يكثر الحديث في المجالس العامة ، وتدار نقاشاتٌ عديدة ومتنوعة عن الغذاء الصحي ، أو اللجوء إلى العلاج الطبيعي المكوَّن أصلاً من النباتات الطبيعية الصرفة .
ويبدي البعض نصائح لا تمت للحقيقة أو الواقع بشيء ، حيث يستسلم المتلقِي ما يلقنه المتحدث ، لأنه لا يجد بديلاً عنه ، بسبب ندرة المعلومات ، والإسفاف الذي يتعرض له مواطننا ، نتيجة النصائح الطبية .. التي شجعت التوجُّهَ نحو الأدوية المصنعة ، والأغذية المحفوظة خلال نصف قرنٍ مضى .
وإليك عزيزي القارئ آخرَ ما توصل إليه العلم عن :
زيت الزيتون
كل الجمعيات الطبية متفقة في كثير من الدول ، على أن نسبة الأشخاص المصابين بأمراض القلب ، والشرايين ، وارتفاع نسبة الكوليسترول ، والسرطانات .. هي أقل لدى الشعوب القاطنين في حوض البحر الأبيض المتوسط ، بالمقارنة مع سكان أوربا الشمالية والأمريكتين .
وقد ثبت أنَّ استعمال كمية من الزيت نفسه في القلي عشرين مرة .. هي أقل ضرراً من استعمال أي نوع من أنواع الزيوت الأخرى للمرة الأولى . و يعود السبب إلي إن جزيئة زيت الزيتون هي أحادية الصيغة .
زيت الزيتون علاج لجلطة القلب ، ومضاد للكولسترول الزائد ؛ لاحتوائه على " البولي فينول " المضـاد للتأكسـد . كما أنَّ زيت الزيتون يكشط الكولسترول الزائد ، ويبقي على الكولسترول الطبيعي الضروري للصحة . فهو مسؤول عن حماية الأوعية الدموية من التخرش .
وتروِّجُ بعضُ الشركات دعايتها لبعض أنواع الزيوت ذات الأصل النباتي . كزيت الذرة ، أو بذرة النخيل وبذرة القطن وزيت عباد الشمس .. ويعوَّل عليها أنها زيوت كاشطة للكولسترول .
والحقُّ يقال : نعم .. ولكنها لا تتصف بما يمتاز بها زيت الزيتون ؛ نظراً لوجود مواد كيميائية مضافة إليها ، وهذه المواد تذيب الطبقة الدهنية من داخل الأوعية الدموية بلا ضابط ، وفي أحيانٍ كثيرة ، تزيل الطبقة الدهنية الأساسية . بينما يحافظ الكولسترول الطبيعي على سلامة الأوعية في أداء عملها المطلوب .
وفي غياب تلك الطبقة ، تظهر مشاكل صحية جانبية رديفة ، إضافة إلى ما يعاني منه المريض أصلاً .
يعتبر زيت الزيتون الزيتَ الوحيدَ الذي يستخلص عن طريق جرش حبيبات الزيتون ، دون إضافة أيِّ شيء .. في عملية شبيهة بعصر البرتقالة .. ثم عملية عصر ميكانيكية بحتة ؛ بوساطة مكبس هيدروليكي ، أو باستعمال القوة النابذة بالطرد المركزي " بتدوير عجينه الزيتون بسرعة عالية 3000 دورة في الدقيقة " .
بينما تستخلص سائر الزيوت الأُخرى .. باستخدام وسيط كيميائي مذيب ، ويبقى قسمٌ منه ممزوجاً مع تركيب الزيت ، ويسبب أمراضاً لمستخدميه .
تتطلب أشجار الزيتون خدمات يدوية كبيرة . وإنَّ كلفة إنتاج كيلو غرام واحد منه عالية جداً ، مما يحدُّ من انتشارها ، إضافة إلى عدم وجود شركات مختصة ، تسوق المنتوج عالمياً ، بعد تنقيته من المواد العالقة ، وتعليبه ، وغياب قوة إعلامية لترويجه .
وشجرة الزيتون معمِّرَة . ( يحكون عن شجرة في مدينة الخليل بفلسطين ، أن النبي إبراهيم u زرعها ) . خشبُ الزيتون متين صلبٌ ، يتحمل ثقلاً كبيرة ، خاصة في الأماكن الرطبة . فقد كان يُستخدم خشبُهُ عوارضَ لأساور الأبار والصهاريج الأرضية . وهي دائمة الخضرة . قدَّسَها الحثيون ، وصنع الرومان من أغصانها أكاليل النصر ، كما أن رفع غصن منها يمثل راية السلام و الوئام .
العَسَـل
ـ يعتبر العسل مضاداً حيويًَّا طبيعيًّا ، ودواءٌ لمعظم الأمراض الجسمية ، وعلاج للجروح والحروق المتقيحة ، وللالتهابات ، وقروح الجهاز الهضمي ، والتسّمُّم بالمعادن الثقيلة ، ومعالج جيد لخمسة أنواع من أمراض العين ، لكن يحتاج إلى بعض الوقت .
ـ يقوم 30 نحلة بإنجاز400 رحلة طيران .. ولمسافة قد تطول إلى30 /كم من موقع الخلية ، لانتاج 1 كيلو غرام ثقلي من العسل .
ـ يقسم العمل في مملكة النحل ( الخلية ) وفق نظام دقيق ، حيث تجمع العاملات الرحيق اللازم لصناعة العسل ، ويختص قسم منها بحراسة المملكة ، ونظافة الخلية ، مع التهوية الضامنة لسلامة العسل والمملكة .
ولذا تعتبر من أنظف الكائنات الحية قاطبة . وإذا هاجمها عدو ، فإن المدافعين يستبسلون بالقضاء عليه وتفتيته ، ونقله بعيداً . وإنْ عجزت عن التقطيع " كالسحالي / مثلاً " ، فإنها تغلفها بطبقة من الشمع ، وتجدد الغلاف كلما تشقق .
الكلُّ يعمل لصالح مملكة الخلية ، والموت مصير كل متقاعس عن العمل .
مم يتكون العسل ؟
يتكون من 40% سكر دكستروز ، ومن البروتين الذي يساعد في نمو العضلات ، والكربوهيدرات ، وفيتامين ب1 الذي يفيد في حالات شلل الأعصاب وتنمُّل الأطراف ، وفيتامين ب2 الذي يدخل في علاج تشقق الشفاه والتهابات العين واحمرارها ، باستخدام محلول "97% من العسل مع 3% سلفا " . وفيتامين ب6 لعلاج أمراض الجلد ، وحامض النيكوتنيك الذي يؤدي نقصه إلى مرض البلاجرا ، وفيتامين هـ الذي يؤدي نقصه إلى عقم الإنسان ، وأملاح البوتاسـيوم والكالسيوم والصوديوم والمغنيزيوم والمنغنيز والحديـد والنحـاس والفوسفور والكبريت والكلورين .
فائدة عابرة : زرتُ مُرَبِّي النحل .. الاخوة : محمد وحنان عبدو في قريتهم قُرْزَيْحلْ . وأفادوني بما يلي : الوخز بإبَر النحل علاجٌ ناجعٌ لمرضَ الرِّثـْيَة " الروماتيزما " . قال محمد : فقد جَرِّبْتُهُ على نفسي عمليًّاً ، مِنْ جرَّاءِ مُعاناتي لآلام هذا المرض ، وظهر مفعولها بسرعةٍ ملحوظة ، خاصةً إذا كانت الآلامُ في عضوٍ واحدٍ من الجسم .
ويتم ذلك بتسْليطِ ثلاث نحلاتٍ على الموضع الموجوع ، وبعدما تغرز النحل أشواكها في الجسم ؛ أي : تلسع بالشوك ، وتنفصل جعبة أذيالها عن أجسامها كما هي عادتها عند اللسع ؛ تستبعَدُ النحل ، ويضغط على الجُرَيْن المنتفخ ، ليتسرَّبَ الترياق إلى العضو المريض . وتكرر هـذه العملية كل ثلاثة أيام . ونادرًا ما يصابً مربُّو النحل بالأمراض السرطانية ؟!..
ـ كما يعالَجُ النمَش ، وحبُّ الشباب ، وأكياس الماء ، والتهاب اللثة ؛ بأن يُؤخذَ مقدارُ حبَّة الحِمِّص (ما يعادل 5/غرام ) من شمع العسل المسَمَّى بـ : سينيت في عفرين ، أو : بروبوليس بالمصطلح العلمي ، ويتم علكه في الفم صباحاً ومساءً ، ولمدة 20 يوماً .
ـ ويُعَالجُ العقيم والعِنِّين " أو الضعف الجنسي " ، باستعمال الغذاء المَلَكِي " هي مادة سَحلبية في الشكل واللون ، ذو طعم حامضي لاذع ، تفرزها جبهة العاملات من النحل .
ـ ولتقوية ذاكرة الأطفال ؛ يجري العلاجُ بغبار الطلع ، الذي يحصل عليه .. بوضع جهاز في مدخل الخلية " شبيهٍ بالسَّلة " ، فيجتمع فيه غبار الطلع .
موسوعة الإعجاز العلمي ص782
البـِطـِّيخ
للبطِّيخ نوعان : الأصفر والأحمر :
آ ـ البطيخ الأصفر : ويطلق عليه اسم الشمام lemelon. يحوي على بروتين0.7% والدسم 0.2% ، والسكر6% ، وفيتامين ج ، ب2 ، والكبريت ، والفوسفور ، والحديد ، والنحاس ، والصود ، والبوتاس ، والكلس ، والمانيزا .
والشمام علاج ممتاز لإلتهابات الجلد . ينقيِّ ماؤه الجلدَ من الكَلَفِ والنَّمَش . كما أنه علاج فعَّال في محاربة الأورام السرطانية ؛ لاحتوائه على مضادات الأكسدة . وتمنع تحوُّلَ الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية خبيثة ، وذلك بشرب ثلاثة أكواب من عصيره يومياً .
ب ـ البطيخ الأحمر : يحوي 90 ـ 93% من وزنه ماءً ، ومن 6ـ9% سكراً ، وهو غنيٌّ بفيتامين ج ، وفقير بفيتامين آ ، وفيه حمض النيكوتين ، إضافة إلى معادن : البوتاسيوم ، والفوسفور ، والكلور ، والكبريت ، والصود .
ويرى العالم أينسلي / الأمريكي الجنسية / أن عصير البطيخ يقي من التيفوئيد ، ويفيد المصابين بالرثية ( الروماتيزم ) .
أما بذوره فهي تحوي على 43% دهون ، و 27% بروتين ، و 15% سكاكر ، وذو تأثير جيد كمليِّنٍ لجهاز الهضم ، ومجدد للقوى .
التـَّمْـرُ
عثر على نخلةٍ في مقبرة فرعونية في موقع سَقـَّارَة بمصر .. حول مومياء .. تعود إلى الأسرة الأولى /3200/ سنة قبل الميلاد ، كما أن كتباً كثيرة في الأديرة القبطية تذكر فوائدها .
جاء في الحديث قوله r ( يا عائشة : بيتٌ لا تمر فيه ، جـِيَاعٌ أهُلـُهُ ) صحيح مسلم .
يعتبر التمر من أغنى الأغذية بالسكر ( الجلوكوز ) . فهو الغذاء المثالي للجسم ؛ لاحتوائه على : 55% جلوكوز ، و 45% فركتوز .
إضافة إلى : البروتينات ، وبعض الفيتامينات ( آ ، ب2 ، ب12 ) ، والمعادن التالية الكالسيوم ، فوسفور ، بوتاسيوم ، كبريت ، صوديوم ، المغنيزيوم ، والكوبالت ، والزنك
والنحاس والمنجنيز . ونسبة من السلولوز ، و16 حمضاً أمينياً .
ورد ذكره في القرآن الكريم ، والتوراة والتلمود ، واستخدم عيسى عليه السلام أغصانه كرمز للسلام .
وهوعلاج لفقـر الـدم ، ويؤدي إلى النحافة ، ومضادٌّ للسرطان ؛ لاحتوائه على المغنيزيوم . ومدرٌّ للبول ، ومقوٍّ للعظام والسمع ، ومهدِّئٌ للأعصاب .
روي عن رسول الله r ( خيرُ تمراتكم البُرنيَّ ، يُذهبُ الداءَ ، ولا داءَ فيه) البيهقي .
لا يعيش فيه الجراثيم . ومضادٌّ للسموم ؛ إذا تناول الإنسان سبع تمراتٍ قبل الإفطار صباحاً .
التـِّينُ
عُرفَ منذ 4000 سنة ،عند الحثيـين . وورد ذكرها في القرآن والإنجيل والتوراة . وهو منتشر في منطقة البحر الأبيض المتوسط . ذكره سقراط ، وهوميروس ، وأفلاطون كان يكثر من تناوله .
استعمله الحثيون والفينيقيون غذاءًً ودواءً . فصنعوا منه لـزقاتٍ لمعالجة البثور ، وعالجوا الحمَّى بنقيع التين ، وأما الفراعنة فقد استعملوه علاجا لألام المعدة .
وهو مفيد لالتهابات الفم والبلعوم واللثة ، وعلاج للسرطان ؛ إذا تزامن أخذه مع زيت اللوز المُرِّ .. على شكل مركب سايكو دكسترين .
يحوي التين بين 18ـ30% من السـكر ، والمواد الآزوتية51 % ، وعلى المواد الدسـمة من 0.1ـ20% ، وعلى2680 حريرة /في الكيلو الواحد الجاف .
مجلة الدواء العربي –عمان 4 \\ 1992
حَـبُّ الرَّشـَاد
يسمونه الثـفاء أيضاً . هو غنيٌ باليود ، لهذا كان سهل الهضم . ويحوي على الحديد والكلس والفوسفور والمنغنيز ، وغنيٌّ بالفيتامين ج2 ، ويعدُّ عنصراً من المضادات الحيوية المبيدة للجراثيم ، كما أنه مُدِرٌّ للبول ، ومُقَشِّعٌ ، ومُهَدِّئٌ ، وخافض للضغط ، ومُقوٍّ لبصيلات الشعر .. بفَرْك عُصارته على فروة الرأس ، كما تعالج به التقرحات الجلدية ، والتسمم ، والتعب ، والزحار ، والإسهال .(أحمد قدامة / قاموسي الغذاء والتداوي بالنبات)
الرَّمَـاد
ويقصد به مخلفات النبات بعد حرقه ، ويتكون من فحمات البوتاسيوم وأُكسيد الكالسيوم وأُكسيدي السيليكون والفوسفور، ومعادن عديدة ؛ منها النحاس ، والمنغنيز، والمغنيزيوم .
يفيد في وقف النزيف الناتج عن الجروح السطحية ، وذلك باستعمال رباط ضاغط ، لِيتشكل التخثر . ويُبعَدُ الجراثيم عن الجرح .
الموسوعة العالمية encyclopedi & international grolierالمجلد2 لعام 1972نيويورك
|||
الرُّمَّـان
معروف منذ القدم . استخدمه الحثييون والفراعنة في علاج الأمراض . موطنه الأصلي جنوبي غربي آسيا ، ومنه انتقل إلى فارس ثم حوض البحر الأبيض المتوسط .
والرمان شجر مثمر من الفصيلة الآسية myrtacees . تتميز ثمرته بحبوبها الحمراء اللؤلؤية .. انطلاقاً من زهرتها الحمراء المعروفة بـ : جُلْ آر " الوردة النارية " .
أنواعه ثلاثة : الحلو ، واللفـَّان ، والحامض .
ـ يحتوي الحلو منه على : 8% سكر ، و 81% ماء ، و 0.6% بروتين ، و0.3% دسم ، و 2% ألياف ، ومواد عفصية كالتالين ، وحمض الليمون 1% ، ومقادير ضئيلة من الأملاح المعدنية ؛ كالحديد والفوسفور والكبريت والبوتاس والمنغنيز وفيتامين 2 .
ـ وفي الحامض : تقل نسبة السكر ، وتزيد نسبة حمض الليمون 2% . ويرتفع البروتين في بذوره إلى 9% والدسم إلى 7% .
ـ وفي قشوره : حمض العفص tammic acide ؛ وهي مـادة قابضة ، ومسـحوقه المجفف مضاد جيِّـدٌ للإسهال والزحار . ويستخدم المقلي منه طارداً للديدان ، لاحتوائه على مادة البلليترين peletierine .
وإذا قطـِّرَ عصيره في الأنف ؛ فإنه يحمي الأغشية المخاطية من الأورام .
النباتات الطبية واستعمالاتها / الدكتور صبري القباني