الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Fri - 29 / Mar / 2024 - 9:43 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
قطار يوم الاثنين

لوحة الافتتاحية


 |    مشاهدة  ( 2 )   | 
قطار يوم الاثنين

مسرحية من فصل واحد

سيناريو وحوار .. محي الدين أرسلان

عن قصة " قطار يوم الاثنين " للروائي والقاص السوري ( نيروز مالك )


نيــــــــــروز مـــــــــــــــالك
ولد في عفرين , قضاء حلب عام 1946 .
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في حلب , خريج مركز الفنون التشكيلية في حلب 1963
عضو جمعية القصة والرواية . عضو اتحاد الكتاب العرب . شارك في معظم المعارض الرسمية .
من مؤلفاته : ( 1 - الصدفة والبحر " قصتان " دمشق 1977
2- حرب صغيرة " قصص " دمشق 1979
3- كوب من الشاي البارد " قصص " 1981
4- كتاب الوطن " قصص" دمشق 1982
5- أحوال الوطن " قصص " دمشق 1983
6- باب خشبي قديم " قصص " اللاذقية 1991
7- المغامرة السابعة " قصص " دمشق 1994
8- ما رواه الجليل " قصص " دمشق 1996
9- تلك الحكايات " قصص " دمشق 1998
10- زهور كافكا " رواية " حلب 1998 ) .

قطار يوم الاثنين

اللوحة الأولى

" موسيقا جنائزية , الإضاءة تكشف عن ملامح المكان . في عمق الخشبة محطة قطار , إلى الأمام قليلاً وعلى جانبي الخشبة , شرفتا منزلٍ يبدو عليهما الرخاء , تمتد خلفهما بيوت ريفية وصولاً إلى المحطة . أوراق الخريف متناثرة في المكان . من طرف الخشبة تدخل جموع تشيع جثمانٍ . دخان يتعالى في فضاء الخشبة مصحوباً بصوت قطار يأتي من بعيد . الصمت يسيطر على الجموع المشيعة الذين نسوا الجثمان وهم ينظرون إلى الدخان المتصاعد الذي يبدأ بالاقتراب شيئاً فشيئاً مع ارتفاع صوت القطار رويداً رويداً , صوت صفارة القطار معلناً وصوله . وفود المسافرين تغادر القطار فيما المشيعون يتبادلون أطراف الحديث ."

ناظر المحطة : أسرعوا قليلاً يا أخوة , القطار سيغادر فوراً .
رجل1 : ( متحسراً ) إنه الاثنين .
إمرأة 1 : من في القرية لا يتذكر الحادثة .
رجل 2 : قصة قديمة , مضى عليها خمسون , ستون عاماً .
إمرأة 2 : بل أكثر قليلاً .
رجل3 : ستون ,, خمس وستون .
إمرأة 1 : بل أكثر
رجل 2 : لا اختلاف يا سادة , خمسون ,, ستون ,, سبعون
إمرأة 2 : بل خمس وستون
رجل 3 : بل ستون .
إمرأة 1 : بل أكثر ....


( يتعالى صوت المشيعين وهم يتبادلون وجهات النظر المختلفة حول عمر الحادثة والظلام يخيم تدريجياً ) .

****

اللوحة الثانية

" جانبٌ من الخشبة , أمام الشرفة رجلٌ يجدل حبلاً يبدو عليه التوتر والغضب اللذان يبرزان شيئاً فشيئاً مع توتر الموسيقا . صهيل فرس في حالة الولادة الذي يزداد أيضاً مع ازدياد توتر الموسيقا . ملابس الرجل توحي بحالة الثراء الذي يعيشه فهو من إقطاعي القرية "

البيك : ( بغضب ) ابن الكلب يتعدى على أسياده , سأعلقك كالحيوان في المسلخ يا يحيى
يا ابن العاهرة , ....

" صهيلُ الفرس يزداد مع توتر الموسيقا ليصل ذروته و يتلاشى . يدخل السائس متوتراً "

السائس : ( بخوف وتوتر ) هررررب يا بيك .
البيك : ( غاضباً ) من ؟
السائس : ي.. ي.. يحيى يا بيك .
البيك : ( يرمي الحبل من يديه ) كيف هرب أيها الأحمق ؟ ألم تكن تحرسه ؟
السائس : نعم يا بيك .. بس ..
البيك : ( مقاطعاً ) بس شو يا غبي
السائس : ( متوتراً ) ألتهيتُ بالمهر الوليد دقائقاً , حين ألتفت لم أجده .
البيك : ( متبعاً أسلوب السياسي ) أصدقني القول, ألم تتفق معه على الهرب,أقصد ألم تهربه ؟
السائس : ( الذعر يفتك بقلبه ) معاذ الله يا سيدي .
البيك : ( يهز برأسه ) طيب .. طيب . أهتم بالمهر إلى حين عودتي ولا تغادر الإسطبل .
السائس : حاضر يا بيك .


( يخرج البيك غاضباً , أصوات حوافر الخيول تتعالى فيما يخيم الظلام )

****

اللوحة الثالثة

" عمق المسرح حيث المحطة , الإنتظار يخيم على جميع المسافرين , ناظر المحطة يتجول في المكان , أصوات حوافر خيلٍ بعيدة , من طرف الخشبة يدخل يحيى مذعوراً يتجه نحو الناظر "

يحيى : ( يتنفس بصعوبة ) هل سيأتي القطار ؟
الناظر : ( مؤكداً ) طبعاً , إنه الاثنين .
يحيى : شكراً .
( صوت صفارة القطار مندمجاً مع صوت المكابح )
الناظر : ليستعد الجميع , القطار وصل , وسيغادر خلال دقائق , ليستعد الجميع , القطار
سيغادر خلال دقائق ....

( المسافرون يصعدون إلى القطار , القطار يستعد للتحرك , القطار يغادر ليتلاشى صوته ويتعالى صوت حوافر الخيل , من طرف الخشبة يدخل البيك مع رجاله ) .

البيك : ( مخاطباً الناظر ) ها .. أيها الناظر .
الناظر : نعم يا بيك .
البيك : هل غادر القطار .
الناظر : منذ لحظات .
البيك : هل كان بين من سافروا شاباً في الثامنة عشر من عمره , طويل القامة , عريض
المنكبين . ذو أنفٍ صقري , ويدين كبيرتين و شعر أشقر .
الناظر : آه .. نعم .
البيك : كيف كان " هادئاً أم مضطرباً " ؟
الناظر : هادئاً ..( مستدركاً ) لكني لمست قلقاً في عينيه الواسعتين , وكان بين الفينة والأخرى
ينظر باتجاه القرية كأنه ينتظر أن يصله أحد ما منها . وما أن أتى القطار حتى ركبه
وسافر .
البيك : ألم تعرف وجهة سفره .
الناظر : قال : إلى حلب " قشلة الترك " لأتطوع فيه . استغربت كلامه , لأن الشباب يهربون
من الجيش التركي الذي بدأ يهزم في الحرب , فكيف يريد هذا الأحمق أن يذهب إلى
الموت برجليه .
البيك : هرباً من الشنق الذي ينتظره ,, أبن الكلب .. ...........


( يغادر البيك مع رجاله , الناظر يقف مستغرباً , أصوات حوافر الخيل وهي تبتعد )


ظلام

****
اللوحة الرابعة

" الأم والأخت الكبرى جالستان في الشرفة والدمع يملئ عيونهن , أسفل الشرفة تقف "حنة" صامته "

الأم : ( بحزن ) أنا السبب , يجب أن يُلف حبلُ المشنقة حول عنقِ .
الأخت الكبرى : حنة .. يا رفيقة عمري .. يا بنتي المدللة .. يا من تغادرنا على عجل
الأم : ( تخاطب الكبرى ) أنتِ السبب يجب أن تشنق قبلها .
الأخت الكبرى : بل كلانا يتحمل المسؤولية . ألم نكن على علم بحب حنة ليحيى .
حنة : ( بكبرياء )كفاكما نحيباً , أنا الوحيدة من تتحمل المسؤولية , أنا التي ستشنق ,
فأنا من أحببت , وأنا من ستعاقب على هذا الجرم الشنيع , ولست نادمة على إقترافه .

( صوت كرسي ينقلب , موسيقا مرعبة , خيال جثة متدلية من مشنقة , الجميع يغضون الطرف بعد أن لمحوا الجثة للحظات )

حنة : ( بثقة ) ما أجمل أن يموت المرء في سبيل القضية التي يؤمن بها , فمرحباً بك أيها
الموت الغالي

( صوت البيك يتعالى الذي يظهر من طرف الخشبة غاضباً , متوتراً , ضعيفاً , كئيباً )

البيك : ( بشدة ) هذا ما تستحقه يا بغل , أيها السائس الأحمق , لم تحرسه جيداً فهرب ..
حنة.. حنة.. حنة, أين أنت يا بنة .(مبتسماً) والآن يا حنة , ماذا تعتقدين أنا فاعل بكِ ؟
حنة : ( صامته تنظر في عمق عيني والدها ) ..
البيك : لماذا أنتِ صامته ؟
حنة : ( بثقة) قبل أن أجيبك بكلمة , أريد أن أسألك , أتسمح لي بذلك ؟
البيك : ( مبتسماً ) تفضلي يا بنة الكلب .
حنة : لا تشتم نفسك يا أبي . ماذا فعل يحيى حتى تثور عليه هذه الثورة ؟
البيك : ( ينفجر بضحكة جنونية ) لم يفعل شيئاً يا بنة الكلب سوى أن مرغ شيبتي بالوحل .
حنة : لم يفعل ذلك , أنت الذي تتخيل الأمر على هذه الصورة !.
البيك : ( صارخاً بها ) اخرسي ...

( يلطمها بقوة على فهما ترتد إلى الخلف والدم يسيل من فمها , يحاول أن يهجم عليها تقف الأم والأخت الكبرى حاجزاً بينهما )

الأم : اضربني أنا إن كان الضرب يشبع غلك .
الأخت الكبرى : ( متوسلة ) اشنقني يا بيك ودع حنة تحيا , فما تزال صغيرة
حنة : ( بإصرار ) نعم لم يفعل شيئاً , إنما أنت من تتخيل ذلك ..
البيك : ( صارخاً بها ) قلت ُ لكِ اخرسي , ( مبتسماً ) لم تجيبي على سؤالي , ماذا تظنين أنا
فاعل بكِ ؟
حنة : لقد أجبتك , لا أعرف .... افعل ما يحلو لك .!
البيك : أذن .... ( بحدة ) غداً منذ الصباح سيحملك رجالي إلى بيتِ محمود , ابن الحج مراد , أنتِ تتذكرين أنه طلبكِ مني فرفضت يومها .. صحيح هو ابن لغني مثلي من أغنياء القرية ولكنه كان برأيي , في ذلك اليوم , لا يليق بكِ .. أما اليوم فسأزوجكِ منه , وهو خير عقوبة لك ِ
أما عندما أضع يدي على يحيى , هذا الكلب الأجرب الذي لولاي , لمات منذ سنوات كجرو , عندما أضع يدي عليه سأسلخ جلده ..
حنة : ( متحدية ) يحيى ليس كلباً , إنما الكلب هو محمودك الذي تريد أن تزوجني إياه ..
البيك : أقلتِ محمودي يا بنة .. إنه محمودكِ وليس محمودي ..
حنة : ( مستمرة في تحديها ) أنه محمودك , صهركَ الذي تريده , أنه جروك وكلبك وأعرجك .

( تغرق حنة بالبكاء في حضن الأم والأخت الكبرى , البيك يغادر المكان )

ظلام

****

اللوحة الخامسة

" موسيقا جنائزية , الشمس ما تزال خجولة في إرسال أشعتها ," حنة" مقيدة ورجال البيك من حولها يسيرون بها إلى بيت الأعرج الذي يقف في شرفة منزله المقابلة لشرفة منزل البيك , منتظراً قدوم عروسه , الموكب ينزل رحله , والأعرج يستلم عروسه , التي تدخل مكرهة بيت الأعرج , الذي يتبعها فاتلاً شاربيه "

 

ظلام

****

اللوحة السادسة

" طيور الفجر تبعث سيمفونيتها العذبة المعتادة في الصباح الريفي , تطلُ حنة من الشرفة في أبهى زينة لها , أطفالٌ يتراكضون في ساحة القرية , نسوة يتبادلن أطراف الحديث "

إمرأة 1 : عجيب أمر حنة , ما تزال قوية بعد كل ما تعرضت له .!!!
إمرأة 2 : إنها لم تتزين هكذا في يوم زفها إلى الأعرج .!!!
إمرأة 3: ( ساخرة ) أنتِ من قلت " الأعرج " أما اليوم فهي تتزين لغيره .
إمرأة 1 : تقصدين يحيى .
إمرأة 2 : نعم . فهو الوحيد من استطاع امتلاك قلبها .
إمرأة 3 : كيف تجرأت على الخروج ولم يمضي على زفافها يومين !!!
إمرأة 1 : كانت ستخرج حتى في صباحية الزفاف , إنه الاثنين , موعد قطار حبيبها .

( الأعرج على الشرفة يفرك عينيه )

الأعرج : ( غاضباً ) حنة .. حنة .. أين ذهبت أيتها ... ( صوت القطار مغادراً )
أيها القطار اللعين متى سننتهي من مصائبكِ .

( تدخل حنة من عمق الخشبة حيث المحطة كئيبة الوجه )
الأعرج : لماذا خرجتِ ؟!
حنة : ( ترمقه بنظرة احتقار ) لأرى إن كان سينزل من القطار أم لا ؟
الأعرج : ( متجاهلاً ) من سينزل من القطار ؟
حنة : ( تضحك ) هل أنتَ غبي أم تتغابى ؟ من سينزل من القطار غير يحيى ؟
الأعرج : يحيى ؟! ( مبتسماً ) حتى ولو نزل سيجدكِ زوجتي .
حنة : هل أنت مقتنع بأنني زوجتك ؟ أنت تحلم ؟
الأعرج : ( بشيء من القسوة ) بل أنتِ التي تحلمين .
حنة : لقد صدقت هذه المرة فقط , أنا أحلم ..
الأعرج : ( ضاحكا ً ) احلمي ( بخبث وهو يفتلُ شاربيه ) حتى عندما تكونين .....
حنة : ( تقاطعه بحدة ) نعم حتى في هذه اللحظة الذي تتحدثُ عنها أحلم بيحيى وليس بك أنت .
الأعرج : ( يصرخ بها ) أخرسي يا كلبة ..

( يحاول الاشتباك معها )

ظلام

****


اللوحة السابعة

" الشمس تبكي اللحظات الأخيرة المتبقية من عمرها اليومي , حنة , جالسة في الشرفة تراقب المحطة في شوق وتيم , تجاعيد وجهها أضحت أكثر بروزاً , موسيقا حالمة , الظلام يخيم تدريجياً وصوت رزاز المطر يتصاعد . إضاءة خافتة وسط الخشبة في المحطة , خيال شخص طويل القامة , عريض المنكبين . من طرف الخشبة خيال فتاة تتسلل إلى حيث يقف الشخص ذو القامة الطويلة ."

يحيى : ( معاتباً ) أيتها المجنونة , كيف تخرجين هكذا في هذا الجو الماطر؟
( يخلع معطفه ليلف بها حنة التي تحاوره ) .
حنة : ( مبتسمة ) بل مجنونة إن لم أخرج , إن لم أشبع روحي ...
يحيى : و البيك ؟!
حنة : ليفعل ما يحلو له , لم أعد أخافه .
يحيى : يا لك من قوية يا حنة .
حنة : بكَ أصبح أقوى .
يحيى : بكِ أخوض الحروب ضد كل البشر .
حنة : أقطع الجبال والبحار للوصول إليك يا أغلى البشر .
يحيى : ( خائفاً ) و البيك ؟!!
حنة : ليذهب إلى الجحيم ... البيك ورجاله .
يحيى : عودي إلى الدار يا قرة العين , لربما يشعر البيك بغيابك .
حنة : أمي قالت له بأني نائمة . ( تعيد المعطف ليحيى ) ولكن سأذهب .. وداعاً
يحيى : ليحفظكِ الله يا ملاك الروح .
حنة : ( تتسلل عائدة ) مشتاقة إليك في لقاءك وغيابك .. وداعاً يا فارس جوادي الأبيض .
يحيى : ( مغادراً ) وداعاً يا قنديل القلب , يا لحن حياتي . يا عصفورة العيني .

" الموسيقا تتلاشى , صوت الأعرج يتعالى . حنة جالسة في الشرفة شاردة الذهن "

الأعرج : حنة .. حنة .. أين أنتِ ؟ ( يلمح حنة ) هل أصابكِ الطرش أيتها العجوز .
حنة : ( ترمقه بنظرة احتقار ) أسمعك جيداً يا عجوز النحس .
الأعرج : متى سأتخلص من لسانكِ السليط .
حنة : متى أتخلص من رائحتكَ الكريهة , و وجهك .....
الأعرج : و وجهي القبيح ( بلا مبالاة ) هذا لا يهم , قبيح , كريه . المهم ما أحمله إليك من
أخبار تنعش الروح .
حنة : ( ساخرة ) متى كنت تحمل الخبر المنعش يا غراب البين .
الأعرج : يبدو أنكِ لا تعرفين ما يتناقل من أخبار في القرية ؟!
حنة : لا تهمني أخبار القرية .
الأعرج : ( بلا مبالاة ) يقولون : إن أحدهم عاد من الحرب !
حنة : ( بلهفة ) هل يحمل أخباراً عنه .
الأعرج : ( متجاهلاً ) عما ؟!
حنة : لا تتغابى , ومن غير يحيى .
الأعرج : ( مبتسماً ) بل يحمل كل الأحبار عن حبيبكِ الفار .
حنة : ( بلهفة ) هل عاد ؟ هل سيعود ؟
الأعرج : لن يعود أبداً , لقد مات حبيب القلب .
حنة : ( بحدة ) كاذب , يحيى لم يمت .
الأعرج : ( مبتسماً ) قال العائد من الحرب , بأنه رأى حبيبكِ الفار وهو يفارق الحياة بعد أن
أصيب برصاصة في قلبه .
حنة : ( تضحك مبتسمة ) هذا غير صحيح , يحيى لن يموت , يحيى سيعود , هو الذي وعدني
بذلك , لقد قال لي : ...........

( الظلام يخيم , ليضاء القسم الأخر من الخشبة حيث منزل والد حنة , يحيى مقيد بالحبال , صوت صهيل الفرس يتعالى إنها في المخاض ستضع مهرها . تدخل حنة مسرعة , تفك قيد يحيى ) .

حنة : الكلاب , قيدوكَ يا نور العين .
يحيى : يظنون بأنهم يوقفون نبض قلبي , ولكنهم يزيدونه إصراراً . فلن يقف القلب عن حبكِ
ما دامت الدماء تتدفق فيه ِ .
حنة : هل ضربكَ كلاب البيك يا حبيب القلب .
يحيى : الضرب لن يوقف حبي لك أيتها الغالية , أما الآن فيجب أن أهرب . لأن والدكِ جنَّ بعد
أن وصله خبر حبنا , سأذهب وأتطوع في الجيش , ثم آتي لنرحل من القرية معاً , إلى
حيث لا يستطيع البيك و كلابه الوصول إليه ونحيا عشقنا الأبدي في خير وسلام .

ظلام

****
اللوحة الثامنة

" صوت القطار مبتعداً ودخانه المتصاعد يسرق أنظار المشيعين مبتعداً ليتلاشى في الأفق البعيد . شيخ القرية يلقن المرحومة الوعظ الأخيرة "

الشيخ : يا حنة .. يا بنة آمة الله وعبده .. سينزل عليك ملكان أزرقان ......

" الظلام ينتشر في فضاء الخشبة , صوت الشيخ يتلاشى , صوت قطارٍ يتعالى مع اقترابهِ تضاءُ شرفة منزل زوج حنة " محمود الأعرج " , نسوة يتبادلن الحديث " .

امرأة 1 : إنه القطار , قادم من بعيد , ها هو دخانه يتصاعد من خلف التلال البعيدة .
امرأة 2 : هل يحمل أخباراً لحنة عن حبيبها .؟
امرأة 3 : ولكن لم نرى حنة كعادتها تنتظر في الشرفة !!.
امرأة 1 : يبدو أنك قد أصبت في عقلكِ أيتها العجوز فحنة غادرتنا إلى جوار ربها .
امرأة 2 : ( متحسرة ) العمر يمضي بنا , دون أن نعلم ما تحمله الأيام لنا .
امرأة 3 : ( متحسرة ) آه ... ماتت وهي تنتظر عودة حبيبها ...

ظلام

****

تيريج عفرين / محي الدين ارسلان 8 / 11 / 2008


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar