آهتــي الـعتيقــــــــة
====
لَـمْ يَـبْقَ لـي غيْـرُ ظِلِّ الـجَبَـلِ .. وَبِـضْعُ مَـساميـرَ لحْمَيـّةٍ في جـَـسَدِ الـحِكْمــةِ ..!
مُنـذُ قـليـلٍ أرادتْ الــشّمْــسُ أنْ تـخْتفـي خلـفَ نـظّــارتـــي ؛
تـسيـرُ في مَـدارِهـــا .. وتـكْنِــسُ الـظّلامَ على الــدّوامِ .
تَـداعَـتْ حَـوْلــي شُـؤونٌ صغيــرةٌ بـحَجْمِ نـقيــقِ الـضّفـادِعِ ,
وَأزْهــرَ في الأفُــقِ الـبعيــدِ .. جَرَسُ الإنْــذارِ الـمُبَكِّــرِ يَــقولُ :
يـا عَبْـدي أعْطنــي قَـلْبَــكَ لِــيَسْكُنَ فيـهِ الأنـــينُ ؛
فَــأوْرَقَــتْ آهـتــي الـعتيقـةُ على شَـجرةِ الـغُروبِ .. وَاحْمَرّتْ مُقلتــاهـــا ..!
لـقدْ خُلِقَـتْ قَـبْـلــي .. وَبَـعْدي سَــتـأتــي دَمــاً قـانيــاً على الأرْض كالـــنّدى .
تَهُـزُّ كـيـانـــي ..
وَتـــنْبعُ مِنْ عَـيْنـيّ " دجلــةَ " و" الــفراتَ " ..!
سَـيقِفُ الـنّهــارُ حــينئذٍ مُــنْتصِبَ الـقـامَــةِ مَـذْعــوراً ,
ولا أقْــدِرُ أنْ أبْـكي قَـــدَرَ مـا يَـجِــبُ عَلــيّ ؛
لــيْسَ مِنْ نِــظــامٍ هنـــاكَ في الــشّرْقِ .. ولـكِنْ خَـوْفٌ أبَــدِيٍّ .
*****
يـاربِّ .. !
إذا أنْــزلْتَ بــأحَـدِ عبيــدِكِ سَقَـمــاً فـلا تـنْسى نـصيبـي مِنْــهُ ؛
فكُلُّ شــجَرَةٍ ..
لا تُـثْمِـرُ ثَـمَراً صـالِـحــاً تُـقْطَــعُ وَيــلْقى بهـا في الـنّــارِ.
أشْـوَاقــي .. إلى أسْــرابِ الـبَلايــا في الـمَزادِ ..!
يَـشُــدُّنــي الألــمِ بـأمْــراسِ الـرُّعْــبِ إلى ثَــنـايــا الـكلِمَـةِ الـطيِّبــةِ ,
ويُـغرِّدُ حنينُ الــذِّكـريـاتِ الأثــريّـةِ بَـيْنَ أضْـلُعــي ؛
عُصْفـوراً .. يَـطيــرُ مِنْ حـانــةِ جَـسِــدي مُـسَـرْبــلاً بِـزُغُــبِ الأحْــزانِ ,
ويَـقولُ الإنــاءُ الـخَزَفــيُّ لـصـانِعِــهِ لِـمـاذا صَنَعْتَنـــي ؟
لأحْــوِيَ دُمــوعـاً أمْ بَــلْسمـاً للآهـاتِ ..!
لحظـاتٌ حَـرِجَــةٌ ..
لا أسْـتطيـعُ أنْ أمْكُــثَ في الـعـارِ زَمَنــاً طـويــلاً ..
وأنْـتَ أيّهــا الـشّـرْقُ لاتُـبـالـي بِـمـا مَضـى , وَمـا يَـجْري حَـوْلـي ؛
هـاهيَ الـحِجَـارةُ والـصُّخورُ تَـتَصــادمُ كأعْــداءٍ أَلِـــدّاءَ ,
وَالْحَقُّ وَحْــدَهُ يَحْمِـلُ ثَـمَراً لِــلْحَيــاةِ الأبَــدِّيــةِ .
*****
ريــشـةُ الـقـلـمِ تَـنْقُـــرُ سَـقْفَ تـفكيــري ..!
تَـقْرعُ الـبـابَ .. فـيُفتـحُ لـها .
وتَـسْـألُ عنِ الـضّحِـكِ الـعـاجِــلِ .. فَـيَنْهَمِــرُ مِنْ سَحَـابَـةِ الـظّـلْـمِ الـبُكـاءُ الآجِــلُ .
أيّهـا الـنَسيـمُ .. هَـلْ أُثْـقِلُــكَ بِـدُخــانِ تَـبْغــي ..؟
وَأُحَـمِّلـكَ مـالا طـاقـةَ لَـكَ بِـهِ ..؟
أرْجُــوكَ .. أنْ لا تــدْخُــلَ رِئــتي ثـانيـةً ؛
طـالمــا لاتَـحْمِلُ لـي في طيّــاتِ بُــرْدِكَ أخْـبــاراً ..
ما دُمْـتَ لا تَحْفَـظُ مِنْ إكْــسيـرِ الـعَدْلِ أشْعــاراً ..
مـا دُمْتَ لَـمْ تَـخْرجْ مِنْ جَـوْفِ الـحقيقــةِ .. زَفْــرةً حَــرّى وَأسْـراراً .
والـشّرْقُ ..!
يَـمْتصُّ كالإسْـفنجَــةِ مِنْ الإثْـــمِ أنْـهــاراً ,
سَــأضَـعُ حـارسـاً لِــفمـي ..
كيْ لا يـميـلَ إلى قَـلبـي ويَـخْلـقَ في وَجْــهِ الـخَطــايَــا أعْــذاراً ,
فَــتحْتَ سُـلْطــةِ الِّــلســانِ .. تَـكْمُــنُ الـحَيـاةُ والـمَوْتُ ؛
وَمِنَ الـحِكْمَــةِ .. أسْـفــاراً .
*****
موقع تيريج عفرين
المهندس محمود الخليل / عفرين
7/11/2011