الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Fri - 19 / Apr / 2024 - 6:02 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/m-kamel.htm
الزاوية الأدبية »
الــرزق

يعتقد معظم الناس أن وَفرَة الرزق مرتبطة بكثرة العمل ، أو اللجوء إلى الطرق الملتوية ، دون مراعاةٍ للقيم والمعتقدات ! ، ويُقنِعون أنفسهم بصواب مرماهم ! .

ويذهب بعضهم الأخر بانعدام العلاقة بين العمل والرزق ، والرزق آتٍ لا محالة ، وهو مقسومٌ لا جدال فيه .. وبالتالي لا حاجة لبذل جهدٍ أو تعبٍ .. ويستشهدون بتجربة العالم الروسي ( بافلوف ) الشهيرة 0

وأنا أقول أن كلاً من الفريقين يملك بعضاً من الحقيقة .

ـ فالوقوف عند قوله U ] رزقكم في السماء وَمَا توعَدُونَ [ صحيح تمامـاً ، ولكنه مرهونٌ بقولـه Y الآخـر " على أسـاس ربط المسـبَّب بالسبَبِ " ؛ بل وقال ] فإذا قضِيَـتِ الصَّـلاة فانتشِـرُوا في الأرض وابتـغوا مِنْ فضـل الله ..[ 10/ الجمعة . وفضل الله تعالى هو رزقه في خزائن الأرض ، وفي انتظار الباحثين عنه .

فقيمة الإنسان تكمن ، قبل كل شيءٍ ، في عمله بإخلاص .. أما العواقب فمتروكة لَمُدَبِّرهِ .. ؛ فإن جاءت محققةً للأمل المنشود ؛ فالرضى والشكر مطلوبٌ . وإن لم تصِبِ الهدفَ ؛ فالصبرُ وتجديد المعاوَدَة فلاحٌ ..

وخير شاهد ملموس على هذا ؛ ما استفادته الحضارة المعاصرة في مجال الرقيِّ والمدنية ، مِنْ نتائج الأعمال المتوالية التي أنجزها أشخاصٌ عديدون على مر الأزمان .. والتاريخ حافلٌ بخلود الفئات المبدعة في أعمالهم ، أما الفئات الأخرى ، فهم المُسْتمْتِعون بلا خلود .

وفيما يلي حِكمتان على الموضوع ، لِمَنْ شاء أن يعتبر .

إحداهما ؛ في قرية شـيخ بيلا / قرب راجو . والأٌخرى ؛ في قريـة معراتة / غربي مدينة عفرين .

1 – الرزق ( عَلـُو / الصَّيَّاد )

عَلـُو ؛ امتهن الصيد حرفةً له ، ومصدر رزقه ، وهو لا يتقن أي عملٍ آخر .. يعيش وحيداً بعد وفاة رفيقة دربه ، وحُرم من الذرية .. فاعتبرها قضاء الله وقدره 

كل يوم يخرج إلى الصيد قاصداً جبل هوارى ، وفي هذا اليوم وصل إلى أعلى القمة ، حيث آثار القلعة ما زالت تشهد على قوة أجداده ، وعظمة أٌصوله .. فانتشى فرحاً فخوراً .

انحرف غرباً .. ماراً بمغارة " رش " عَلـَّهُ يوفق بصيدٍ ثمين ؛ يصبح غداءه وعَشاءَه .. وفجأةً ؛ يظهر أسدٌ من خلف الأكمة ، فوجه فوهة البندقية نحوه ، آخذاً وضعية القنص ..!.

لكن خرطوشاته من نوع خردق الرصاص .. وعددها محدود .. ثم ما الفائدة .. والأسد لا يؤكل لحمه ..، وفضل تسلق الشجرة القريبة ، ونفذ فكرته فوراً .. مادام التردد قد يسبب نهايته !.

وراح يراقب ملك الغابة بكل جوارحه لكن 00تساءل في نفسه ؟

هل تغير المفاهيم في هذا الزمان ؟ 00الأسديحمل فريسته ،إستعرض معلوماته في ذهنه ،ليس من عادة الاُسود نقل فرائسها ،بل يقتنصها فيأكل مايشبعه ،ثم يتركها ،طعاماً لباقي حيوانات الغابة الأ قل شأناً ، هكذا كان يعتقد 0

حينها كان الأسد مازال يجر فريسته بإتجاه المغارة ،لآحظ علو أن الأسد قذف بالفريسة إلى داخل المغارة ،وإتجه شرقاً ،وبعد أن أيقن إبتعاد الملك ،حملته رجلاه إلى حيث المغارة علها ،تعطيه تفسيراً منطقياً ،لتصرف الملك غير المألوف !

دقق النظر إلى فراغ الكهف ،فإذا ذئبُُ هرمُُ داخل المغارة يلوك بأسنانه بعضاً من تلك الفريسة التي ألقاها الأسد داخل المغارة !

تساءل في نفسه قائلاً : ما دام الخالق يوصل رزق هذا الحيوان الهرم في قلب هذه الغابة ! فلماذا علو يتحمل هذه المشقة كل يوم ؟ سأرجع إلى داري وسيرزقني الخالق كما يرزق هذا الذئب الهرم!

مكث علو ذلك اليوم ،واليوم الذي بعده ،وعضه الجوع فتكوم في زاوية بيته المقنطر،وراح يضغط على بطنه بمرفقيه ،فالجوع كافرٌ كما يقال 0

تساءل حمو جاره قائلاً لزوجته  : لم نر علو منذ فترة ؟ فلأزره عله يكون مريضاً؟

طرق حمو باب دار علو مناديا ًبأعلى صوته،فإذا همهمة ضعيفة تصدر من الداخل، دفع الباب ودلف داخلاً ،فإذا علو متكومُُ في الزاوية ،إقترب منه مستفهماً 0

ما بك ؟ هل أنت مريضُُ يا علو؟ لا أجاب علو 0

فكر هنيهة : هل أنت جائعُُ ؟ نعم أجاب علو0

أسرع حمو إلى داره وجاء بما وجده جاهزاً ، فوضعه أمام جاره وطلب منه تناول الطعام ، وراح علو يأكل بنهمِ شديد ، وبعد ما فرغ من الطعام ، طلب من جاره استفساراً .. وسرد علو مالاحظه في الغابة حتى النهاية 0

رد حمو قائلاً : لماذا تتقمص دور الذئب الهرم ، ولاتتقمص دور الأسد، فترزق .. ويرزق الله غيرك من خلال عملك 0

«««

2ـ الـرزق : ( حبة العدس )

لدى توسـيع الطريق الذي يجتـاز قرية معراتة ، من عفرين إلى قرية ( كُوندَيْ مَزُنْ ؛ " قرية الكبيرة " ) منذ عشر سنوات ، استدعى الأمر نقل رفات بعض أصحاب القبور الداخلة في الخطة .

فتطوع الأهالي لذلك .. وفوجئ الناسُ بصيحة المدعو ( حمو ) ؛ وهو يجمع رفات ( حميد مراد ) المتوَفى منذ 17عاماً ؛ رافعاً جمجمته قائلا : شوفوا حبة العدس بين أسنانه في الفك العلوي !!.. ، لم تتلف منذ سبعة عشرة عاماً ! .

عندها مَـدَّ المدعو ( شيخي حمدوك ـ وهو واقف على حافة القبرـ ) كفَّـه قائلاً : عطيني الحبة يا حمو .. ؛ فوضع الحبة في كفه ينظر إليه .. ويلقيها ( شيخي ) في فمه ، وهو يمضغها بسرعة .. ثم بلعها .. !.   

تعقيب :

مكثت الحَبَّة في فم حميد سبعة عشرة عاماً ؛ ولم تصبح رزقه ! .


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar