الأوتيلات في مدينة عفرين منذ عام 1875- 2011
=====

كانت وسائل النقل بالسيارات شبه معدومة ما بين قرى ونواحي منطقة جبل الأكراد ، وكان غالباً يستخدم الحصان والحمير والبغال أو عربات ذات العجلتين أو الأربع عجلات ، تنقل عليها المواد المراد بيعها في السوق الأسبوعي المخصص من قبل بلدية عفرين كل يوم الثلاثاء للدواب ويوم الأربعاء (البازار) للتسوق بالبضائع بكل أنواعها الزراعية والصناعية . 
الفنادق في مدينة عفرين كانت صغيرة ومتواضعة في تجهيزها وقلة غرفها وهذا أدى إلى ضعف نشاطها وحركتها مما أدى إلى قلة النزلاء والوافدين إليها وأغلبهم كانوا من التجار للتجارة ببضائعهم في المدينة.

- أوتيل بيريه أرمنية ( لوسين كيفورك ) بنيت دار سكن سنة 1925 ثم استعمل كأوتيل (فندق) عام 1948 وأغلق عام 1967 ثم بيع من قبل السيد مقسود عبجيان  والد ارتين لشخص يدعى الحارس الليلي جمعة أبو محمد – واستخدم السيد عزت محمد عيسى المولود في عفرين عام 1940 أحد دكاكين التابعة لهذا السكن لمدة أكثر من خمسة عشر سنة ثم أخلى المحل سنة 1988  - والموقع تقع على طريق راجو حالياً في موقع محل أولاد حبش للأدوات المنزلية .

 
- أوتيل بيت عواش زوجة صالح أوسو– دار والد الأستاذ عبد الرحمن أوسو المعتمد أبو صلاح وأخوه إبراهيم أوسو فتح سنة 1950 وأغلق سنة 1965 .

- أوتيل ( الجديد) من خشب فوق دكان أبو حسين الحالي في السوق الرئيسي من مريمين المالك الأساسي حسن عبدو ثم محمود خضر ثم جميل عيسو إبراهيم من قرية فقيران ثم بيع من قبله للسيد  الحاج حسين سباط بن محمد علي سعيد  وأزيل أثاره من فوق سطح هذا الدكان سنة 1995.

 
- أوتيل شماع جنوب دار موسى وحيد باتجاه الجنوب بخمسين متراًحالياً فتح سنة 1965 من قبل مالكه عارف شماع زوجته كردية الأصل أخت شيخو مراد من قرية شيخ عبد الرحمن ثم استلم بعد وفات والده أبنه حكمت شماع وحتى الآن هم المالكون ولكن تغيرة صفته إلى سكن جديد .

 
- أوتيل الأمين فتح سنة 1969 لصاحبه عبد الرحمن مهتدي بن محمد من مواليد عفرين /1937/م حالياً مكاتب معتمدي التربية ، ثم أنتقل محتويات الأوتيل إلى محله الجديد جوار منزل الدكتور حسن أفندي سنة 1973 باسم فندق عمار .

 البيوت القديمة في عفرين

إن البيوت القديمة والباقية في مركز مدينة عفرين على أصولها لا يحل التعرض لها ، كانت هذه البيوت التي هدمت وبعضها ما زالت  باقية حتى الآن كدار السيدين مقصود – وواهان وبعض الحوانيت في الزاوية الشمالية الشرقية من مدينة عفرين (حارة شيخموك سابقاً ) وهي مبنية ما بين عام 1923إلى 1927 وهي بيوت مبنية من اللبن أي الطين المجفف بالشمس والأجزاء الأمامية مكسوة بالخشب ، وذلك يدل على أن هؤلاء الناس أقاموها بيوتاً بسيطة ، وبعد مرور الزمن ونزوح الناس إلى المدينة ازدادت حركة  العمران واستخدموا الحجر الكلسي من مقالع تل طويل والصخور المقطوعة من ساحة البازار القديمة ومن بعض المقالع البسيطة ما بين المدينة كما وأشيد دار الحكومة من مقلع موقع البازار القديم والتي كانت بجوار دار السرايا الحالي القديم مادة للبناء فظهرت البيوت العامرة ظهرت فوق البيوت القديمة على عادة الناس في ذلك العهد في بناء البيوت الجديدة فوق البيوت القديمة وعلى أنقاضها ومن هنا صار بإمكان عالم الآثار تقدير العهود التاريخية التي مرت على موقع مدينة عفرين ، كما وجدت أثار مطحنة مائية جنوب دار واهان أثناء شق بلدية عفرين مجرى الصرف الصحي عام 1992/ في الدورة الثالثة لمجلس المدينة ، والموقع حصرا في أرض كنجو وبيعت الأحجار ذات الحجم الكبير و اللون الأصفر من قبل ابن كنجو( زمجي) لأحد مواطني حي الميسلون وقام بجلب منشرة من حلب ونشرها إلى لوحات بنائية لداره في حي ميسلون .
كما وتوجد لمدينة عفرين ثلاثة مواقع للمقابر ((الزيادية– كرسانه والمقبرة الأرمنية الإسلامية)) وبهما قبور قديمة وغير معروفة الأسماء الأولى شمال المدينة وعلى ارتفاع عن سطح البحر/450/م وبها قبر لأحد الصالحين باسم (شيخ زيدي)وحوله قبور قديمة جداً ، والثانية جنوب مدينة عفرين والقريبة من مزرعة كرسانه التي كانت مركزاً مؤقتاً  لدائرة الأحوال الشخصية في عام 1925 حتى عام 1927م ، والمقبرة الثالثة موقعها كانت بجانب طريق عفرين راجو والمقام عليها حالياً مدرسة باسم (مدرسة الريفية) عام 1956/م يتبعها قطعة أرض لتقام عليها التجارب الزراعية وهي حالياً موقع ابتدائية سيف الدول الحمداني ، وهذه المقبرة كانت مشتركة ما بين الإخوة الأرمن والمسلمين حتى قبل إشادة المدرسة الحالية ، وقد انتهكت حرمتها بنبشها وإقامة السكن فوقها فهتكوا أسرارها وأزالوا آثارها لاستخراج ما فيها من دون أية فائدة مادية منها ، وإليكم نصيحة مسعود بن على المروزي من أذربيجان عن أبي المظفر السمعاني قال:
(( إن أردتم الصدق ففي الكتب القديمة وإن أردتم الصادقين ففي البيوت القديمة عليكم بالقديم عليكم بالقديم))وأقول تعقيباً لهذا القول : ( لا مستقبل لنا إن لم نحافظ على حاضرنا ولا حاضر لنا إن نسينا ماضينا المشرق) .
وفي أغلب البيوت القديمة في مدينة عفرين والمبنية من الطوب المصنوع من الطين والمجفف بالشمس ولكل بيت فناء وحديقة صغيرة ومزروعة بالورود ، هذا كان في المرحلة الأولى ، أما في المرحلة الثانية كانت تزرع في أوانية فخارية مخصصة لزرع الورود فيها.
كثير من أبناء واسر بالكامل من جبل الأكراد ومدينتها المركزية يهاجرون إلى المدن الكبيرة داخل الوطن السوري وبعضهم إلى الدول المجاورة لسوريا والبلاد الغربية ولا يجدون وظائف دائمة ولا يملكون المهارات والتدريبات التي تتطلبها بعض الوظائف ، وهذا ما يجبر بعضهم للعمل باعة متجولين وعمال إنشاءات وعمال نظافة ، أما بعضهم الآخر بعد تحسين مستواهم التدريبي فمنهم قد يعثر على عمل في المصانع أو مهنة ما ليحصل على قوته اليومي .
كانت هذه الدور القديمة مبنية  قبل بناء  دار الحكومة عام 1925 وسكن الأخوة من الأرمن النازحين من بطش النظام التركي الدموي أثناء المجزرة المليونية عام /1915- 1918/ سكنوا في البداية في بعض قرى جبل الأكراد منها قرية ميدانكي وكمروك) ثم توجه بعضهم عام 1923 إلى مركز الحالي للمدينة ومنهم من فتح حظيرة لتربية الخنازير قرب نهر عفرين في المنطقة الشمالية الشرقية للمدينة ( حارة شيخموك سابقاً ) ومنهم من توجه إلى زراعة الأرز في الأراضي التابعة لـ(مزرعة الجديدة) وقرية الكوكبة وبتيته وكانت توجد عدة دور سكن  مبنية من بلوك الطين تملكها عائلة البرازية /عبد الله مسلم بن مسلم  من مواليد عفرين /1875/م رقم القيد عفرين/واحد/ كان له ثلاثة زوجات الأولى أمينه بنت حمو والدتها عائشة من مواليد عفرين /1900/م والزوجة الثانية سنم بنت نعسان والدتها عدوله من مواليد عفرين /1905/م أما الزوجة الثالثة وهي فاطمة من مواليد /1913/م  وموقع سكناهم ما بين دار الحكومة والسجن ثم هاجروا إلى إعزاز وحلب .
 ومن هذه المنازل :

- منزل مقسود عبجيان مهنته (مكنسيان) والد أرتين – بناه جد أرتين ووالده وعمه أرتين مهنته(قلنجي = مبيض) سنة 1924قبل بناء دار الحكومة سرايا ومخفر بعام .

- قبل دار الحكومة سنة 1925 كان يوجد عدة دور سكن من بلوك طين يملكهم عائلة شيوخ برازية يدعى / أحمد مسلم/ ما بين دار الحكومة والسجن حالياً ثم هاجرو منهم إلى عزاز وحلب ورقم خانتهم واحد في سجلات مدينة عفرين .

- دار الأرمني وهان سنة 1927 وسكن بها ثم رقم من قبل بلدية عفرين أثناء السيد جميل بافي رئيس أول بلدية عفرين سنة 1927 ، وفي الطابق الأرضي سكن بها خاجو وأخوه مراد من أقرباء وهان .

 
- محل البريد القديم شيد عام 1928 من قبل المالك درويش شمو أغا من قرية  عشقيبار :
بني هذا الموقع من قبل السيد درويش شمو أغا وهو من سكان قرية عشقيبار ، من أجل فتح مدرسة تدرس بها أبناء الطائفة الأيزيدية وباللغة الكردية على نفقته الخاصة وبعض أبناء الطائفة وبدعم من لالش  وبعد أن تم بنائه منع من الهدف من قبل بعض وجهاء وأغوات المنطقة منهم كور رشيد سنة 1931 ، وفي عهده قبل مقتله فتح بدلاً منها (أوتيل) كأسم فقط ، بها غرف مبيت الخاص للوفود الايزيدية القادمة من لا لش ( شنكال) .

 
أما مقتله كانت سنة 1932 بتحريض من الأغوات لأسباب عائلية وسوء تفاهم وبيد خادمه الذي كان مغترب أكثر من عشر سنوات وهو كان يسكن في مدينة نيويورك الأمريكية لأنه كان أحد متطوعي للقوات الغربية أثناء الحرب العالمية الأولى .
بعد هذه الحادثة في مقتل السيد درويش شمو أغا بيع من قبل ولده جميل درويش شمو أغا سنة 1936 لعائلة نسيب أغا أصلهم من مدينة كلس حينها كانت منطقة جبل الأكراد تابعة لولاية كلس .
سبب بيع البناء من قبل السيد جميل لهذه العائلة هو تراكم الأموال النقدية ولعدم دفعها

إعداد وتنفيذ وتصوير : حسن حاجي عثمان

1/ 5 / 2012