الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Thu - 28 / Mar / 2024 - 16:07 pm
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/m-kamel.htm
الزاوية الأدبية »
لوثة الكتابة

لماذا الكتابة وما الحاجة إليها، ما هي الدوافع والمسوغات التي دفعت بالعقول الأولى إلى إيجاد هذا الاختراع المذهل والمدمر بنفس الوقت، ولما أضطر أولئك إلى لغة للتفاهم عبر أبجدية كتابية ولم يتم استعاضتها ببدائل أخرى وهم الذين أبدعوا الرسومات الأولى بل الرقصات الكهنوتية ليتم التعبير من خلال حركات الجسد، كما في رقص شرقي مجنون، عن مكنونات النفس ولواعج الفؤاد. عند تتبع الخط البياني لسيرورة التاريخ البشري سوف نكتشف بساطة الأشياء والحقائق وإن الإنسان ما زال يبحث عن إجابات لهذه الحقائق، بعد أن أولها وزاد من تعقيدها، وها هي واحدة من تلك الحقائق البسيطة والتي دفعت أول شاعر ليبدع أبجديته ويبوح بمكنونات قلبه لحبيبته ويصف لنا جمال ديارها.

الينابيع الأولى دائماً تكون نقية ومياهها لم تتلوث بعد ولكن وعندما نبتعد عن المنابع وتكون هناك عقود وعقود تفصلنا عن هذه الينابيع الأولى فإن الزمن كفيل بتحويل تلك الجداول الصافية إلى سيل جارف يحمل معه كل أوساخ الرغبة وهكذا هي في اللغة ولغة الحب أولها؛ فمع ارتكاب الخطيئة الأولى فقدت هذه اللغة عذريتها ونقاءها ودخلت دائرة الشهوة واللهاث بعد أن نسيت لون السماء الأزرق ومارست العري في حانات العربدة والمجون. لكن دائماً هناك جداول تدهشنا بنقائها وكأنها خارج السرب، تغريك أن تتعرى لتلامس نقائها روحك وهي تحتضنك وتحتضن أفكارك وأحلامك.

إن قراءة مجموعة "ذكريات من الثلج" تعيدنا إلى تلك الينابيع الأولى من حيث نقاء الروح والكلمة؛ فهي تطير بعيداً عن لهاث الجسد وتحاول أن تغوث في أعماق أبجدية الروح الأولى، دون أن تنسى إنها أسيرة الواقع والممكنات والزمن، وعندما تكتشف بأن كل محاولاتك هي للعبث فأنت مجبر أن تلجأ إلى الصمت والانزواء في عتمات الجسد بعد تعب الانتظار في محطات الخيبة؛ "وما أكثر المحطات والنساء" لتحمل صخرتك السيزيفية "كما حمله  سيزيف الهرم" وأنت تودع خريف العمر، فقدرك إنك شاعر وعليك أن تمشي إلى الحب وتعانقه كما يعانقك "الوقت.. في خطوط لوحة" ولا أن تصطدم به لتفتح بذلك "شرفة في الغيمة البعيدة" و"يسيل دم الحب.. في عروق الكلام".

وأعلم إنك سوف تكتب "للبنفسج.. قصيدة شوق وأحزان المدينة"، عن العشق "في لحظة الوداع" و "عن امرأة مزقت أوراق شعرك" وأنت على موعد مع رياح الشمال، لكن لن تستطيع "أن تسبق ظلك" حين تبدأ الشمس بسحب أذيالها لـ"تختفي وراء الأفق البعيد" ويبدأ الليل بـ"نثر سواده في شرفات الصمت" وتحمل من جديد أشعارك المبعثرة لـ"تعود إلى المنفى حيث ثورة الأشواق" واجترار الذكريات والخيبة وتنتقل من حالة لأخرى إلى أن يلف الجسد "رعشة الشتاء" وأنت في بحثك الأبدي عن صديقتك الصغيرة وأنت تبذر الحب والعشق دون أن تحصد إلا رياح الشمال، لتبقى "الملك المخلوع" على عرش لم تتوج يوماً عليه ولم يبقى لك إلا أن تركض "وراء نعش وحدتك" الأبدية "مبتور اليدين". 

إنها "رحلة البنفسج" في بحثها عن "الخبز والحرية" والهوية المهتوكة على قارعة الطرقات، إنها رحلة البحث عن "سرير دافئ" وصدر حنون لتكون استراحة محارب نبيل، خرج من صفحات تاريخ القرون الوسطى، بعد أن أجهدته محاربة طواحين الهواء وملوك الظلام لكن ليجد أخيراً "كيف تغتال الفراشات" في "احتراق الصمت" حيث صمت القبور وصمت الآلهة فيغمغم في نفسه؛ "هل من نهاية لرحلة البنفسج" هذه. لكن لا إجابات، هناك أسئلة وأسئلة؛ الرفاق يسألون عن مزكين: "هل من عودة لها بعد الغياب!" دون أن يدركوا أنهم بسؤالهم هذا يثيرون "الغبار في الأفق" لكن الشاعر وحده يعلم؛ إنه حينما "تزهر المواعيد" على شفاه مزكين فسوف تعود من رحلتها الأخيرة.

فسطر أيها القلم عن "أسطورة الزيتون" و"أنفض عن جبينك غبار التعب" فلا مجد بعد مجد الحرية يذكر، ولكم أن تقيدوها "كما تقيدون العجائز والأطفال.. من معاصمهم" لكن عندما تزهر الزيتون "وتنضج السنابل على شفاههم" عندها فقط سوف ترون إن هذا القيد فد أصبح "مفتاح النهار" ولن نرثي حينئذ "أحلامنا الندية" بل ستبدأ "ثورة النساء" برواية ملحمتها في أسطورة الزيتون عن إنهدام جدران رجولتكم العفنة وأيام "جوع القحط الملعون" ولن ترتل سورة النساء عندما تكون على "موعد مع انبلاج الشمس.. والولادة".

لكن "ما تزال هناك بقايا أغنية.. على شفاهها"؛ إنها حالات، وهي وإن تمردت على الآلهة لكنها ستبقى أسيرة عشقها للعطاء في رعشة الروح وستلد من بين أناملها "نهنهات تحترق بوجل" لتسطر "ذكريات من الثلج" على محراب الجسد "في دهاليز المساء". وعندها سوف تنساب إليك كلمات أغنية روكا.. تحمل معها "رائحة الظلام" لتداعب "خطوط يديك" وأنت تحلم "أ ن تقطف الأنجم من.. شعرها، أن تقتل عويل الأبجدية على شفتيها والأهم.. أن تعدم جنونك في محراب عينيها، لتدفنه في المعبد المقدس.. لالش".

وستعود من رحلتك الأخيرة وأنت تركض حافي القدمين، "ملغياً شوارع المدينة لتمتص المسافات" إلى "نبع الحنان"؛ حيث الدفء والأمان ورائحة التنور و"خبز القمح" بعد تعب السنين وغدر الأيام ومحطات الخيبة في انتظار عودة الغائبين والمطرودين والمنفيين لتسأل من جديد: أماه "من سيحرث السماء بأنامله من بعده؟؟؟ من يمشط شعر طفلته..؟؟؟" بعد غيابه وتختنق الأجوبة في ضجيج "المدينة الحالمة" حيث لحظات الرعشة في أماسي الشتاء الباردة وأنت تنتظر بزوغ الشمس لتزيل الصدأ عن الروح.. وتولد من جديد في محراب "إنعتاق الأنثى" من القدر؛ حيث "زمن الصمت وتمردات.. الهذيان".

وأخيراً نقول؛ إن النص الجيد هو الذي يقدم لنا قراءات متعددة وبالتالي تأويلات متعددة، ونعتقد أن النص الذي بين يدين يحاول أن يطرق أكثر الممرات الوعرة، وهو أن يقدم نصاً جميلاً ودون تنميق لغوي أو ادعاءات ثقافية: كأن يحشو النص بكل جغرافية وتاريخ العالم بحيث يترنح النص تحت أسماء الآلهة والتاريخ الديني الأسطوري وفلسفته العقيمة للحياة والوجود. ففي هذا النص، يحاول الشاعر "جوان سرفراز" وحسب قراءتنا له أن يقدم لنا الفكرة والإحساس بأقل الطرق التواء ولكن دون أن يفقد نصه لذة الشعر و.. تبقى الكلمة الأخيرة لذوق المتلقي وثقافته وإحساسه بدور الكلمة.

بير رستم / جنديرس 4/4/2006


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar