حبيبتي وشنكال
حبيبتي وشنكال ===== مصطو الياس الدنايي مثقلٌ أنا، أيامي حزينة ومع ذلك وجهك الباسم لا يفارقني يا أيتها الحبيبة.. مسافرٌ أنا في رحلتي وكلماتي تدور حول نفسها لعلها تجدكِ في دوامتها تلك، دون جدوى، فهيهات! أيام وأشهر طويلة مرت دون أن أشكوكِ وأعاتبكِ كما كنا نتزاعل عندما كانت الغيرة تشدّنا الى بعضنا فأحقق معكِ لأنك تتركيني أنتظركِ فتردّين متذمرةً من أفعالي وأنني اختلق المشاكل... مسافرٌ أنا وصعبةٌ أموري وأوضاعي، تمنيتكِ معي تشاركينني همومي وتسألينني عن آخر أخباري.. رسالة أكتبها وأدرك تماماً أنها لن تصل، فما أصعب أن يكون البريد موجهٌ الى لا شيء، ويا لغرابة الموقف حينما يفتقد المرء لِمَنْ يهتم به في المواقف الأليمة ويشعر أنه وحيد تماماً. حبيبتي كانت زهرة، عطراً مميزاً، نجمتي في السماء، تملأ الدنيا فرحا وسرورا.. كانت الكلمة والقصيدة. وشنكااااال.. كانت ملهمتي وكل أمالي في الحياة، كان جبلٌ أشمّ، يرتعش العدوّ من ذكر اسمه وينتعش الصديق لحكاياته.. شنكال كانت الغيرة والشجاعة والمبادئ وضربت بها الأمثال في القيّم والاصرارِ. حبيبتي وشنكال.. كانت لي حكايات وقصص رائعة معهما، ليَّ كلمات وقصائد في التعبير عن وصفهما.. كانتا أهم من كل الأشياء.. خذلتاني كلتاهما، ضاعتا وأضاعاني.. فقدتها هي وفقدت الاحساس بشنكال.. ضاعت هي وسط رغباتها المتوحشة، وشنكال فقدت عذريتها واسترخت لكل مُشين.. غريبٌ ما جرى وصدمات موجعة.. أسفي! يائسٌ أنا ولم أرد أن أكون بهذا الحال.. فأنني أدرك نفسي وأعرفها.. لست ضعيفاً، بل استضعفوني .. ولم أكن متمرداً، بل وجَّهوني.. قاومتُ كثيراً لكنّهم وضعوني في فخّهم.. ذلك الذي كنت أراه منصوباً ولكنني أعترف انني وقعت فيه.. برضايّ أو بعدم رضايّ أوقعوني وشوهوا كل شيء جميل. فما الحب يكون حينما تضيع الحبيبة في متاهات تخبطاتها.. وما الوطن عندما يكون ضعيفاً وفاقداً للكرامة، هكذا أصبحنا نفكر تُجاه بعضنا.. أنا وحبيبتي وبلدتي التي كانت جميلة في يوم من الأيام.. شنكال. *شنكال= الاسم الكوردي لمدينة سنجار مركز القضاء التابع لمحافظة الموصل في الجهة الغربية منها. بغداد: 5-11-2012
|