أنا لست
أنا لَستُ مستعجلاً ... ياسيدتي
منذُ بعيد أنتِ منفى ... ورحيل دائم في لعبة السراديب
أُصارعُ أشباح أقداري في صمت الكلمات وكوابيس الإنكسار
بين مواعيد الحب والنفاق
ياسيدة ...أقدامي مُشبَعة.. بأتعاب الطرق المزدحمة
بالغبار ...ودخان العربات
جسدي مُتعب ...
أحصد خربشات الذاكرة في صحراء الكلمات
المشبعة بحرارة الشمس ... وبرودة الليالي
الأيام لاتطاق ... فوق أرض قاحلة
المرايا تتضائل ... في الآفاق البعيدة
...
منذُ بعيد ... أنتِ منفى
لا الينابيع تفجرت ... ولا المواسم تبدلت
ولا الأزمنة تغيرت
الأزمنة التي ذهبت ياسيدتي ... لم تصنع المعجزات
لم تصنع الويلات
ولم يتغير أي شيئ
...
الأيام تجر بعضها ... فالمسافة طويله
أعلم أنكِ في مكان ما ...
أتخيلكِ ... أنتظر ... كيف ... ومتى
...
من عتبة الجاهلية ... حتى أخر الإبتكارات
وأنا الملم حروفاً ناقصة
كيف يعود الفجر ... ولما
كيف يكبر الوهم ... ولما
أنا المسافر ... مابين المصطلحات
منذ عشرون عاماً ... وانا أنتظر
...
أنا لست مستعجلاً ... ياسيدتي
عشرون عاماً ... مضت
وأنا أحرث حقول السماء
أبحث عن مفاتيح الأشياء
أتمرن في قتل الوقت الضائع بغباء
...
عشرون عاماً مضت
حقول القهوة ... الشاي ... وقصب السكر لاتزال بخير
أعلم بأن الأشياء تحتاج زمناً
هناك وقت ... ليتشكل الربيع
هناك وقت ... ليتشكل السحاب
...
أعلم أنكِ في مكان ما
عبثاً أبحث عن جواب ... وسط الضباب
عشرون عاماً مضت
هل أنتِ حقيقة .... ام سراب
7 / 9 / 2010
بهجت باريس