الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Fri - 29 / Mar / 2024 - 10:12 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
سفر ميمون الى حلب / عفرين موطن الزيتون و الحسكة دامعة العيون

رحلتي الى سوريا
سفر ميمون الى حلب / عفرين  موطن الزيتون و الحسكة دامعة العيون
خديدا شيخ   خلف 

بضعة ايام متتالية وفكرة السفر الى خارج القطر تراودني لأسباب العلاج والاطلاع على المرافق السياحية ودور العبادة والمقدسات الايزيدية وإقامة جسور العلاقة والنشاطات المشتركة والاهم هو اللقاء الاخوي والثقافي بعدد من المبدعين في الشأن الايزيدي من ابناء جلدتي والاطلاع على نشاطات وفعاليات مراكزهم الثقافية ، وأخيرا وقع الاختيار على السفر الى سوريا بعد مرور 10 سنوات على زيارتي لها أي قبل تحرير العراق من هيمنة الانظمة والحكومات الديكتاتورية التي حكمت البلاد بالحديد والنار وعلى رأسها النظام صدام الدموي الذي كان سببا في تنافر عدد كبير من ابناء البلد الى خارج بلادهم ، فاستقريت في اخر المطاف على السفر الى سوريا بغية بناء  ومد جسور الثقافة والفن والإبداع و لرد جميل واعتبار  هؤلاء الاصدقاء الذين لايمكن أن أنسى جميلهم ومواقفهم المشرفة معي و التي ابعددتني الظروف عنهم ،و في صبيحة يوم السبت المصادف 17-1-2012شديت الرحال وأخذت حقيبتي التي تحمل ثمة هدايا الاصدقاء وسبحات معمدة بماء معبد لالش  وانطلقت من بعشيقة مدينة السلام والزيتون والشمس ترسم بخطوطها الذهبية لتتسلل عبر منافذ العتمة متلهفة لطبع قبلاتها على شفاه البسيطة وصباح يبشر بالخير وأنا متوجها بسيارة جيمسي الى بلدة الحمدانية (باخديدا) أي بيت خديدا لنقل راكبين (فرح ووعد متوشا ) اللاجئين في بلاد الغربة  ثم توجهنا الى مدينة الموصل التي تكتوي بنار الارهاب والزوابع الطائفية كنا متواعدين مع السيد المطران داؤود راعي ابرشية كنائس الموصل، واستقلينا السيارة  بعد الترحيب وتهيئة الاغراض الضرورية وتوجهنا صوب المنافذ الحدودية العراقية –السورية عبر ناحية الربيعة  ،ومن هنا لا يسعني إلا أن اقدر واثني على موقف وتعامل وأخلاق الموظفين في إدارة المنافذ الحدودية ونقاط التفتيش من كلا الدولتين حيث كانوا يكنوا كل الاحترام والتقدير لنا وخاصة لرجل الدين المسيحي الفاضل داخلين الحدود والبوابتين العراقية والسورية دون أي عائق أو مشكلة وبعد دفع الرسومات والاطلاع على المستمسكات  توجهنا الى قامشلو  ومنها انطلقنا إلى محافظة حلب المدينة المزدانة بجمال الطبيعة الخلابة  المدينة التاريخية التي تتوسطها القلعة التاريخية التي اتخذها الشيخ مند بن الشيخ فخر الدين بن يزدين الامير مقر وكرسي حكمه عندما عين باشا حلب وهذه المدينة التي تولى كرسي العرش بعده عائلة جانبولاد التي تعد من أجداد السيد جنبلاط الذي تشرفت بإقدامه بلدة الشيخان قبل عدة أشهر والذي عمد بماء زمزم والعين البيضاء المقدسة لدى الايزيدية والذي تشرف بلقاء الامير تحسين بك ووجهاء ورجال الدين الافاضل ،والجدير بالإشارة إلى أن مدينة حلب العريقة التي يستوطنها الاغلبية الكورد المسلمين والايزيديين المتآخين مع العرب المسلمين والمسيحيين والدروز، حيث تعرف مناطقها تواجداً كثيفا لدور العبادة  ويشكل الكورد النسبة الاكبر من سكانها حيث تعج المدينة الوادعة بالإعلام والمثقفين لاحصر لها تشكل مجموعتها قناديلا سماوية تضيء قبة فضائلها على مدار الازمنة حيث احتلت مكانة تاريخية كبيرة بين مدن العالم المتقدمة وخاصة على العهد الأموي ومركزا لمعظم النشاطات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وان نسيج تلوينها الاجتماعي والديني جعلها اكثر اشراقا ووحدة وتفاعلا وتجانسا في عطائها الحضاري وهنا كانت المحطة الاخيرة للسيد المطران حيث نزل سيادته  في مطرا نية حلب و تعانقنا  وتوادعنا معه وأما بالنسبة لنا واصلنا السير والتوجه الى العاصمة دمشق وهناك استقرينا في احدى عمارات حي جرمانة التي تسكنها أعدادا كبيرة من العراقيين على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وقومياتهم  وفي الليلة الاولى وفي جلسة لقاء اخوي  مع عدد من الاصدقاء المسيحيين الذين قدموا من العراق و الذين جاءوا ليرحبوا بنا ويسامرونا ويجالسونا ويبدون استعدادهم لنا بما نحتاجه  وفي الصباح الباكر توجهت أنا لمراجعة الطبيب وإكمال المعاملات التي جئت من اجلها ولكن تزامنت سفرتي هذه مع بدء هطول زخات المطر، وثمة ساعات العصر قضيناها بين أروقة الجامع الاموي المشهور الذي يعد من أبرز المراكز السياحية والدينية والثقافية والذي تأسس على انقاض كنيسة قديمة تعود للمسيحيين الذي يعد صرحا تاريخياً وحضارياً وثقافياً مضيئاً وكما يعد من منابر الابداع والثقافة والفن والأدب كما تذكره الكتب التاريخية حيث  بناه الخليفة معاوية بن أبو سفيان وأخذه الخلفاء الأموين بنظر الأهمية والاهتمام ولاحظنا كيف  تتوافد الناس عليه من كل مشارق ومغارب الأرض  وخاصة من طائفة الشيعة قاصدي مزار الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب ووقفنا بخشوع وحزن أمام مشهد  لموكب الشيعة الأافغانين وهم يعبرون عن حزنهم ويأسهم على استشهاد امامهم الشهيد الحسين ، ومع حلول المساء زرنا عدة عوائل ايزيدية في حي ركن الدين الجاثم على صدر  جبل قاسيون ،  وبعدها التقيت بعدد من الشخصيات الايزيدية في دمشق منهم الشيخ بهجت وشكري ابو جميل وجميل عبدو وفي جلسة لقاء على تناول شاي الليل  في احدى مقاهي جبل قاسيون المشهور كان لقاءً ايجابياً واخوياً ينطلق من رؤية مشتركة لمستقبل علاقتنا ومستقبل ابناء جلدتنا ومن جانبهم أبدو بآراء بناءة وعبروا عن سعادتهم بهذه الزيارة القصيرة متمنين تكرارها متناولين معاً  الأوضاع الإيزيدية الاقتصادية والإنسانية والدينية على عجل، ومن ثم عاودت الشقة وفي الصباح الثاني تفارقنا حيث ذهب كل لحاله توجه (فرح ووعد متوشا )الى المطار ليرتقوا الطائرة إلى ألمانيا، وأنا أخذت طريق حلب وبعد وقت قرابة الساعة من الزمن من السير  تفاجانا  بتظاهرات في بلدة تابعة لمدينة حمص تدعى شيخون وأخذنا مسار غير الطريق الرئيسي وبعد نصف ساعة من الوقت تقريبا انتابنا القلق والتردد وفجأة رجعنا وواصلنا السير في الطريق الرئيسي الى حلب حيث تأكدنا من وجود مثل هذه التظاهرات فيها حيث المنطقة مهجورة وغارقة بالسكون جلب نظري تفرد الجنود المدججة  في شوارعها وأزقتها التي تأن بجراحها الجديد،  وأما عند وصولي ساحة حافلات حلب  تريثت لحظات امام كشك الصحف لألهي نفسي بعدد منها وانحدر ببصري لقراءة الاخبار والتي تخص الوضع الامني والسياسي  ثم انتقلت إلى الرصيف الآخر لاقف تحت شجرة كبيرة وارفة الظل توقيني من المطر الخفيف  وفي اخر المطاف لمحت عيني العم الوقور الطاعن بالسن حسن نابو ابو منان الرجل المعروف بزيه الحلبي وابنه ابو نوري  من بين وجهاء المنطقة وبينهم علي نابو وحسن ابو ارام ونوري منان وشيخ حنان ابوجعفر هؤلاء تجمعوا في موقف الحافلات في محلة الاشرفية  يسالون عني  فناديت عليهم  والتقينا وتعانقنا بحرارة  من بعد فراق مضى عليه 10 سنوات،  وعدد منهم كانوا قد زارونا قبل عام أي عند قصدهم مواطن الايزيدية بغية الحج لمعبد لالش في 10-10- 2011المصادف عيد الجماعية  ومكثهم عدة ايام في بعشيقة في ضيافة المختار خليل نادر وعلي كوجك حسين وعبدا لله نايف وفريد عبد الله وقوال سليمان سفو رئيس القوالين  وكما التقوا بحازم تحسين بك أمير الايزيديين في العالم  وبابا شيخ و كاميران خيري بك، وعلى هذه الخلفية استقبلت بحفاوة والتم شمل عدد كبير من الوجهاء والمثقفين بعد تناول العشاءعلى شرف السيد حسن نابو ومن بين المواضيع التي كنا بصددها ونؤكد عليها (المدرسة الدينية) التي تم اختتامها قبل بضعة ايام و مسلطين الأضواء على دواعي ونتائج هذا المشروع الذي استمر اكثر من ستة أشهر، ومتناولين أوضاع الايزيدية من كل الجوانب والسبيل الى فتح الافاق امام ابناء الديانة الايزيدية في هذه المنطقة ، وما أحوجنا نحن اليوم ان ننفض عن عيوننا ماعلق بها من غبار السنين الغابرة والماضي المريض وما احوجنا الى التمسك بالحوار والتشاور واحترام الرأي الاخر وتوحيد المعلومات والطقوس الدينية  اينما كانت،وكذلك التباحث في كل ماهو افضل للبناء والرقي والتقدم مؤكدين دائما على المصلحة العامة والتسامح والابتعاد عن أي نوع من انواع التطرف المقيت، فيكفينا فخرا وعزا ان نؤدي معا رسالة انسانية ودينية شريفة ، والجدير بالذكر إلى أننا قضينا  كل ساعات الليل بالتفرج على النشاطات والفعاليات التي قدمت بفضل السادة حسن نابو وشيخ رشيد وبيرعبد الرحمن  شمو والعالمين الدين شيخ حسين وشيخ محمد بمناسبة عيد رأس السنة (الاربعاء الاحمر )، وأضحت هذه الفعاليات محط حوارنا وآراءنا وإضافاتنا على تطوير مثل هذه النشاطات وأهمها افتتاح المدارس الدينية التي يحتاجها ابناء ايزيدية حلب لتعويض مافقدته خلال سنين العجاف الغابرة وحرمانها من المعابد المقدسة خاصة صعوبة الحج للالش الكائن شمال الموصل ضمن حدود قضاء الشيخان  وصعوبة زيارة المزارات والمقدسات الاخرى وخلو المنطقة من رجال الدين والقوالين ،وفي اليوم التالي جمع بيت ابو نوري شملنا مع طلبة المدرسة واطلعنا على كل ما استوعبته هذه الشريحة من علم الايزدياتي وعلى  سير التعليم مضيفين ايانا ملاحظات وإرشادات بناءة،وبدوري قدمت الشكر والثناء باسم مركزي الثقافي الكوردي في الموصل  أولا وباسم رجال الدين الايزيدي في العراق ثانيا على جهودهم المثمرة وباركت لهم انجازهم هذا وتوجهاتهم البناءة  للطلبة، وحضيت على الاحترام والتقدير الكبيرين  وتمنيت الموفقية والنجاح في هذا المجال وخدمة الايزدياتي ونحو مزيد من العطاء المميز والتقدم المتواصل  وأكدت من خلال كلمة مختصرة قلت اننا نرى فيكم البداية الصحيحة فمن لا يتوفق في اختيار البداية سيكون مصيره الضياع والهلاك شانه شان الذي لا يهتدي الى طريق الايمان الصحيح، وان التعامل مع البداية غالبا ما يحدد النتائج البعيدة لأية أمة كانت ،وبعدها تشرفت بزيارة معلمي المدرسة في منازلهم ومحلاتهم  منهم شيخ رشيد من احفاد شيخ مند ومن اهالي قصبة باصوفان التي يقطنها اكثر من 300 عائلة شيخي ناسر دينة و40 عائلة من شيخي شيخ منده والتي تخلو تماما من المريدين وتلاه بيت  بير عبد الرحمن شمو  من قصبة  فقيرا وفي ساعات الليل لم بيت أبو نوري شملنا مع عدد  من المثقفين والمبدعين بالشأن الايزيدي ومن له باع في نشر الثقافة الايزيدية وإيصال الحقائق والوقائع للوضع الذي يعيشه ايزيدي العراق وما يتمتعون به من الحقوق والمنجزات، هؤلاء جاؤوا ليتنوروا بمعلوماتنا وإضافاتنا لما يتوقون التمتع بما نتمتع به ويحذون حذونا  للحصول على  وضع ديمقراطي حر، وكيف تعج مواطننا  بالمقدسات و تلاصقنا  بمعبد لالش والمزارات العديدة الاخرى  وهم في هذه المرحلة الحرجة يحملون الهموم على صدورهم و يحلمون بما نحن عليه وما وصلنا اليه من رقي وتقدم في مجال حقوق الانسان وتطبيق النظم الديمقراطية ،ومن خلال هذه المناقشات والحوارات البناءة كنت أؤكد على استقلالية أي نشاط  ديني يقومون به بعيد عن التحزب والتطرف ،ويجدرني ان أشيد بالتحرر من هاجس الخوف والتردد وملئ الفراغ واستغلال الفرص المؤاتية دون التفريط بها وهذا الحديث الشيّق  لم يمهلنا  لنشعر بالوقت الذي مضى والليل تجاوز نصفه ،و في صبيحة اليوم التالي  توجهت الى ساحة وقوف الحافلات لأقصد  قضاء عفرين التي يسكنها غالبية الكورد المسلمين والايزيدين المتآخين الى جانب و قلة من العرب والمسيحيين والتي لا يحضرني منهم رائحة الحقد والكراهية ومنذئذ أمطارا غزيرة لم تشهدها المنطقة من قبل وبين فينة وأخرى وأصابع قدمي تتخدر وتتكور على بعضها أمام العاصفة الثلجية وأجول ببصري إلى أزقة وأحياء قرية قيبارة التي تقع تحت أقدام جبل عالي يجثم على صدره كهف كبيرو واسع يسع لأكثر من 100 رجل يدعى كهف الأربعين (شكه فت جله خانه ) الذي كان يجمع شيوخ الطريقة والمتصوفين من أتباع الديانة الايزيدية ليقضوا أيام صيامهم الذي تتجاوز الأربعين يوما عند حلول صوم مربعا نية الصيف او الشتاء الواجب على رجال الدين فقط  وفي جوفه قطرات الماء تنزل من سقفه الذي طغى عليه السواد من دخان الاسرجة والفتائل التي يوقدها الزوار متربعين في مكان طالبين الأمل من خلال لصق حجرة صغيرة في جدار اسود رطب يجذب الحجر في بعض الأحيان ليحقق أماني قاصديه ،وعلى بعد 100 متر منه تبرز قبة ناصعة البياض على غرفة مربعة قدم عليها الزمن تدعى (ملك ئادي ) ،وأنا بين الأزقة أجول ببصري سائلا  عن منزل احد  المبدعين صاحب القلم الذهبي والكلمة المنورة و من خيرة الباحثين في الشأن والتاريخ الايزيدي  يدعى محمود كلش صديقي الحميم  احد ابناء قيبارة والذي جمعني معه البحث الديني منذ 10 اعوام حيث استقبلني بحفاوة وضيفني بضيافة كريمة بين افراد عائلته وأقربائه وإيمانا بحرية الفكر والتعبير التي تؤكد عليه دساتيرنا الدينية والإنسانية وما تساهمه  في تأسيس وعي انساني  يقوم على الدعوة للسلام والحياة الكريمة والتعاون بين البشر،هنا التقت أفكارنا والتم شملنا على طاولة واحدة مع نخبة اخرى من المثقفين مؤكدين بان حل المشاكل عبر تجاوز الصراعات والأزمات وعبر الحوار ولغة البناء والمساواة وروح المبادرة مع ضمان حقوق مختلف المكونات وفق التطلعات المشروعة بإجراءات قانونية تحفظ الوجود لكل الاطياف والمكونات ، وخلال ساعات الليل استغل الفرص لأتطلع على نتاجاتهم خلال السنين الفائتة بمناسبة اعياد رأس السنة الايزيدية من خلال متابعتي لحفلاتهم ومهرجاناتهم المصورة بكاميرات أبوتيريج ودلشاد شيخو التي تخللتها فعاليات فنية وثقافية وتكريم المبدعين في هتين المجالين وكنا نسلط الأضواء على التراث والفلكلور الايزيدي الذي غدا متأثرا بتقاليد وثقافة أبناء المناطق المجاورة ،وبالإضافة إلى الغور في جذور الايزيدية الغائرة في عمق التاريخ وتارة نقارن بين الديانات القديمة المشابهة والمشتركات التي تربطهم معا مثل الايزيدية والزرادشتية والمثرائية  وعلاقتها بالحضارات السومرية والاكدية والبابلية وما يؤكده التاريخ بان لأجدادنا جهود جليلة في اقامة حضارات يعتز كل فرد بها، وكيف نعد أحفاد أولائك الأجداد الذين أسسوا مجتمعا متحضرا في تلك الفترات ،وتارة اخرى نقارن بين الارث الديني عند علماء الدين الايزيدي في العراق من طرف وايزيدية سوريا من الطرف الاخر  وأنا من جانبي تحضرني الولادة الأولى للشمس الحقيقية في دواوينهم ومحافلهم ،وأما في ساعات النهار يصاحبني محمود الى بيوت المبدعين منهم مدير موقع تيريج عفرين المثقف والمخرج المبدع عبد الرحمن حاجي عثمان الذي يلتمس منه القاصي والداني كل النشاط المتواصل والعمل المستمر وفاعلية متميزة سعيا للنهوض بمجتمع واع مثقف وبغية نقل أصدق وأنبل الحقائق والوقائع إلى العالم من خلال شاشته الصغيرة حيث أبدع بإشرافه وإخراجه وإدارته على ثلاث أعمال فنية رائعة طغت على شاشات الفضائيات الكوردية أسماها تيريجن عفرين 1،2،3 التي تعد أوبريتاً فنياً رائعاً يتضمن فعاليات غنائية  ورقصات فلكلورية مختلفة تؤديها مجموعة من فناني منطقة عفرين حيث تمكن من خلال نشاطه هذا من لم شمل أكبر عدد من الفنانين المبدعين أصحاب الحناجر الذهبية، وأبو تيريج صاحب الابداع والحس القومي والإنساني والوطني المميزوالكوردي المسلم صاحب الفضل والدور الفعال و البارز في دعم جميع المهرجانات التي تقدم سنويا لإحياء رأس السنة الايزيدية في حلب وعفرين ، جاعلا من موقعه محط للإعلان عن الاحتفالية وموعدها ودق ناقوساً  لجمع الهدايا المادية والمعنوية كان يهيب أصحاب الشركات والمصانع والمؤسسات والمحلات الكبيرة بدعمها وبتبرعها بغية إنجاح هذا النشاط وتوزيعها على المشاركين والمبدعين ،فان دل على شئ وإنما يدل على مدى تسامحه الأسمى وشعوره القومي والوطني الخالص والصادق وما يتصف به من نكران الذات ودعم المصلحة العامة ونشر ثقافة قومه وتراثه وإعلان شأنه بين الامم من خلال ما ينشره ويعلنه على موقعه ( www.tirejafrin.com )، ومؤمنا بان الكورد تعد عائلة واحدة مهما تعددت اعضاءها وشجرة واحدة مهما تلونت اوراقها وأغصانها ومها كانت فروعها وأغصانها متعددة ومختلفة وموجودة في أربع زوايا الدنيا ،ويعد موقعه الالكتروني بمثابة أحد أبرز اقطاب الفن والثقافة في مدينة عفرين وأبرز مراكز شعرائها وأدبائها وفنانيها ومركز إشعاع معظم النشاطات المختلفة من أجل  استقطاب كل المبدعين والعقول المنتجة و جمع التراث والفلكلور وكل ما ينبت على أرض عفرين والمؤثر المباشر على واقع المنطقة ، وتشرفت بتكريمه داخل موقعه وقدمت بدوري شكري وتقديري له على هديته وعلى الثقافة التسامحية التي يتمتع بها والدور الذي يلعبه في نشر التراث الايزيدي وإيصال ثقافتهم الى العالم ودعمه اللا محدود لأبناء جلدته ثقافيا وفنيا واجتماعيا ،ومن مكتبه الخاص هذا انطلقت الى منازل عدد من الوجهاء ورجال الدين امثال شيخ محمد وشيخ حسين احفاد الشيخ حسن الاداني  اللذان يعدان من اعلم علماء الدين الايزيدي في حلب وعفرين ومرجعية مريدي هذه الديانة العريقة، وفضلا عن الشيخ نوري وسليمان ابو جميل والدكتور محمد عبدو علي الكاتب والباحث المشهور و شيخو أبو فتحي  وحنان أبو نمر وبير مجيد  الباحثين في الشأن الايزيدي وتلاها الارتقاء الى جبل شيخ بركات الشاهق مع زملائي محمود كلش وحنان ابو نمر وتسلقنا القمة ويقابلنا مزار يحكي أساطير تاريخية من بعد عشرات الامتار  ،وهنا تمنحني الارادة قوة الاصرار على تحقيق الهدف  وترفعني محبة البحث عن الحقيقة الى حيث تكمن الابداعات والمواهب الوهاجة في كل ثنايا الجبال والسهول والأودية والمهم ان نعثر على شئ جديد او مصدر ابداع ،وبعد الطوف حول المزار والنظر الى الادنى والتفرج على القرى المحيطة بالجبل ونحن فوق قمته يظهر لنا منظرا رائعا والطبيعة ترتدي ابهى الحلل المزينة حيث تختلج الثلوج البيضاء مع اخضرار الطبيعة والمنطقة تعج ببساتين الزيتون والحمضيات  ،وأفواج من الزوار من كل الشرائح والأطياف والمذاهب المختلفة  يشقون طريقا من بين الثلوج المتراكمة ليتهافتوا على تسلق الجبل الأشم  لزيارة شيخ بركات الشخصية الايزيدية المعروفة التي تؤكد سلالته من طبقة القاتانية أي من عائلة الشيخ الجليل عدي بن مسافرالملقب بابو البركات  والطوف حول المزار،حيث تيقنا بان هذا الوطن وطن الجميع وهذا الفرح فرح الجميع وهذا التالف والتفاعل وهذه المشاعر الطيبة لم تأتي من فراغ بل من نتاج معايشة وجدانية لكل مكونات المجتمع من  مسلمين ومسيحيين وايزيديين ودروز متآخين متحابين لا فرق ولا تفضيل احد عن الاخر يتقاسمون الخبز والفرح معا ويعيشون الظروف الصعبة معا ،  وبعد تدنينا من على الجبل الى قرية برج عبدالو  ، وتلبية لدعوة احد سكان القرية  حضرنا حفلة عرس في قاعة  المناسبات في عفرين مستقبلينا   بالحب والتقدير مشاركين في فعالياتهم الشعبية ومن ثم مضينا متوجهين الى حفلة زواج أخرى في صالة النمر بإدارة أبونمر حنان واطلعنا على مراسيم الزواج والرقصات العفرينية الساحرة  التي تتخلل حفلاتهم وأعراسهم من خلال هذه الاحتفالية المتواضعة والفرق بين فلكلور منطقتنا وهذه المناطق ،وعند خروجنا من القاعة لاحظنا قد اكستت  الطبيعة بعباءة بيضاء من الثلوج التي لايمكن فصل جبالها و وديانها وسهولها ومنازلها الوادعة عن سمائها البيضاء واستمرت الثلوج  ليل نهارا، وفي اليوم التالي توجهت الى حلب ثانية للقاء الفنان والشاعر المبدع بريشان الفتى الايزيدي المكمل لهذه الشريحة المبدعة التي تضم محمود وأبو تيريج ودلشاد والذي يغذي جميع فناني حلب وعفرين بكلماته الشجية وألحانه العذبة وأبدعها كلمات والحان أوبريت تيريجن عفرين المركبة ( 1،2،3) وفي مكتبه الكائن في حي الاشرفية التقيت بذلك الإنسان الخلوق وصاحب الحنجرة الذهبية والألحان العذبة والكلمات الرقيقة الحزينة والصوت الاذاعي الرائع سبحان الذي جمع عدة ابداعات في جسد واحد وذو الدور الكبير في انجاح جميع المهرجانات التي تنظم سنويا بمناسبة عيد رأس السنة الايزيدية (سه رسال) متبرعا بجهوده وصوته وبماله متنسقا مع زملائه المخلصين  من الذين يستحقون تاج الحب والتقدير ودار بيننا الحديث الشييق داخلين منافذ التاريخ من عدة بوابات ، وقبل المغيب  انتقلت الى مكتب الفنان دلشاد شيخو المخرج والمصور المبدع الذي هيا لي ارشيفا من نتاجا ته السنوية وحفلاته الشعبية والأغاني التراثية التي تتميز بها مدينة حلب ومدينة عفرين  والذي سخر كاميراته لخدمة الايزدياتي ونشر ثقافة وتراث الايزيدية دون اي مقابل أي  حاله حال زملائه المبدعين وفي جلسة لقاء على تناول مشروب روحي متبادلين الرؤى والخبرات و متناولين ثمة موضوعات مختلفة بغية الارتقاء بالمستوى الفني والتحدث عن المشتركات بين الفن الحلبي والفن الموصلي من ناحية الايقاعات المتشابهة واللهجة  المتقاربة ، وعلى هامش الزيارة بادرني مشكورا بتكريمي هدية تقديرية وأنا بالمقابل لم اجد عندي شيء مهم  وأغلى من ان اكرم هؤلاء المبدعين (دلشاد ومحمود وبريشان وأبو تيريج ) إلا سبحات  كنت قد عمدتها بماء معبد لالش النوراني مع قبلات اخوية وتحية تبجيل وإبداع ، وكما اكدت للجميع بدعوتي لتلك الاقلام المبدعة والأصوات الذهبية لتصب في هذا الخليج العظيم والذي يعد الجسر الحقيقي الرابط بين ابناء المنطقة وساحل الامل والحرية والسلام لخدمة المصلحة العامة والتراث العريق ، وتشرفت ايضا بزيارة كهف (جله خانه ) ومزارملك ادي القائمان على جبل قيبارة التي تتوسطها مدرسة  درويش شمو الدينية والتي قام بتأسيسها في الثلاثينيات وتشرف بإدارتها الرجل الديني العراقي خدر خماري والد مختار بحزانى السابق المرحوم رشيد خدر ووالد عالية ام سلام وعصام شمو قاشا التي قضى فيها عدة سنوات يثقف ابناء الديانة الايزيدية من أبناء القرى الايزيدية الواقعة ضمن  قضاء عفرين  بالعلم والتراث والدعاء الايزيدي،و قدم من العراق طوعا لخدمة الايزدياتي ونشر ثقافة التسامح والمساواة والمحبة والسلام التي يوصي بها الدستور الايزيدي اما المشهد المحزن هنا هو  وفاة زوجته التي اكرمه بها احد اشراف ووجهاء المنطقة وبعد ما حلت به هذه الكارثة وحفرت في قلبه بصمات اسودت في عينيه الدنيا  فحمل همومه على صدره متوجها الى موطنه بحزاني ضمن قرى الموصل، ومن جانب اخر علمت في هذا اليوم  بان شيخ سليمان ابو جميل من أهالي باصوفان قد فتح مدرسة دينية في عفرين ويبذل جل جهده في نشر الثقافة الايزيدية والتمست من هذه الاستفاقة و من نهضة المبدعين بالشأن الايزيدي والقومي قد انفتحت العقول والقلوب وانطلقت الاقلام والأنامل نحو الافاق وهي تبشر بالخير تعبر عن ما بات مكبوتا في قلوبها  لعقود من الزمن، وبعد ذلك استلمت دعوة من ابو نوري (منان حسن ) وعاودت داره الكائن في حي الاشرفية ضمن أحياء حلب  وكان في استقبالي الإخوة حسن نابو ونوري منان و حنان ابو جعفر وشيخ رشيد وخليل حسن وشيخ عربو  وبيرعبد الرحمن حاضيا على كل الحب والتقدير من لدنهم وتبادلنا الحديث الى ان اجتاز الليل نصفه  كالمعتاد وفي الصباح الباكر بعد الفطور كانت قبلتنا التوجه نحو الحسكة  توجهت بصحبة حسن نابو و بنت عمه مدرسة التاريخ  الى ساحة وقوف الحافلات واستقليت حافلة الحسكة وفي طريقنا اخرجت كامرتي لأصور الطبيعة الخلابة المكتسية بالثلوج على جانبي الطريق من خلال زجاجة نافذة السيارة وارمي ببصري الى جانبي الطريق الرئيسي  حتى وصلنا محطة الاستراحة ثم واصلنا السير نحو الحسكة وهناك استقبلني كل من الاخوة يونس شيخو وشقيقيه مرعي ودحام وأختي وضحة وولديها جانو وجاك  من قرية بارزان الكبيرة و منزل الاخ يونس لم شملي مع نجدت دلف الشاعر المبدع والعم مخسو وزيدو عمر وحنا درويش  ابو كاسترو وملحم عجم وبير وليد والفنانين كاسترو حنا وشفان كمال وشيخ فرهاد  وفي ليلة رائعة قضيناها في اثنيات  التاريخ ونمضي نقلب صفحات  البوم الصور التراثية والفلكلورية ونقدم شرحا مفصلا لوضع الايزيدية في العراق وما تتمتع به من فخر واعتزاز وحرية وسلام ومواطنهم مركز الامان والاستقرار وانتشار المراكز الثقافية والفنية والاجتماعية فيها وتشهد مواطنها تقدما ورقيا لا يشهدها مثيل ،وكما اطلعنا على نشاطاتهم الثقافية والفنية والتراثية من خلال متابعتنا للفيديو  و للاحتفالات التي يقيمونها سنويا على البحيرة لإحياء عيد رأس السنة الايزيدية والتي يحييها عدد من شبان المنطقة ابرزهم (سليمان وشفان كمال ونجدت دلف وكاسترو وفرحان شيخو ووجيه فرحان)، وبعد ذلك توجهت في الصباح الى بيت اخي المرحوم صالو ابو فرحان وجليل وبيت الفقير حجي مرزا السنجارلي  في قرية طولكو وأمضيت ليلة رائعة في بيت جليل صالو مجتمعين حولي احمد وشيخ تمو وخليل وعدد من وجهاء المنطقة متبادلين الحديث ومتناولين وضع الايزيدية هنا وهناك وما هو اصلح وافرض لبناء مجتمع ايزيدي مدني متحضر مبني على اسس الالفة والتمازج الحضاري بعيد عن الطائفية و التطرف ونؤكد بان الدنيا مليئة بالحجارة ينبغي ان لا نتعثر بها بل نجمعها ولنبني منها درجا للارتقاء الى الهدف المنشود  ،وفي صبيحة اليوم التالي توجهنا انا وجليل الى مدينة حسكة و تجولنا في اسواق البلدة لنتبضع  مانحتاجه من الهدايا واليشامخ والغترات  وزناجيل الفتيات التي تحمل تمثال صغير لملاك ذو اربعة اجنحة وصورة النبي زردشت  ، وتشرفنا بلقاء السيد زهر الدين  حمو وخليل ايو  حفيدي درويش عبدي بن زور تمر باشا الشرقي   صاحب الملحمة الكوردية المشهورة عدلي ودرويش عبدي والقصة الغرامية بينه وبين عدلة وملحمته مع اعداء زور تمر باشا الكوردي والد عدلة  ضد 1500من ابناء العشيرة العربية ( كيسا ) وما ابداه من شجاعة فائقة لنصرة تمر باشا ضد اعدائه ودوره في تكبيد الاعداء خسائر فادحة بالأرواح والدماء لم يستسلم حتى انهك دابته التعب ولم تستطيع الوقوف على رجليها في ساحة المعركة وأخيرا بعد تعويق دابته سقط ارضا وتجمعت عليه السيوف والرماح من كل اتجاه وطعن بعشرات الطعنات ولم يستسلم حتى نزلت عدلة عشيقته الى الساحة وتغازله وتتأسف على طيحته بأيدي اعداء والدها تمر باشا ،في اليوم التالي وبدعوة من احد اغوات عشيرة الدنانية  يدعى بشار  ابو سمير لحضور حفلة زفاف ولده على صالة السنابل للأفراح والتقيت بعدد كبير من الاغوات والوجهاء الايزيدية في ادارة الصالة ابرزهم خليل ايو وزهر الدين وطيفو ابو اكرم وحجي داوي وفواز خدر سيدو و شيخو شنكالي وبالمناسبة التقيت بالشيخ حجي خلف شقيق الشيخ علو العالم الديني المعروف القادم من كوردستان  العراق وتلبيته لدعوة مريديه لحضور حفلة زفاف ولد ابوسمير وهنا كانت محطتي الاخيرة في صالة الادارة متحدثا للجميع  حول مستجدات الاوضاع وأمام جمع مهم ونوعي كنت أتجول في ثنايا مراحل التاريخ ومحاورا متحمسا بعمق وإبداء النقد وتصحيح الفكرة المبنية على اساس خاطئ،وهكذا انتهى المشوار وهذه الحقيقة هي بذرة الحياة التي لا بد ان تشع بأنوارها القزحية وتأتي بثمارها اليانعة وكانت معها نظراتي الأخيرة  مع أحبابي وبني جلدتي التي حفرت آهاتهم وحسراتهم و كلماتهم وحركاتهم وابتساماتهم بصمات خالدة في ذاكرتي لا يمكن ان تمحى  وتنسى مهما قدم الزمن عليها ومهما كلف الأمر ومن الله التوفيق  ........           

 

 

 

خديدا شيخ خلف /  بعشيقه

تيريج عفرين 10/3/2012

shekhkhudeda@yahoo.com                                                         


تعليقات حول الموضوع

فرح متوشا | شكر خاص يا استاذ يا شيخ خديدا الغالي
اجمل لقاطات في العالم هيا الصدفة وكانت فرحة بمعنى فرحة عندما شاهدنا انس وابن عمي اسعد متوشا الصور والكتابات الجميله والتي كانت احلى اوقات معك يا شيخ ولم ننساها ابدآ بأسمي وبأسم اسعد ابن عمي شكر خاص لك وربنا يعطيك الصحة والعافية واتمنى لك اوقات تكون مليئة بالأفراح - فرح متوشا المانيا
02:50:13 , 2012/04/07


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar