الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Fri - 19 / Apr / 2024 - 0:08 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/m-kamel.htm
الزاوية الأدبية »
الكبرياء

أقوى صفة للإلـه الأعظم هي الكبرياء ؛ اصطفاها  لنفسه فقط ، لأنه الخليق بها ، والكبرياء دِثارُهُ .. فلا يجوز لأيّ كائنٍ الاتصاف بها .. وإلا فالويل لِمَنْ ينازعه فيها !..فتكون العقوبة إذلالاً ومهانة .

وبالمقابل ؛ فإن التواضع / وليس المراد منه التذلل / : صفة إنسانية كريمة ، يرفع الله بها الإنسانَ إلى مراتب عالية .. كما يشهده التاريخ .. محمد رسول الله e .. صلاح الدين الأيوبي .. المهاتما غاندي محرر القارة الهندية .. نلسون مانديلا .. الخ ..

كثيرون من البشر ؛ أضاعوا جل أعمالهم .. بما تحجرت قلوبهم بكبرياءٍ مقيت .. وعجرفةٍ دنيئة .. قادهم  إلى الهاوية .

يقول أحد المفكرين : من أراد النجاح ؛ فعليه تخصيص عشر دقائق يومياً لمراجعة نفسه ، وهي مدةٌ كافية لضمان التوفيق ، وبالتالي النجاح .

ويردف أيضاً : يلومون ظروفهم ..

إنني لا أؤمن بالظروف .. والاعتقاد بها عبثية .. فالناجحون في الحياة بحثوا عن الظروفِ فلم يجدوها .. فصنعوها .

© كنا في تعزية أحد عمال شركتنا / في قرية عقيبة / ، ودهشنا من غياب شيخ جليلٍ في عقده  الثامن " من معارفي " عن التعزية ، والشيخ دؤوب التعبد منذ حداثته فرجوت حضوره ، فاعتذروا .. بسبب تجنبه مجالس العزاء ؛ لخوفه الشديد من الموت !.. ولما جادلوه بأن الموت حق، وأن دار الآخرة هي دار الخلد والبقاء .. رد قائلاً : هذه خرافات !!.. ليس لدار الخلد وجودٌ ولا دار بقاء ! الإنسان يموت وبموته ينتهي البقاء .

أليس هذا من التكبر المقيت ؟؟ .. ضيع عمله الذي أفنى عمره كله يكد لإنجازه دون عودةٍ لذاته ، ولو مرة واحدة !.

على الإنسان ألا يعتبر نفسه مركزاً تدور حوله الأفلاك ! . عليه مراجعة نفسه دائماً .. لتقييم المفاهيم .. والمقارنة مع الثوابت المسلمة ، وليس من الغرابة أن نكون على خطإٍ .. ثم نعتدل عنه إلى الصواب .

في حداثي ؛ وقفت طويلاً أمام ثلاث آيات  ]أفرأيتمُ الماءَ الذي تشربون . أَأنتم أنزلتموهُ من المُزن أمْ نحنُ المُنزلون . لو نشاءُ لجَعَلناهُ أٌجاجاً فلولا تشكرون [ سورة الواقعة /68ـ70

كنت أتساءل ؛ كيف ذلك !.. هل هذا معقولٌ !! .. الماءُ يتبخر من البحار والأنهار  ، ثم يتجمع مشكلاً الغيومَ ، وعندما تصادف طبقة هوائية باردة ؛ تتحول إلى : مطر .. ثلجٍ .. بَرَدٍ .

ثم رأيت البرهان العملي على خطئي في تساؤلي وتفكيري .. جاء في أواخر القرن الماضي ؛ وفي حرب الخليج .. فقد أشعلت النيران في آبار البترول أياماً طويلة .. فسقطت الأمطار السوداء لزجة قاتمة في مدينة حلب 0

يا إلهي ، امتد جهلي أربعين عاماً !!.

«««

الذكي الخارق

دلفت إلى ساحة الأوضة في قريتنا ؛ حيث تعقد جلسات السمر ، ويتجمهر أهل القرية .. وتسمع أو تشاهد الحوادث والغرائب .. وتدار مناقشاتهم بين مَن يصدقُ أو ينفي .. ويتسع صدى هذه الأحاديث في دوائر واسعة حول قريتنا .

فمنذ نزول الإنسان على سطح القمر إلى الحصول على الحليب من البقرة الآلية ، إلى معرفة سرعة انتقال الضوء ..

وفي قرية ميركان المجاورة لنا / شرقاً / يتندر أهليها في أحاديثهم ويوردونها إذا استعظموا الشيء من أحدهم ( هذه أكاذيب قرية بريمجة ).

ـ لدى وصولي ؛ لاحظت تجمهراً ، فأسرعت الخطى .. فإذا ضمن الحلقة رجلٌ قي عقده التاسع .. يتكلم بسرعةٍ فائقة ؛ يردد أسماء قرى منطقة عفرين دون تلكؤٍ ، حتى وصل إلى الرقم 360 قرية أو مزرعةً حسب زعمه إنه " مندوب " وهذا اسمه من قرية بلبل 0

يا لهذا النابغ !.. وهذه القدرة العجيبة في الحفظ !..

كان ذلك في ستينات القرن المنصرم .

وفي نهاية السبعينات ؛ دلفت مجال الوظيفة في مديرية كهرباء المنطقة الشمالية .. ويجبرني المدير آنئذٍ على العمل في عفرين ، ضارباً بكل الاعتراضات التي وضعتها بين يديه عرض الحائط ، ورفض كل التماس من عمي : أحمد منان ؛ رئيس التدقيق المالي في نفس المديرية .

استطعت في فترة عملي ليس الإلمامَ بأسماء القرى فقط ، ولكن بتفاصيل دقيقة فالذكاء مصدره ،العمل الدؤوب والممارسة الدائمة .

«««

المصلح الخفي

 حدث هذا في قريتنا منذ نصف قرن ونيِّف ، والناس كثيراً ما يستشهدون بهذه الحادثة ؛ ويستدلون به على ما كان يعانيه الناس من ظلم الوجيه حميد .

تقع قرية س غربي قريتنا ، يعمل أهلها بالزراعة ، وحمو أحد هؤلاء دؤوب في عمله ، كل همه أن يتخلص من ديونه التي ترتبت عليه بعد زواجه من ثلاث سنوات ، وأمله في الموسم المقبل ، والموسم يعتمد على كده ، ولا مجال لديه ، في قضاء فترات طويلة مع زوجته أو اللعب مع ولديه ، فحقوله تأخذ جل يومه .

كان لا هَمَّ لديه أبداً سوى مثابرته على عمله ، ومناجاته في التفكير بولديه وزوجته التي كانت نصيبه دون غيره من شباب الضيعة 0

إلا أن صفاء ذهنه لم يدم فقد تناهى إلى سمعه أن جيلو يحوم حول داره، ويقوم باستعراض طرزاني أمام داره كل يوم !.

نعم إنه واثقٌ من زوجته ، لكن الشيطان لم يمت كما يقولون .. سأقتله ! هكذا قال في نفسه .. وليكن السجن عشرين عاماً .. ولكن لمن سيترك آرزي حبيبته وولديه ! ألا يظهر جيلو آخر خلال فترة السجن .. يا إلهي أنا بين حجري الرحى ! .

كان هذا أهم مشكلة يدور في ذهن حمو ، ويقض مضجعه في قرية س الوديعة منذ أيام 0

أما في بريمجة ؛ فقد تحفز الوجيه حميد لجولة عير معلنة ، وطلب من عَرُفي مِيرَيْ مرافقته ، وعلى مرآى من حَمَدِي عَشيْ الذي استعاذ بالله مما يبيت حميد من شرٍ يردد في نفسه : استرنا يا رب مما سيقوم به اليوم من أعمال !.

وغاب الراكبان عن أنظار حمدي حيث اتجها غرباً ، إلى أن وصلا قرية س ، فتوقفا في ساحة القرية منتظرين لفتَ نظر الأهالي لاستقبالهم .. انتبه حمو الذي كان أمام داره .. فأسرع لاستقبال الوجيه .. فرده خائباً ، وتقدم جلُّ أهالي  س .. فرفض طلبهم . تسأءل كـُتهْ حُسِينْ ؛ لم يبق في القرية سوى جيلو ، فليتقدم لعل الوجيه يطلبه !.. تقدم جيلو بأناقته المعهودة نحو الوجيه حميد .. ولما قبض برسن فرسه ؛ بلغ غضب الوجيه ذروته !..

هنا ؛ ألسع الوجيه حميد سوطه على جيلو .. مع رشِّ السباب القادح ،   والويل والثبور .. ونزل من فرسه ؛ يكمل الضربات عليه .. ويمرغه في التراب .. ولم ينفكَّ عنه إلا بتدخُّل وجهاء القرية مع مرافقه .. يهدئونه ..آخذين بيده إلى مستراحه تحت الصنوبر فيوسط ساحة القرية .. وتكفل حمو بالخدمة .

وفي عصر ذلك اليوم ؛ قدم حمو هدية رمزية للوجيه ، وصحبه .. وفبل توديع .. تساءل عرفي ميري يبحث عن تفسير لما حدث ..

لماذا أهين جيلو بلا ذنبٍ اقترفه ؟!.. أمن أجل تأخره عن الحضور لاستقباله ؟ .. وهل يعدُّ ذلك جريمة ليستحق هذه الإهانة بهذا الشكل ؟.. ثم ما قصة الهدية التي قدمها حمو له ولحميد ؟؟!..

تساؤل فضولي يسعى للوصول إلى جوابه .. هذا ما أسر به عرفي ميري لي شخصياً ، بعد مرور ستين سنة ..

فقال : حمو تشاور في حل مشكلته لناصحٍ فأشار عليه الأخير بعرض مشكلته على الوجيه حميد .

ومازال كثيرٌ من الناس يستشهدون بهذه الحادثة ؛ تصديقاً لما قام به الوجيه حميد من مظالم .

 علىالمرء أن لا يحكم على الأمور أو الأشخاص بمنظار ٍسطحيٍٍ ساذج ، أويصبح بوقا ًيردد ما تلوكه ألسنة الجاهلين  ...  ..

«««

قراقوش حكـم

كثيراً ما كنت أسمع في سنواتي الدراسية وبعدها ؛ تردُّدُ لفظ (قراقوش) تنويهاً بالظلم . كقولهم : لك شو.. حكم قراقوش ؟!.

وبعد البحث الطويل عن حقيقة المقولة ، وفيما إذا كانت ذات صلة بالظلم .. وصلتُ إلى الحقيقة التالية .

هو ( بهاء الدين قراقوش بن عبد الله الأسدي ) .  كان أميراً في خدمة السلطان العادل ( صلاح الدين الأيوبي ) . وقبله ؛ لدى ( أسد الدين شيركوه "عم السلطان" . وقد ناب عن السلطان صلاح الأيوبي عام  1201/م في حكم مصر مدة غيابه .

كان ذا همة عالية ؛ بنى السور وقلعة الجبل والقناطر . وعندما استولى  صلاح الدين على عكا ؛ سلمها له . ولما أسره الفرنجة ؛ افتداه بعشرة الاف دينار سنة 588 هجرية .

والأحكام المنسبة إليه عجيبة ومختلقة من قبل حُسَّاده ، تشويهاً لسمعته ، ولا تتناسب مع حقيقته التاريخية الفاضلة . ويعود مصدر التلفيق عليه من كتاب : [ الفاشوش في أحكام قراقوش ] ألفه القاضي المغرض : أبو المكارم أسعد بن الخطير المماتي .

¯¯¯

     من هــو ؟ :

                           « لقمـان الحكيم

© هو أخً لإبراهيم الخليل e ؛ والـده آزر .

   مِنْ حِكَمِهِ : ـ لا تحقرَنَّ مِنَ الأمور صغارها ؛ تصِرْ كبارها .

               ـ إياكَ وسوءَ الخلق والضجَرَ وقلة الصَّبْر .

¯

« أنطوان لوران لافوازييه

يحتـل لافوازيَيْـه المرتبة الـ 31 ، في كتاب المائـة الأوائل ، لمؤلفه ( مايكل هارث ) .

هو : عالم فرنسي نادى بمبدأ مصونية المادة ؛ يعني : عدم ضياع شيءٍ في تفاعله الكيميائي ، وإنما تتحول المادة من شيءٍ إلى أخـر .

أعدم بالمِقصَلة أثناء الثورة الفرنسية . تقدَّمَ بطلب الاسترحام أثناء محاكمته .. لكن القاضي رفضه قائلاً : إن الجمهورية ليسـت بحاجة إلى

العبـاقــرة ! .

© لكن العالم الرياضي ( لاجرانج ) أخلد ذكره في التاريخ العلمي قائلاً: لقد استغرق قطع الرأس لحظة واحدة ؛ مع أن المئات من السنين ربما لا تكفي للتعويض عنه !!!.

«««

سهرة مع الشيخ منان

في 16/12/1999 ؛ كانت سهرتنا مع : شيخ جليل ؛ وهو الوجه البارز في قرية ( شران ) .

عرج الحديث معه على المباركة التي حظي بها رجال المقاومة الوطنية ضد المستعمر الفرنسي . وعلى مبدأ " صُنْ أعراضَ الناس" .. فبدأ حديثه قائلا :

كان رشيد بوتاني من قرية بعرافا ، أحدَ أفراد المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي . قال له يوماً : في إحدى مواجهاتنا مع الفرنسيين / غربي قرية الحمام / قطعنا الطريق على مَرْكبة جيب ؛ تقِل ضابضاً مع سائقه .. أمَرْته بالترجُّل .. فوقف الضابط أمامي باستعداد .. فصوبت البندقية نحو صدره ، وضغطت على الزناد .. فلم تخرج الرصاصة .. ووجهتها في الخواء .. فانطلقت الرصاصة !..

كررت العمل ثانية وثالثة باتجاه الضابط .. ولم تنفجر الخرطوشة ..

مما اضطررت إلى توجيه إنذار إليه قائلا : عليكم مغادرة هذه البلاد ؛ فسورية ليست جزءاً من فرنسا .. تركناهم بعد تعطيل مركبتهم ..

ويا شيخي العزيز ؛ قتلتُ تسعة جنود فرنسيين خلال مرحلة المقاومة الوطنية ضد الفرنسيين ، بالإضافة إلى أنني قتلت زميلي حسو في قرية كوميت .. يوم ما اختبأنا من المستعمر الفرنسي .. حاول حسو الاعتداء على زوجة صاحب الدار الذي حمانا من العدو .

وفي كلس ؛ قبض عليَّ ، وتمَّ ترحيلي إلى بيروت .. وفي المعتقل؛ تعَرَّفَ عليَّ الضابطُ الفرنسي ، من بين العشرات الوطنيين المعتقلين .

وعندما دافعت عن نفسي أمام الضابط ؛ بإظهار فضلي عليه بعدم قتله .. ! .. أردف الضابط قائلا : لقد قتلتني .. ولكن الله خلصني …

عوقبت بعشر سنوات في سجن بيروت عمَّا قمت بهِ من المقاومة .

© أتعرف يا شيخي العزيز سببَ بلوغي هذا العمر المديد سالماً ومعافى ؟ ؛ الأول : هو العمل الوطني . والثاني : عدم المساس بأعراض الناس .

«««

عاقبـة الظالـم

اقتحموا بيتي بعد منتصف الليل ، وانهال عليَّ المختار ضرباً متوالياً بالعصا الغليظة التي يحملها .. وهو يرافق ( قولجيين ؛ حرس الغابات ). وتتقاذف شتائمه أشدَّ إيلاماً من ضربات المطرقة .. مع إهانات تعجز الصخور عن تحملها .. كل هذا ؛ بتهمة الاحتطاب بحمل بغلة من الغابة المجاورة للقرية .. ثم انتقل المقتحمون إلى ساحة الدار الخلفية بحثاً عن مادَّة الجريمة الحطب ، وكتابة ضبط الإجرام .. ولما ذهب بحثهم عبثاً ، ولم يجدوا أيَّ أثر للحطب .. انسحبوا من الدار ؛ يهددون ويتوعدون !.

© كلامٌ يتقطر منه الأسى والحرقة .. وهو يتفوه بها بصوتٍ خافـت

متقطعٍ .. متشنجٍ .. من عجوز تكاد الكلمات تموت في حلقه ِ

© وفي مجلس العزاء في قرية تقع غربي قريتنا بريمجة .

هدر صياحٌ مقاطعاً : تستحق ذلك ! . أنت وأمثالك كلابٌ مسعورة !.

إنه صوت المختار نفسه !.. واختنقت باقي العبارات ..وماتت في حلق العجوز .. وأنحدرت دمعتان من عينيه الغائرتين !.

© تأثرت كثيراً بالرواية .. ومدى صحة الواقعة !.. وهل كان هذا المختار بهذا المستوى من الظلم !..

فاقتربت من المختار .. وتبينت الحقيقة " منه وممن حوله .." وعمق  ممارساته حينذاك بكل جبروتية وظلم .. وهو يطارد العباد ضرباً ، وشتماً كالكلب المسعور !.

© زرته آخر مرة ؛ فوجدته مكوماً في زاوية بيته المقنطر ، مغلقاً على نفسه الباب والشبابيك في عتمة كاملة .. خائفاً.. مترقبا .. مشتت الذهن في أدنى  دركات الإحباط ! .

ـ كيف حالك يا مختار ؟.

ـ أجاب : سيئة ! سيئة جداً ! .. كل يومٍ أُضرَبُ ضرباً شديداً !.

ـ مِمَّنْ يا مختار ؟. أجاب : لا أعرف ؛ لكنهم أشخاصٌ غلاظٌ شداد!.

خاطبت زوجته .. ؛ ( .. السريعة الحركة ، القوية الشكيمة ..ذات اللسان الطليق .. فأجابت : هذه العقوبة هي أقل القليل الذي يستحقه ! لم يسلم من شره أحدٌ ، حتى طيور السماء لم تسلم من شره !.. انظر إليَّ ؛ يابني ؛ كم أتمتع بصحةٍ جيدة ، ولا أخاف من أحدٍ ، ولا أحسبُ حساب أحد ، لِــمَ ؟ لأنني لم أظلم أيَّ كائنٍ .. والطرق جميعها مفتوحة أمامي .. باستثناء العصا لردع الكلاب الشاردة ، التي لا تفرق  بين الصالحين والطالحين .

© لا ينفلت الظالم من العقوبة الدنيوية ، بَلْهَ الأخروية !!.

«««

مصير الحـرام

& القناعة كنزُُ لا يفنى !!!

ـ ملا خليل : قرية حدودية في أقصى الغرب من منطقة عفرين ، وتبعد عن مركز ناحية جنديرس 12/ كم ، وتشرف على نهر عفرين من الجنوب .. تمتاز بهواءٍ عليل ، ومناخٍ معتدلٍ رائع ، وتكثر في منحدرها الينابيع الصغيرة .. تتسارع جداولها إلى النهر .. لترتمي مع أخواتها في أحضان أُمها البحر .

حمو ؛ راعي القرية يرى أترابه ينقلون البضائع عبر الحدود ، في حلكة الليل .. وكم يستعيد حديثهم .. يوم ما رآهم ؛ يتباهى كل واحد منهم بما كسبه في الليلة الماضية .. وهم من شدة ابتهاجهم ؛ يقذفون رزمَ الأوراق النقدية في الهواء .. فرحين منتشين …

تحسَّر حمو .. وتحسر أكثر كلما استعرض صور المهربين .. لو كنت أملك رزمة واحدة ؛ لااستطعت اقتناء قطيع من الماشية ! بدلاً من أن أكون راعياً طرْشَ الناس فقط !!.

© فاتفق مع أقرانه على نقل البضائع ، مقابل نصف ما يتقاضون .. ؟ فكان ذلك !!!.

ـ مرَّ العـبور الأول بسلامٍ .. والثاني .. والثالث .. فأحصى الأوراق

النقدية ..  فإذا المراد قد تحقق !.

انطلق في باكورة الثلاثاء تجــاه عفرين ؛ حيث يعقد السوق ، فاقتنى

القطيع ، وساقه إلى القرية مزهواً .

في اليوم الأول من رعيه للقطيع .. راح يفكر بمساعدٍ يعاونه .. ونفذ ما فكر به .. فكان أوثمان مساعده معه .. غادر القطيع عصر ذلك اليوم .. وبعد أسبوع .. تخلف كلياً ، وأقنع نفسه : أوثمان يكفي للرعي .

حمو يفكر .. صار معه خلال شهرٍ ونصف ما كان يتقاضاه زملاؤه .. وماذا ينقصه .. فليكن لديه قصر مثل بكو ، وكروم للزيتون ، وأراضٍ على ضفة النهر .. ما المانع ؛ فليكن على ضفتيه .. فليعمل لحسابه الخاص .. فقد خسر ما يعادل قطيعاً من اتفاقه مع أترابه .

اقتنى البضائع وحزمها كما تعلم  في المرات السابقة .. وجاءت ساعة الصفر ، فأمر بالعبور.. ولكن .. ويا للهول ! فالتوقيت غير مناسب .. لأن الطلقات تغطي كل الحدود … فجاهد بمشقةٍ على النفاذ بجلده .. وإن كنت ممن تسكنون في قرية ملا خليل ، وتفيق باكراً ، أو تتأخر في العودة إلى بيتك ، فستجد حمو يحاول جاهداً ؛ أن يغدو بقطيع القرية .. أو يعيده إلى القرية ..

&&  القناعة كنزٌُُُ لايفنى،والحرام مصيره الزوال .


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar