عدنان جندو .... بقلم مصطفى أبو شيار
عدنان جندو ....
بقلم : Mustafa Abo Shiyar
كما لكل مدينة اوقرية اعيانها ووجهاءها
واثرياءها.....
أيضا لكل منها دراويشها وصعاليكها ومجانينها الذين يشاركون علية القوم
في الشهرة وتداول الأحاديث عنهم
واستحضار نوادرهم وطراءفهم
في منطقة عفرين ظهر الكثير من المجانين
بعضهم رحلوا إلى دنيا الحق وبعضهم لازالوا
حاضرين معنا.....
لعل اشهرهم على الإطلاق عدنان جندو
انه أشهر من نار على علم ولايكاد أحد في
منطقة عفرين لايعرفه.....
عدنان خلق وهو يحمل مرضا عقليا
إذ يعاني من ضمور دماغي غير قابل للنمو
عدنان جندو ولد لأسرة معروفة تقيم في
عفرين منذ أمد طويل ويبلغ من العمر الآن
ست وخمسون عاما ولد عام 1960
وتنحدر أسرته من قرية فقيران القريبة
من عفرين ............
في صغره كان يلبسوه ثوبا شبيها بفساتين
البنات ويقضي معظم وقته في شارع عفرين
الرئيسي طريق راجو حيث يقع منزلهم...
فيملىء الشارع صخبا بالأصوات التي يصدرها............
كبر عدنان وكبرت معه شهرته وحكاياته
هو جزء جميل من الذاكرة الجمعية لعفرين
وناسها...........
وكما يقول المثل الدارج عدنان له في عرس
قرص فلا يترك عرسا يعتب عليه الا ويكون
مشاركا رقصا وصراخا.......طبعا بعد ان يأخذ
المعلوم من أصحاب العرس وهو مبلغ 200
ل.س من الفئة القديمة ولا يقبل غيرها
وكما الأعراس كذلك الجنازات والماتم
فله نصيب فيها حزنا ومشاركة أيضا
بعد ان يأخذ المعلوم من الموجودين
لكن يبدو ان عدنان رفع تسعيرة مشاركاته
مؤخرا لان200 ل.س لم تعد تكفيه
تماشيا مع غلاء الأسعار وارتفاع وهبوط
الدولار..........
عدنان لايبالي بشيء وكما يقال ...مو فارقة
معو.......ولذلك الكثيرين وعندما تشتد
عليهم ظروف الحياة ....يقولون والله ماحدا
مكيف غير عدنان جندو ..............نيالو...
.............
عدنان لاتهمه السياسة ولا الحرب ولا الدولار
والثراء ولا الفقر يعيش حياته كما يشاء
بدون خجل أنه رجل لكل الفصول كالجزمة
البلاستكية التي يرتديها على مدار السنة
صيفا وشتاء ويخبىء ثروته داخلها........
.....................عدنان جندو جزء من ذاكرة
عفرين الحبيبة ومن طفولتنا لذلك لا يزال
المغتربون من ابناء عفرين يسألون أول ما
يلتقون باحدقادم من عفرين هل لازال عدنان
جندو حيا..........نعم انه لا يزال يعيش بيننا
ويجوب شوارع عفرين كعادته باحثا عن
فرح او حزن .......
تيريج عفرين 11/8/2016 |