مُضَـلَّعُ الـمَوْتِ

===

مِنْ فـوْقـي ..!

 مَـرَّ الـموْتُ يَجُـرُّ أذْيـالَـهُ ؛

كـادَ  ..

 أنْ يَطـأ ظـلِّي على سَنَـابِـكِ الـخَيْـلِ ,

وشـبَحي على الأرْضِ .

*****

اِعْـتذرَ لـي ..!

 لأنَّـهُ مَـرَّ بِـسَلامْ .

وَشْـوَشَ في أذُنـي ؛

قَـاسَ عَـرْضَ جبْهتـي ؛

 حـرَّمَ عليَّ بـعْض الـكَلامْ .

*****

الآنَ ..!

لا حـاجَـةَ لِـلْمَوْتِ بـي ؛

هَكَـذا عبّـرَ لـي عنْ مَشَـاعِـرِهِ الـرقيقـة ؛

وفَـكّ الـعُقْـدَةَ بـيْنَ حـاجبـيّ .

صَفعَـني من خـدِّيَ الأيْمَـن .. لـمّا أدَرْتُ لـهُ الأيْـسَر .

*****

تـأمّلْـتُ في مـرآة الـحلاقـةِ ؛

ما زِلـتُ قميئـاً ..!

 لا أصْـلحُ لـموائِدِ الـشّرْق ِ.

أقـيمُ في مأتَـمي .. لـيْلاً نهـارًا فـقط ْ،

وأتقبَّـلُ الـعَزَاءَ سِـرّاً وعـلانيَـة ً.

*****

  مُنْـذُ قلـيل ٍ..!

 أيتهـا الـكلِمَـةُ الـطيِّبَـةُ ؛

خَـيّمَ الـحُزْنُ مِنْ حَوْلِـي ،

وطـابَ لـيَ الـمَوْتُ .. !

 مثْـنى وثـلاثَ ورُبَـاعَ .

*****

كُـنْتُ فظّـاً غليـظَ الـقلْبِ ؛

انْفـضّ من حَـوْلـي الـزّبـانيَـةُ ,

ذَهَـبَ الـجُوعُ ..

وابْـتلّت ِ الـعُرُوقُ ؛

وَثـبُتَ الأجْـرُ إنْ شَـاءَ اللهُ .

*****

الـبارِحَـة ْ..!

 رَبَّـتَ الـمَوْتُ بحَـوَافِـرهِ على كَـتِفي ؛

 وفتَـحَ جُرابَـهُ الـمليئَ بـالـهَدايـا الـفاخِـرةِ ..!

قـلدَّنـي وِسَـامـاً بحِذائِـهِ الـمُقدّس ،

وأقـامَ الـعدْلَ بـيْنَ الـرّعيّـةِ بـالقِسْطـاسِ الـمُسْتقيم ِ.

*****

قـالَ لـي بكلِّ ثقـة ٍ:

لا تقْنـط ْمنْ رحْمـةِ الله .

وتـوَعَّدنـي خيْـراً في الـمَرّةِ الـقادِمَـةِ ..

ثـمَّ أدَارَ ظهْـرَهُ لـي ؛

ومَشَـى إلى مثْـوَاهُ الأخيـر ،

 مُنْتَـصِبَ الـقامَـةِ .

*****

في الـشَّرْق ..!

 الـمُتوّج بإكْليـلِ الـشّوْكِ .. ولـعْنةِ الـنّامـوسِ ؛

على الأغْلـبِ يـمرُّ بِكَ الـموْتُ مُـرورَ الـكِرام ِ.

لا يـأبَـهُ بصديـق ٍ ؛

ولا يـتوَجَّـعُ لـهُ عمُـودَهُ الـفقريُّ ,

من الاعْوجَـاج الـمُكْتسَبِ بـالـمَهَـاراتِ الـفَرْدِيّـةِ .

*****

يَـمْشي حـافِيـاً في سُـوق ِالـنّخاسَـةِ ؛

رافِعـاً رأسَـهُ ..!

 مُتوكِّئـاً على أنـيني ؛

 يُـشيرُ بِـهِ على وجُـوهِ الـقَوْم ِ..

ويُغـنِّي على لَـيْلاهُ .

*****

لـسْتُ أعْـرفُ ..!

 لـماذا أخـافُ على نَفْـسي مِنَ الـكَسَـادِ ,

ولَـسْعَة الـنّحْـلِ .

وَ وَخْـزَةَ الـضّميرِ ؛

 الـمَصْلوبِ على جـانبـيّ الـمَسيحِ الـناصـريّ ،

في يَـوْمٍ يَـذُوبُ فيـهِ الثّلْـجُ ، ويُبَـانُ الـمَرْجُ .

*****

المهندس محمود الخليل - 27/9/2009

enalkhalil@yahoo.com

 ===================

(  إلى ربـيع الـشهور ... رمضـان )

يَــا لائِــمِي ..!

يـا لائِـمي .. في الـهَوَى العُـذْري !

إلى اللهِ شَـكَوْتُ الأمْـرَ ؛

في حَـالـكِ الّـليْـلِ .. وهَـدْأَةِ الـفجْر ِ ؛

هـاجَ الـفؤادُ بـالـمَحَبّةِ لـخالـقي ,

لـتُذيـبَني خُيُـوطُ نُـورهِ .. في آخِـرَ الـعُمْر ِ .

لمّـا دَنَـا مِنـّي.. تَــدلـّتْ مُهْجَتـي لِـلِقَـائِـهِ ؛

وأسْـرَجْـتُ الـمَطِيّـةَ لـمَالِـكِ الأمْـر ِ .

فـهوَ الـرّفيـقُ بـآهتـي ؛ إنْ أصِبْـتُ بِـكرْبـةٍ ,

وهو الـمَلاذُ لـغُرْبـتي .. بـلْ كاشِـفُ الـضُـرِّ .

وهو الـحَبيبُ بَـيْنَ الـضُّـلوعِ .. لا مَثيـلَ لـقدْرهِ ..!

وربّ الـقلْبِ .. وسِعَـةُ الـصّدْر ِ .

*****

يـا رب ّ ..!

أنت المُهيْمِـنُ على الجَـوَارح .. كلِّهـا ,

لـكَ الـمُلكُ والـمَلكوتُ ؛

في الخـلائـق .. فـقطْ حُكْمُـكَ يَـسْري .

يـا ربّ ..!

لقـد ضِقـتُ ذرْعـاً بـالصّبـابَـةِ ؛ لِـنُورِ وَجْهِـكَ ,

يـا كــريـمُ .. إلـيْكَ أودِعُ سِـرّي .

فـهلْ لـي رَجَـاءٌ من بَحْـرِ رُشـْدكَ ,

هـدْيـاً .. إلى الصِّـراطِ الـمُستقيـم ؛

فمـا أخْشـاهُ أنْ يَـنْفـذَ صَبْـري .

إنـّي الـغريقُ على شواطِـئ فضْـلكَ ؛

هيِّـئْ لنـا من لدنْـكَ رحْمـة ً ..!

 في قشـّـةٍ تـلهو بهـا الـرِّيـحُ ؛

تُـفْضي بنـا .. إلـى الـبَرِّ .

*****

يـاربّ ..!

الـيوْمَ أعلـمُ أنْ لا صَـريـخَ لـتخبّطـي ؛

ولا مجيـرَ لضيْعتـي ،

إلا أنـتَ ..  في رحلـةِ العُمْـر ِ .

يـا آسِـري ..!

 إن مـوْجَ وِدَادِكَ ..

يَـسْمو على كلِّ أمْـواج الـحَيَاةِ بِـداخلي ,

ألا تَـقْبَلُ عُـذْري ؟!

ويَـنَالُ منّي عنـدَ الـخُشُوعِ ؛

 في الصّـلاةِ .. عند الـرّكوع والـسّجودِ ؛

ولـدى الـدّعـاء .. !

وأدْمعـي منهلـّـة تجْـري .

إن ذكْـرَكَ .. مُـدامـيَ ؛

عند الـقِيَام أو الـقعودِ وعلى الـجنوبِ ,

الـكأسُ مترعـة بـفيْض وجْهـك ؛

يـا عليـمُ .. !

إنـّكَ أنت مجْمـعُ الـسرِّ .

*****

يـا ربّ ..!

أنـت الـرّّحيـمُ بـلوْعتـي ؛

شـوْقـاً لـكمْ ..!

وأنـت الـسّلامُ على مراكـبِ عبْـدكَ ؛

 في دوْرةِ الـمَـدِّ , ودوْرة الـجَزْر ِ .

لمـا رأيْـتُ حُسْنـكَ يـا جميـلُ .. هِمْـتُ في ملكوتِـكَ !

نـشْوَانَ ..أتـلو كتابـكَ ؛

منـهُ .. سـورة الـعَصْر ِ .

وأدرْتُ ظهْـري لِـلْهَوَاجِـسِ كلِّهـا ,

بـاسْمكَ يـا قيـومُ ..!

 أعلنـْت الـحَرْبَ الـضّرُوسَ على نَـوَازِعِ الـشرِّ .

يـا أيّـها الإنسـانُ ..!

 إنّـكَ كـادحٌ إلى ربِّـكَ ؛ كـدْحـاً ..

فمُـلاقيـهِ ؛

إمّـا شـاكـراً , أو في سَـلاسِـل الكفـْر ِ .

أقـْرض ِ الـنّفسَ لِـلرّحْمـان يـا كبـدي ..!

 إنّ من تـاجَـرَ مع الـرّحْمـان ؛ ليْـس في خُسْـر ِ .

*****

يـا ربِّ ..!

إنـّي هجَـرْتُ مضـاربَ الـدّنيـا وزينتهـا ؛

وصَبَـوْتُ إلى الـقويِّ .. أشـدّ بـهِ أزْري .

تَـرَكـْتُ لِـلْغيْـرِ حُـبّ عـاجِلَـةٍ ..!

وإنـّي لـمُهتـمٌ بـيوْم ثقيـل ٍ ؛ في وحْشـةِ الـقبْر ِ .

في الأرْض ..!

حملـْتُ عَصَـا الـترْحَـال أسْعـى في منـاكبهـا ,

إليْـكَ الـنّشورُ .. يـا مُمْسِـكَ الطيْـر ِ .

فـلكَ الحَمْـدُ والـتسْبيحُ كلهُـمُ..

يـا ليْـتَ عُمْـري أفنيـهِ !

في حضْـرةِ الـمَولـى .. بـالـعِرْفـانِ والـشّكـْر ِ .

ويـا لـيْتَ عُمْـري أوَظِّفـهُ ؛

في طـاعَـةِ اللهِ ..!

من سَـاعَـةِ الـصِّفـر ِ يـوْمَ وُلِـدْتُ ,

ويـوْمَ أبْعَـثُ حيّـاً .. في سـاعـةِ الـحَشْر ِ .

إنـّي لأوّاهٌ .. حيـن أذكـرُهُ !

آنـاءَ ليْـل ٍ؛ وأطـْرَافَ الـنّهَارِ ,

وفي خـافيـةِ الـقلوبِ وعَـالَـمِ الـجَهْر ِ.

*****

يـا ربِّ ..!

أنْـتَ الـرّقيـبُ على مَـدَاركـي ومَشـاعِـري ؛

أنـتَ الحَسيـبُ ,

الـغفورُ ..

يـا فـالـقَ الإصْبـاح ؛

والـحَبِّ في مكمَـن ِ الـصّخْر ِ .

ارْحـمْ عبـادكَ .. !

على الـثّرى يـا عـاصِمـاً ..من نـار ٍ تـلظىّ ؛

وفي الـجَحيـمِ .. منْ حُـرْقـةِ الـجَمْر ِ .

وإذا عَـزَمْـتُ .. !

فــإنّ عليْـكَ تـوَكّلـي ؛

فلِـلأولـى أكْـوَاخـي وَأسْمَـالـي , وعِفـّة مـأكلـي ,

وللأخْـرى ..!

 جـدّي واجْتهـادي , أعِـدُّ لهـا رَحْـلي .

*****

يـا ربّ ..!

بِـرضـاكَ سـأقيـمُ في ملكوتـك ؛

في جنّـةِ الـخلـدِ .. أبـني قـوَاعِـدَ الـقصْر ِ .

لـي فيهـا أزْوَاجٌ مطهَّـرَةٌ ؛

وحُـورُ عِيـنٍ .. من صَـالِـحِ الأعْمَـالِ ،

والـتّقْوَى , فـالاحْسَـان والـبِرِّ .

 ولـي جنـات تجـري من تحتهـا الأنهـار ؛

من لبـنٍ .. ومن عـسلٍ , ومن خَـمْرٍ .. لا غَـوْلَ فيـه ؛

ِ يَـخْلُـبُ الـلُبَّ , أوْ نَـشْوَةَ الـسُّكْرِ .

وعينـاً .. من نـور وجهـك أفجِّـرُهُ ؛

يـشرُب منهـا عبَـاد اللهِ بـالـعِرْفـانِ والـشكْرِ .

ومـا خلقْـتَ الإنْـسَ والـجِنّ .. إلاّ لِـيَعْبدوكَ ؛

في هَـذِِهِ الـدّنْيـا ؛ وفي الآخِـرةِ  ..!

فانْـعِمْ بِـهِ عُمْـراً ،

وأنْعِـمِي بِـهِ أيّتهـا الـرّوحُ .. بَعْـدَ الـبَعْثِ والـحَشْرِ .

****

المهندس محمود الخليل - 30/8/2009

enalkhalil@yahoo.com

=======

في بـروكسـل شــاهِـدَة ٌشَـرقِيّــة

مهداة إلى روح الفنان " آرام " الإنسـان

دارتِ الأيّــامْ ..

مَـرّتِ الأيّــامْ ..

طَـوَيْـتُ الـعُمْرَ في الأرْشـيفِ , ثـمّ حصـدْتُـهُ عَـامـاً .. فَعَـامْ .

بـلغَ  مِنّي .. الـكِبَرُ عتيّـاً ،

ومن نَـكَدِ الـدّنيـا.. اشْـتعَلَ الـرّأسُ شيْبـاً ؛

فـانْـصَبّ الـهَوْلُ , والأوْهـامْ .

رَمَـانـي الـدّهْـرُ بـالأرْزاءِ ..!

حـتّى جنيْـتُ الـوَيْـلَ ؛

في الـغُدُوِّ , والآصَـالِ .. والأحْـلامْ .

صَـبَرْتُ ؛ حـتّى ضَـجّ الـصّبْرُ ..!

فـسَكَنْـتُ جِـلْدي .. ونِـعْمَ الـقَبْرُ ؛

مشـيْتُ طويـلا ً على الـنّواصِـي والأقْـدامْ .

وعلى الـدّرْبِ رأيْـتُ " الـمسيحَ " عليْـهِ الـسّلامْ ،

يُـسَاقُ كـشاةٍ نَحْـوَ الـذّبْـحِ ..!

عـنْ كاهِلِـهِ ؛

حَمَـلَ الـصّليـبَ ؛ الـفَتَـى .. " آرَامْ " .

*****

" آرامْ " ..!

بُـلبُـلُ الـشّرقِ ؛

منْ آراراتَ .. إلى طـوروسَ ؛ فَـ " دامـاسَ " بـأرْضِ الـشّامْ .

على " تـيريـج عفرين " .. شُعـاعُ الـعِلْمِ والـمَعْرفَـةِ ؛

في جَـديـدِ الـمَوْقِـعِ , قَـرأتُ الـخَبَرَ :

رَحَـلَ .." آرامْ "

رَحَـلَ الـصّوْتُ والإيقـاعُ ..

رَحَـلَ " الـجُمْبـُشُ " والأنْـغـــامْ .

قَـدَرٌ رَهـيبٌ زَلْـزلَ كَيَـانـي ؛

بَـصَـري حَـديـدٌ ..

وجَـسَدي الـيَوْمَ .. حُطـامٌ ؛ حُطـامْ .

في عـيْنيّ دَمْعـة ُالـحُزْنِ ..!

طهّـرَت بَـدَنـي  والـتّاريـخَ ..  مِنَ الأحْقـادِ والآلام ؛

ضـاقَـتِ الأرْضُ .. بمـا رَحُـبَتْ ،

وهَـوَى الـكَوْكَـبُ ..

صُـعِقَ الـفنّ ؛ والأَجْـرامْ .

*****

" آرام " ..!

هُـوَ الـفَنـّانُ .. والإنْـسانُ ؛

هُـوَ الـنّخْلُ ذو الأكْمـامْ ؛

نـشيدُ الـصُّبْحِ على الأشْجـارِ ..

وشَـدْوُ الـرّاعـي في الـمِزْمـارِ ..

فـيَسْري الـمَرَحُ في الـقطيعِ .. والأوْتـارِ ؛

وتَـجُودُ بـالّـلبَـنِ الأغْنـامْ .

" آرامْ " ..!

صـوْتُ الـمِعْوَلِ  بـيَدِ الـعَامِـلِ ؛

في الـحَقْـلِ .. فـلاّحٌ , بُـْستـانٌ .. أنْـسـامْ .

على الـخُدودِ ..!

كـفُّ الـرّحْمـةِ .. والـسّلوَانُ , في دُنْيـا الأيْـتامْ ؛

كـانَ الـنّسْرَ على قِمَـمِ الـمَجْـدِ ,

وعلى الـجَداَوِلِ .. هديـلَ الـحَمامْ .

*****

" آرامْ " ..!

جَـرَسٌ .. موسيـقى الـسّلامْ .

صَـوْتُ الـمآذِنِ .. والكَنـائِـسِ ؛

تَـكْبيرةُ الـحَقّ ـ بِـوَجْـهِ الـظّلمِ ـ  والإحْـرامْ .

في خليّتِـهِ ..!

مَصْـلُ " الأرْمَـنِ " ،

وبَـلازْمـا " الـكُرْدِ " .. وهُيُـولـى " الـعَرَبِ "

دَمُ الـنّصارى .. والإسْـلامْ .

في حِكْمَتِـهِ ..!

عِـشْ لـلنّاسِ .. يِـعِشِ الـنّاسُ لِـرَاحَتِـكَ ؛

الأُمَـمِيُّ ..

خُـبْزُ الـجائِـعِ والإدامْ .

" آرامْ " ..!

عَـبَقُ الـنّرْجِـسِ ؛ وخـريـرُ دجْلـةّ والـفُراتَ ؛

وَحْـيُ اللهِ ..

في تُـخومِ الـشّرقِ .. والإلْـهـــامْ .

*****

" آرامْ " ..!

إلـى جِنـانِ الـخُلْدِ .. بـدارِ الـسّلامْ .

على شاهِـدتِـكَ  .. وقّـعَ الـشّرق ُ ,

 وسافَـرَتِ الـرّوحُ ..  في حُلَـلِ الـغَمَـامْ ؛

على فِـراقِـك َ..عَـيْنُ الأحِبّـةِ ؛

الـنّوْمُ عليْهـا .. حَـرامٌ , حَـرامْ .

لـكَ الـرِّفْعَـةُ والـتّقديـرُ ..

ومِنَ الـقلوبِ .. أغْلـى وِسـامْ .

سـيَخْضَـرُّ يَـوْمـاً صَـوْتُـكَ فينـا ؛

وتَـبْقى جَـبَلاً من الأعْـلامْ ؛

ويَـبْقى نِـداؤكَ .. اِعْـرفـوا الـحَقّ ..!

فـالـحقُّ يُـحَرِّرُ من الأغْـلالِ .. والـسّلاسِـلِ .. والآثـامْ .

فهيّـا سـيروا .. إلى الأمـامْ .

" آرامْ " ..!

وُلِـدْتَ فينـا ..

وعِـشْتَ فينـا ..

وسـتَبْقى حيّـاً في دنْيَـانـا ..  يَـا pesmam  .

*****

لمهندس محمود الخليل - 17/8/2009

enalkhalil@yahoo.com   

========

( الكلمة الطيِّبة )

  مـا أنـا بِـنَبيّ

في قِـدْرِ الـضّلالِ ..!

وعلى نـارِ اللهِ الـمُوقـدَةِ ؛

أرَى الـقلوبَ قـاسيَـةً بَـعْضَ الـشّيْء ،

تُـطبَـخُ مع نـكْهـةِ الإثْـمِ والـعُدْوَانِ ،

مُـؤيّـدةً بحـاسّـةِ الـشمِّ عند الـكِلابِ .

على خـدِّ الـزمَـنِ ..!

 انْـحَدَرَتِ الـدّمْعـةُ مـالِـحَـةً ؛

 يجُـرّهـا الـطّمَعُ منْ ثَـوْبهـا الـمُقصَّـبِ .

فـتدحْـرَجَـتْ كـجلمودِ صخْـرٍ ؛

تحْـتَ قـوَّةِ الـثّقالـةِ ,

و مَبَـادِئ الـدّيـموقـراطيّـةِ ، ودافِعَـةِ أرْخَميـدس .

مع قُـدومِ شَـمْسِ الصّـيْفِ ,

وأوَانِ نـضْجِ الـتّينِ والـعِنَبِ ..!

اسْـتقرَّتْ بـسلامٍ ...

 في قيعـانِ الضّـمائِـرِ الـكونْـكريتيّـةِ بـدَمٍ بـاردٍ .

" لِـكلِّ امْـرئٍ يـوْمئـذٍ شـأنٌ يُـغْنيـهِ " .

بَـريـقُ الـذّهـبِ ؛

صَـاحبـة ٌ رومـانسيّـةٌ .. وأشْعـارٌ تُـوَاسِيـهِ .

*****

في ظُـلمَـاتِ الـقبْرِ الـتاريخـيِّ ..!

" لا يَـسْتوي الـذّيـنَ يَـعْلمـونَ والـذّيـنَ لا يَـعْلمـونَ " .

في الاسْـتعلامـاتِ ـ عنْدَ سُـؤالِ الـمَلكيْـنِ ؛

تَـسَارَعَـتْ دقّـاتُ الـسّاعـةِ الـرّمْـليّـةِ ،

وبَـلغَـتِ الـقلوبُ الـحَنَـاجِـرَ .

مَـرْحـى لـكمْ ..!

لـقدْ أصَبْـتُمُ الـهَدَفَ بـمَهَـارةِ الـقِرَدَةِ ؛

وعرفْـتُم أيّهـا الـمُراؤونَ ؛

 مَنْ ربّكـمْ ، وما دينـكمْ ، وما كتـابكـمْ ..!!

طـافَ عليْكـمْ وِلْـدَانٌ مُخـلّدونَ بـأبـاريـقَ من فضّـةٍ ،

مفْعَـمَةٍ بـرنـينِ الـدّنـانـيرِ .

تـذوّقْـتُ بـدوْري ؛

طَـعْمَ جلودكُـمُ الـتِّمْسـاحِيّـةِ بـالـغُـدُوِّ والآصَـالِ ..!

وانْـتظرْتُ مع الذّيـنَ تَـوَاصَـوْا بـالـحقِّ و تَـوَاصَـوْا بـالـصّبْرِ ،

حتى أيْـنَعَـتِ الـرّؤوسُ وحَـانَ قِطَـافُهـا ..!

وانْقلبَـتْ أمّـة ٌ على أمّـةٍ .. ومَمْلَكـة ٌ على مَمْلَكـةٍ ،

في ذلـكَ الـيَوْمِ تحْـديـداً ..!

" كُـتِبَ على أجْـراسِ الـخيْـلِ ..

حـيْثُ تُـوجَـدُ الـجيفـةُ ؛ تَـتَجَمّـعُ الـنّسورُ " .

*****

مُـنْذُ قليـلٍ ..!

نَـمَتْ لـوَسـاوِسـي بَـعْضُ الـزّغُـبِ ؛

واسْـتطـالاتٌ هلاميّـةٌ ..

 تُـشْبِـهُ أجْـنحَةَ الـطّيورِ الـمُهاجِـرَةِ ،

نَـقرَتْ بُـطيْنـيَ الأيْـسَرَ بِـسَكْتَـةٍ قـلبيّـةٍ ؛

وبَـنَتْ أعْشـاشـاً فـاخِـرَةً على شجَـرَةِ الـعائلـةِ .

بـرمْيَـةِ حَجَـرٍ مِنْ عَـيْنِ الـحاسِـدِ ؛

تهـاوَتْ نُـجومُ الـسّماءِ ,

وأزالَـتْ مُجَنْـزَرَاتُ الـصّباحِ رُكـامَ الـلّيْـلِ عنْ صَـدْري .

خَـرَجَـتْ صيصـانُ الـحكمَـةِ والـمَعْرِفَـةِ ..
 مُكِبّـةً على وجْهِهـا ؛

تـبْحَثُ عنْ ابْتسـامَـةٍ فقـدَتْ بُـوْصلتهـا في عَـرْضِ الـبَحْرِ .

" هـاهُـمُ الـشيوخُ والعجَـائِـزُ يَجْلسـونَ في سَـاحَـاتِ الـقَرْيَـةِ ؛

كُـلّ وَاحِـدٍ بِـيَدهِ عَصَـاهُ من كَـثْرَةِ أيّـامِـهِ " .

يَـهزّون بهـا في الجهـاتِ الأرْبَـعِ ؛

فتجْمَـعُ الـدّجـاجـةُ فِـراخَهـا تحْـتَ جَنـاحَيْهـا ,

وتصُـبّ أنْهـارَ الألـمِ في الـعَالـمِ كلّـهِ غـزيـرةً في الـبحرِ الـميِّتِ ؛ الـحالِـمِ تحْـتَ ضُـلوعـــي الـصّخْريّـةِ .

 ***** 

" مـا أنَـا بـنبيٍّ .. !

أنـا رَجُـلٌ أفْـلحُ الأرْضَ " .

يُـقيمُ "هـامـانُ " صَـرحَـهُ على أنْقـاضـي ؛

ويَـتَسَلّقُ " فِـرْعَـوْنُ " جُمْجُمتـي الـمُتحجّـرَةَ في أمْعَـاءِ الـدّينـاصُـورِ ,

لِـيَطّلـعَ على " ربِّ موسـى "، ويَـرْمقَـهُ بِـنظَرَاتِ الـغيرَةِ .

أشْـعُرُ بـالخَجَـلِ يَـسيلُ من فُـؤادِ الـقلمِ ،

مـنذُ حيـنٍ ..!

لـمْ تَـَتعثّرْ قـدمَـاهُ بـالكَلِمَـةِ الـطيِّبـةِ في بَـلاطِ الـقَصْـرِ ؛

ولـمْ يَـتلَوّثْ ذَيْـلُهُ الـمُزرْكشُ  بـالـحُروفِ الأبْـجديّـة بطحيـنِ الأمْـنِ .

وجَـدَنـي قَـاعـاً صَفْصَـفـاً ..!

ربِّـي كمـا خَلقْتَنـي من طِـينٍ ؛

وخَلقْـتَ الـجَانَّ مِنْ مَـارِجٍ منْ نَـارٍ .

جُيُـوبـيَ الـفكيّـةُ خـاليـةٌ مِنَ الـزّوَابِـعِ الـعَنْتريّـةِ ،

ومَعِـدَتـي الـحَضَـاريّـةُ ..!

مُتْخَمَـةٌ بِـبُذورِ عَبّـادِ الـشّمسِ ،

وَ وُعـودٌ مَعْسُـولَـةٌ في أحْضَـانِ أمَـانٍ كَـاذِبَـةٍ .

*****

بَعْـدَ نَـوْبَـةِ الصّـرَعِ ..!

 خَـرَجْـتُ عنْ طـَوْري ؛ وفَـرَرْتُ بِـجِلْـدي .

علـى وَرَقَـةِ الـتّوتِ ..!

تحَـوّلَـتْ يَـرَقَـةُ الـوَسَـاوِسِ إلى شرْنَقـةٍ عَـذْراءَ ؛

تكْـسُو عِظـامِـيَ لـحْـماً ،

وتُهْـدي حِمَـاريَ رَسَـنـاً .

اسْتَـنْشَـقْتُ عَبَـقَ الـجُنونِ لأوّل مَـرّةٍ ؛

الآنَ ..!

 أجُـوبُ مَمْلكَـةَ الآهَـاتِ مـعَ الـرّعيـلِ الأوّلِ مِـنْ آلامـي ،

وأتـفقّـد ُ فِـرْقَـةَ الطّيـرِ ..

فـلا أرَى الهُـدْهُـدَ يَـرْفَـعُ العَلَـمَ على سـاريَـةِ الـغَضَـبِ .

يَـمُـد ّ لـيَ الـمَوْتُ ؛

 الـسُّجّـادَ الأحْـمَرَ علـى دَرْبِ الـتبّـانَـةِ ،

وفـي جَـوْفِ الّـليْـلِ ..!

يـعْزِفُ طـاقـمُ الـمَصَائِـبِ والبَـلايَـا ؛

نَـشيـدَ الـوَدَاعِ مِـنْ الصّـنْـفِ الـمُمْتـازِ .

سيـمـاهـُم فـي وُجُوههِـمْ .. منْ أثَـرِ الـبُكَـاءِ علـى الأطْـلالِ .

*****

تَـفَصّدَ جَبيـني عَـرَقـاً مِنْ أعْبَـاءِ الـحَيَـاةِ ..!

قـالَ عِـفْريـتٌ مِنَ الـجِـن ّ ..

 ما هـذا الـذّي بِـيَمينـكَ  ؟

" هِـيَ جِـرَاحٌ أُصِبْـتُ بهـا في بَـيْتِ أحِبّـائـي "

هـيَ بَعْـضُ أعْضائـي , وبـعْضُ أشْـلائـي .

لـنْ أشْفِـقَ بَعْـدَ الـيَوْمِ علـى سُكّـانِ الأرْضِ ؛

وَيْـل ٌ لـكُـمْ يـا أدْعيَـاءَ الـحِكْمـةِ ..!

" أنْتُـمْ تُـصفّـونَ الـمَـاءَ مِـنَ الـبَعوضَـةِ , وتـبْلعُـونَ الجَـمَلَ ".
يا مُـوسـى ..!

اِضْـرِبْ بِـعَصَاكَ الـرّاعـي فَـتَتَـبد ّدِ الـخِرافُ في مَلكُـوتِ  اللهِ .

اِضْـرِبْ ..!

كـلّ فَـرَسٍ بـالـذّعْـرِ , ورَاكِبَـَه بـالـجُنونِ .

الـحقّ أقولُ لكـمْ ..!

لـنْ يَـبْقى حَجَـرٌ على حَجَـرٍ ...

 من مبانـي الضّـلالِ في بَـيْداءِ الـنّفوسِ .. إلا ويُهْـدَمْ .

بِـلفْتَــةٍ كـريمـةٍ ؛

وَضَـعَ الـقلـمُ أصابعَـهُ في أذُنَـيّ .. مِنَ الـصّوَاعِـقِ حَـذَرَ الـمَوْتِ ..!

وأوْصَـانـي بـاحْـترامِ مَشـاعِـرِ أُولـي البَـأْسِ والـسّلطـانِ ,

وذكّـرَنـي مِنَ الـتّراثِ الـرّومـانطيقـيِّ .. ثـمّ أشَـارَ عليّ بـالـبَنَـانِ ،

يـا بُـنَيّ ..!

" سَـلامـةُ الإنْـسانِ .. في حِِفْـظِ الِّـلسَـانِ " .

*****

المهندس محمود الخليل - 7/8/2009

enalkhalil@yahoo.com   

=======

  بـؤرة الـتوتُّـرُ

منْ شُـقوقِ الأكـفِّ ..

ومن تَـوَرُّمِ الأقْـدَامِ ؛

تَـسَلَّلَـتْ إلى أخْمَـصِ ذاكِـرَتـي ..!

تَـبِعَـاتُ الـمَاضي ..

ومُـسْتَلْزَمـاتُ الـحَاضِرِ ،

ونَـعيقُ الـمُسْتقْبَـلِ .

أمْـَسكَ بِـيَ الـقلمُ مِنْ بَـناتِ أفْكـاري الـمُتبرِّجَـةِ تَـبَرُّجَ الـجَاهِليّـةِ ؛

متقلِّـداً سَـيْفَـهُ ،

طـارَدَنِـي إلى بُـؤْرَةِ الـتّوتُّـرِ ،

واسْتـلّ رُمْحَـهُ مَـازِحـاً ، يَـلْعَبُ بـأعْصَـابـي ..!

ثُـمَّ وَضَـعَ كَلامَـهُ في فَـمِي ،

وهَمَـسَ في أُذُنِـي ..

" الـكَلْبُ الـحَيُّ .. خيْـرٌ مِنَ الأسَـدِ الـمَيِّتِ " .

وتَـبسّمَ ضَـاحِكـاً ..!

عندمـا ارْتَعَـدَتْ فَـرائِـصُ " نَـمْلةِ سُليْمـانَ " الـمُثيرَةِ لِـلشّغَـبِ ؛

وَمِنْ صَميـمِ قَـلْبي ..!

رَدّتْ عليْهـا نَقيـقُ الضّفـادِعِ بِـأحْـسنِ مِنْهـا .

 *****

طَـرَقَ الـقلمُ  أبَـوَابَ الـحِكْمَـةِ الـسّبْعَةِ ..!

مِنْ بـيْنِ الـقيلِ والـقَـالِ ؛

اسْـتَعَـارَ رأسـي الـمُثْقَـلِ بِـزُبُـرِ الـحَديـدِ ؛

وأزالَ الـقِناعَ عن وجْهِـهِ الأبْـرَصِ ..!

صـلَّى معي صَـلاةَ الجَنَـازَةِ جَمْعـاً وقَصْـراً ؛

على الـذّينَ قَـضُوا نَـحْبَهُـمْ ، والـذّينَ يَـنْتظِـرونَ دَوْرَهُـمْ ؛

وَرَتّـلَ في غيْبوبَتِـهِ االإيـمانيِّـةِ ؛

" أرأيْـتَ الـذّي يُـكذِّبُ بـالـدِّيـنِ " ..؟

ثـم ألْـقَى الـنّظْرَةَ الأخيـرةَ على نَـعْشي ؛

مَطْبوخـاً بـالأرزِّ والـصّنوبَـرِ على مَـائِدةِ الـمَوْتِ ..!

وَبَـارَزَ اسـْتِسْلامـي حتّى تَـباشِـيرِ الـصّباحِ ,

تـسلّقَ أسْـوَارَ قـُنوطـي ..

وكتَـبَ على وَاجِهتـي الـمتآكلـةِ بعمليّـاتِ الحَـتِّ والـتّعْريَـةِ ؛

" الأنْهـارُ كلّهـا تجْـري إلى الـبحْـر .. والـبحْـرُ لايَـمْتلـئُ " .

*****

 في سِبَـاقٍ مَعَ الـزّمَـنِ الـرّديء  ..!

أمْسكْـتُ بِـخِنـاقِ الـقلمِ ؛

وأسْقطْـتُ على ريـشَتِـهِ الـذّهبيّـةِ جَميـعَ ظِـلالَـي ؛

وحجـبْتُ في الـلّيْـلِ ؛ ضـوْءَ الـشّمْسِ بـغِرْبـالـي ..!

وبـكلِّ جُـرْأةٍ :

قلْـتُ لـلضّحِـكِ ..

في عَصْـرِ أسْلِحَـةِ الـتّدْميرِ الـشّامِـلِ :

" فيـكَ مَـسٌّ من الـجُنونِ ..!

لكـنّ حِكْمَـةُ الـمِسْكينِ مُحْتَقَـرَةٌ ؛

وكلامُـهُ غَيْرُ مَـسْموعٌ ..  في مَغـارِبِ الأرْضِ ومَـشَـارِقِهـا "..!

زَجَـرْتُ طيْـري فَـوْقَ جُمُوعِ الآلامِ الـمُتراكِمَـةِ على أنْيَـابِ الـدّهْـرِ ,

وكشـفْتُ لكُمْ عنْ سيقـانِ حِسـابـاتـي ؛

وسِـلْسلـةِ هَـزائمـي في سُـوقِ الـنّخـاسَـةِ ,

ولُـعْبَـةِ شَـدِّ الـحَبْلِ مع الله .

 *****

 اسْـتَعَـارَ الـقلمُ رأسـي مَـرّةً ؛ تِـلْوَ الـمَرّةِ ..!

فـلما نَفـذَ الـبَحْرُ ,

اسْتَعَـارَ أنـامِلِـي الـحُبْلى تـارَةً أخْـرى ..!

لـديْـهِ جَـيْشٌ عَـرَمْـرَمٌ مِنَ الأحْـدَاثِ الـمَعْسولَـةِ ؛

والـنِّقـاشُ .. غيْـرُ قـابـلٍ لـلتـأجيـلِ ،

يـوم الـتفّـتِ الـسّاقُ بـالـسّاقِ ؛  عُـرْيـانـاً خـرجَ من بطْـن أمِّـهِ ..!

وعُـرْيَـانـاً يَخْـرُجُ الآنَ مِنْ غِمْـدِهِ ؛

يَـنْزِعُ خَـوْذَةَ الـحَيَـاءِ في مُنتصَـفِ الـلّيْلِ ويَـتَهَجّـدُ في صَوْمَعَتـي ..!

يَـتَوَضّـأ بِـدَمْعتـي .. الّـتي تَـنْبعُ منْ حُشـاشـتي ,

وتَـصُـبُّ دونَ خَـريـرٍ في جَـوْفِ الـعَمَالـقَـةِ ؛

وهـمْ يَـكْنِزونَ الـذّهـبَ والـفِضّةَ ،

ويَطْرحُـونَ الـفَقْرَ أرْضَـاً في حَلَبَـةِ الـصِّراعِ الـطبقيِّ .

" وَتَـرى الـنّاسَ سُكـارَى وَمَـا هُـمْ بِـسُكَارَى " .

أيْـقَنْـتُ حتّى الـثّمـالَـةِ ..!

" أنّ نَـوْمَ الـعامِـلِ لـذيـذٌ ،

سَـوَاء اً أكـلَ كثيـراً أمْ قليـلاً ..

أمّـا شَـبَعُ الـغني ِّ ... فـلا يَـتْرُكـهُ يَـنامُ " .

 *****

على ضِفَـافِ الـفَجْـرِ ..!

نَطَـقَ الـقَلَمُ بِـلسـانِ الـدِّيـكِ الـفَصيـحِ ؛

" يَـوْمَ تـنْكَسِـرُ أغْصَـانُ الّـلوْزِ ؛

ويَـكْثُرُ الجَـرادُ في الأرْضِ .. فَـيَأتـي على الأخْضَـرِ والـيَابِـسِ ؛

فيمـا يَـمْضي الإنْـسانُ إلى بَـيْتِـهِ الأبـديِّ لِـيَلْتَحِـفَ بِـأعْمَـالِـهِ ..!

الحكيـمُ .. مَنْ عَيْنُـهُ في رأسِـهِ ،

أمّـا الجَـاهِـلُ.. فقَـدْ انْـتَعَلهـا في قـدَمَيْـهِ "

سَيَـْسقُطُ في هـاوِيَـةِ الـتّعَبِ والـشّقاءِ ،

هُنـاكَ .. يَـكونُ الـبُكاءُ وصَـريـرُ الأسْنـانِ .

 *****

 أقـولُ لَـكُمْ الـحَقّ .. الـحَقّ ..!

أنّ كـلامَ الـحُكمـاءِ كالـعُصِيِّ والأوْتـادِ ؛

بهـا أهُـشُّ على غَـنَمي ,

وعلى قطـيعِ آلامِكُـمْ .. ولـي فيهـا مـآربُ أخْـرى .

" حِكْمَـةُ الإنْـسانِ تُـنيرُ وَجْهَــهُ " ؛

والـعيْنُ لا تَـشْبَعُ مِنَ الـنّظرِ ..!

إلى مَـشَاهِـدِ الـبُؤْسِ في طريـقي إلى تَـتْويـجِ الـطُّغـاةِ .

والأذُنُ .. لا تَـمْتلِئُ مِنَ الـسّمَاعِ ؛

إلى بُـكاءِ الأطْفـالِ ، وَصَـرخَـاتِ الـبَاعَـةِ في الـسٌّوقِ الـسَّوْدَاءِ ..!

مـا مِنْ جَديـدٍ تَـحْتَ الـشّمْسِ ؛

والـكسْلانُ يَـطْوي يَـدَيْـهِ ويَـقولُ :

" حَفْنَـةٌ راحَـةٍ خَيْـرٌ مِنْ حَفْنَتـيّ تَعَـبٍ و وقَبْضَـةَ ريـحٍ "

غـداً سَـتُمْطِرُ الـسّمَـاءُ ذَهَبَـاً وفِضّـةً ..

بهـا ؛

سَـتُعْتَـقُ رِقـابُ الـعَبيـدِ ,

وتُـفْتَحُ أبْـوَابُ الـجَحِيـمِ على مِصْـراعَيْهـا.

 *****

أرَى الـنّادبـينَ يَـطوفـونَ في الأسْـوَاقِ ..!

يَـقْرعـونَ طُـبولَ الـحَرْبِ ؛

لـيْسَ لأحَـدٍ سُـلْطـانٌ على الـرّوحِ .. فـيَمْنَعُهـا مِنْ مُفـارَقَـةِ الـجَسَدِ ,

وأعْـرِفُ تَـمَامـاً ..!

كـما أعْـرِفُ اسْـمي في حَـلِّ الـكَلِمـاتِ الـمُتقاطِعَـةِ ؛

" أنّ مَنْ ازْدادَ مَـعْرِفَـةً .. ازْدادَ كَـآبـة ً" .

صَـرَخْـتُ بـأعْـلى صَـوْتـي ؛

حتّى انْهـارَتْ جُـدْرانُ الـكرَامَـةِ فـي سِـرْوَالِـي ..!

وَتَـسَاقَطَـتْ عليّ قنَـابِـلُ الـنّابـالـمِ رُطَبَـاً جَنِيّـاً .

"مـا جـاءَ بِـكَ يـا ابْنَ الـخَطّـابِ " إلى زِنْـزانَـةِ تـفْكيري ؟

ربّـتَ على كَتِفـي ،

وتََـلا عليّ ؛ ورائِحَـةُ الـبَارودِ تَـزْكُـمُ أنْـَفهُ ..!

" طَـهَ .. مَـا أنْـزَلْنـا عَليْـكَ الـقُرْآنَ لِـتَشْقـى " .

لـكنْ يـا صَـدِيقـي..!

" تَـبْقى الـحِكْمَـةُ .. خَـيْرٌ مِنْ آلاتِ الـحَرْبِ " ؛

والـقَلَمُ خَيْـرٌ مِنَ الـسّيْفِ .

 *****

المهندس محمود الخليل - 6/7/2009

enalkhalil@yahoo.com   

العودة إلى الصفحة السابقة