أغني كي يستيقظ الجيران
أغني كي يستيقظ الجيران
1
جدّتي التي كانت توزع الحُبّ في البيت
كما كانت توزع الحَبَّ على الدجاج في القن
كانت تقف معنا في طابور الصلاة الطويل
عندما يموت كل شيء
تقول وهي تأخذ الخيوط من كنزاتنا الصوفية القديمة
كي تحشي بها مخدات الضيوف :
لا تدفنوني تحت ظلال الأشجار
أخاف العتمة منذ أن أغلق جدك النوافذ علينا
وفي الليل
حين ظلت سجادة صلاتها على الأرض
وغابت جدتي على صلاة العشاء
تعرفت على الموت لأول مرة
كما أتعرف على ماركة جديدة من العلكة
رسمتُ سجادة صلاة جدتي في كل حصة رسم
على دفتر الرسم الكبير
صفعتني المعلمة مرارا
وأنا ابتسم كالأبله لها
ضربتني كثيرا
حتى أني لم أعد اقرأ الفاتحة
وأخاف عند سماعها
على قبر جدتي تحت ظل شجرة معتمة
2
تنحني أمام حبال الغسيل التي أمامك
تراقب الخيول التي لم تتحرك من اسطبلها
مع أنك أسرجتها وأطعمتها
تبقى في مكانها ساكنة تراقبكَ
وأنت تركض أمامها
3
تحاول غسل كل ثيابك
وتترك كالعادة قميصك الأزرق
الذي لم تغسله يوماً
قميصك ذو العطر الرهيب
الذي لم تقص بطاقة السعر من عليه بعد !..
4
تقتل من تشاء
وتحي من تشاء
على هذه المقبرة كل يوم
و تعود كإله نادم
5
ولأني قبل أن أخرج من قريتي
قطعت الكثير من الشجر
تحولتْ أصابعي إلى عيدان كبريت
تحرق أوراق الدفتر
بالمناسبة من أي غابة اوراق هذا الدفتر !..
6
لم أعد أتأنق
ولا أنتعل حذاء رسميا مثلث الرأس
منذ أن قلدتُ ذلك الأنيق ومشيتُ وراءه
فسقطتُ على وجهي الأنيق !..
7
في الأمس
لم أمسس الفجر الأنيق
الفجر الأنيق كحقيبة طفل في الصف الأول
ولأن الهواء لم يدخل الغرفة
أصبحت ركبتاي خشنتين جدا
ولأن هنا لا اسكافيين ارتق حذائي عندهم
ولا وجه أمي وهي تصنع المربي من أزهار الختمية
شعرت بالحزن الشديد
رحت إلى البقال بركبتي الخشنة
اشتريت علبة مربى ورميت حذائي القديم !.. |