القلوب،نُبَدِّلُ القبحَ جمالاً والعهر عفافاً والمذلةَ عزاً وشموخاً وإباء.  

* الأديبُ وصَنْعَة ُ الكتابة *

   أن يعيش المرء شُحَّ الفكر والحلم والأمنيات،أن يصبح جل تفكيره وكل إبداعه،محصوراً في اقتناص لقمةٍ يُنجدُ بها جسداً منهكاً وقلباً حطمتهُ النوائب،فذاك ما يحدُّ من تطلعات أي مجتمع لأي سموٍّ ينشدهُ،فما من أمةٍ تصيب حظوظاً في الرقي والرفعة ما لم ينزاح عن أبنائها ثالوث الصمت والاتكالية واللامبالاة وثالوث المرض والجهل والفاقة.

   بالنسبة للأديب،لا تقل الكتابة أهمية عن الماء والهواء،هي إكسير،يمنحه الرغبة في العيش والبذل والمنح،أو متنفسُ يطرح من خلاله سموماً تستوطن أعطاف النفس ، فإن كُبِّلَتْ أو شُلَّتْ يداه أو أحجم فكرهُ أوجُزَّ لسانه،تحولَ إلى جثة هامدة ، محاطاً بضروب من العزلة والحيرة والكآبة والإحباط.

مُلزمٌ الكاتب في مجتمعات الصمت،  أن يعمل في الصباغة،ملوناً بالبياض فساداً وظلماً وبطالة،يلبس الانحلال الخلقي ثوب الفضيلة،مباركاً كل فتحٍ للفضائيات الماجنة في تبديل الأفكارِ والرؤى،مُلزمٌ هو ،مجاراة العلمانية والتعصب الديني،مباركاً ثراء فاحشاً ـ ولو على إفقار المواطن ـ يصيبه التاجر،متوسلاً إياه ،رُوَيْداً ورحمة بالفقير،متسولاً في أروقة الساسة وفي دهاليز العتمة، أثيراً مشبعاً برغد العيش.

في الكتب وحدها نلتقي بكتاب،التزموا قضايا الخلق فسخروا الأقلام والنفس،امتشقوا حسام الحق،منددين إن ألفَوْا خرقاً أو انتهاكاً للحقوق،أو عَلَتِ البسمة جباههم، إنِ الْتُزِمَ في أداء الواجبات فنعِمَ الشعب بالأمن والاستقرار. في الكتب وحدها نستشفُّ الفضيلة والعفة والصدق،فيها نحلقُ في فضاءات حبٍّ سامٍ منزَّهٍ ،يرقى بالأنفسِ  وينأى بها عما يسمى حباً يغزو حيوات الأبناء في  زمن مشبع بكل ألوان التناقض والزيف.

الكاتب لا يمتلكُ الحق في أن يكتب ما شاء له الهوى، كونه محاصراً بسهام القريب دون البعيد. الرد قاسٍ والضربة موجعةٌ لثريٍّ يرى الكاتب مترصدا ًله في حِلِّهِ وتَرْحالهِ ،والبتة لن يروق للسياسيِّ ما يُسَطِّرُهُ يراع الكاتب،بينما ذاته ـ أي السياسي ـ وأملاً في ذرِّ الغبار على الأعين والأنفس،يَجْهَدُ في تصَنُّعِ الطهر والنقاء،لن يُهادنَ الكاتبَ أبداً مَنْ ـ وباسم الدين ـ يزهق الأرواح ولا من نجدةٍ،تُغيثُ مثقفاً في مجتمعات لا  تصفق إلا للأقوياء .

  أحياناً يصيب الكاتب وهَنٌ،فيرى الحياة مسرحية، يرسم ذاته معالم  شخوصها فيمنحهم ما شاء من سلوكيات وأخلاقيات،وغالباً ما يهجر أوراقه وأفكاره،ليعيش في غفوةٍ يرى الأُفولَ متربصاً به من كل حدبٍ وصوب،لكنه كالوليد متشبثاً بأحضان أمه وكالأطيار في حنينها للأوكار،يفاجئنا،وعلى حين غرةٍ،بأنه لا يتقن شيئا خلا الكتابة،وأنه لن يتذوق للحياة طعماً،مالم يخطَّ يراعه ما يمنح الكون نفحات جمالية،تزيح عن كاهل الإنسان انتقاصاً للرغبة في عيشٍ كريمٍ وغدٍ مشرقٍ يحملُ في ثناياهُ تباشيرَ البهجة والفرح .              

" مَنْ عَلَّمَني حرفاً كنتُ لهُ عبداً "

  الاحترام من الحُرْمَةِ...لا انتهاكٌ لذمةٍ أو حقٍّ أو صٌحبةٍ. ذاك اللفظ الجميل،كالقطع النادر،نكاد نفتقده اليوم مجسداً في تعاملنا مع الآخرين.ولأنَّ تراكماً وتبدلاً سريعاً في الأحداث والأفكار نلحظه،ومع نشوء ظواهر جديدة وتكوين رؤىً ومفاهيم لم تكن مألوفة،أصبحنا نظنُّ أنفسنا ـ جيل الكبار ـ غرباء على حياةٍ تفاجئنا كل يوم بجديدٍ،فنستسلم لشريط من الذكريات،نُمَتِّعُ الأنظار بمشهد رومانسي اكتنف ما أفُلَ من ماضٍ ،كنا نحاول ـ جهدنا ـ التأدب في حضرة المعلم،فإن فوجئنا به في أزقة الحارة،طأطأنا الرأس أو أنّا غيرنا في وجهة طريقنا. لم تك البتة، عصا المعلم،مَنْ تًلْزِمُنا احترامه أو تبجيله،إنما جملة من المثل والقيم والمبادئ استوطنت أغوارنا.كنا نجسد على أرض الواقع،ما نُلَقَّنُ بهِ من حكم وأقوال مأثورة " قم للمعلم وفه التبجيلا،العلم أنفع من المال،إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ،من علمني حرفاً "،وعلى الرغم من أنَّ أكثرنا كان يصارع مسالكَ العيشِ الوعرة،أو كانت البساطةٍ في المسكن والملبس والمأكلِ والتعامل،غيومٌ ظللت آفاقنا،فإن قلوبنا،قد زينتها لآلئ صدقٍ وجُمِّلَتِ منا الأنفسُ بيواقيت من زمردٍ ومرجان.

ومع تسارع وتيرة الزمن وإتحاف الحياة الإنسانية بكمٍّ هائل من المبتكرات،وإضافة إلى تحسينٍ طرأ على الحياة المعيشية للإنسان،فإن عجلة التغيير قد طالت فضائل،أيَّما جمالية أضفتها على كثير من جنبات الحياة .لم يكُ المعلم إلا واحداً ممن اعتنقوا نمطاً جديداً من أخلاقيات،استُعيضَ النبل فيها والروحانية بزيفٍ هو نتاج المجتمعات المادية،فبينما على كاهله تكتمل مهمة التهذيب والتقويم والتربية،فإننا نراه اليوم وقد خفَّ احترامه للطالب وللعملية التربوية برمتها،فمن عشية لضحاها أصبحَ يُمَجِّدُ الأنا ويسترخصُ ما رُبِّيَ عليهِ من طهرٍ نهلَ من مشاربهِ ،وَهِنَ العقل وأصابتِ الأنفسَ ضروبٌ من المذلة والهوان لمّا سال لعاب أكثر المربين وأبهرهم بريق المال ولمعانه. ما كان المعلم إلا رمزاً للطهر والعفاف لكنه وفي ليلة ظلماء تفتقِدُ البدرَ،انقلبت الآية فأصبحنا نراه أنموذجاً سلبياً أفرزه سلطان المال،انطفأت لديه شموع الرغبة في رفد المجتمع بأجيال تسمو به وترقى،فمِنْ تأخُّرٍ في المنهاج المقرر إلى غياباتٍ مكررة إلى تلميح أو ترويج ـ وعلانية ـ لدروسٍ خصوصية،تُنْجِدُ النشء من تقصيرٍ ذاته قد تعمدهُ،سلوكياتٌ يتسم بها كثير ممن تُعَوِّلُ المجتمعات عليهم لحاقاً بركب التنمية والتحديث.أصبحنا جيل الكبار، نترحم على زُهُوِّ ماضٍ زركشتهُ الأفئدة بكل ألوان المحبة.وهل من حيلة لدينا خلا وقوفنا على الأطلال،نتجرع  كؤوسَ الخيبة والأسى...!!؟؟.

 تيريج عفرين - 5 / 6 / 2008 / صلاح الدين عيسى ـ 7875830 ـ 0944989574

salah-isa@hotmail.com


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar