الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Thu - 2 / May / 2024 - 20:14 pm
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
الحلقة الرابعة

( المغراية )

تقول الحكاية :

   إنّ شبلا قويّاً من أشبال الأسود، أثاره سماع أحاديث آبائه وأجداده عن الإنسان وقوّته التي لا تقهر، فسأل والده يوماً :

والدي، أريد أن تريني إنساناً، لقد أصبحت في شوق شديد لرؤيته والتعرّف إليه، نتيجة لأحاديثكم الكثيرة عنه وعن قوّته .

قال الأسد الأب :

 دعك منه ومن رؤيته يا ولدي ، فرؤيته لا تسرّ، بل ومن الأفضل عدم رؤيته .

   وأصرّ الشبل على والده كثيراً ، ولم ير الأب بدّاً من تلبية طلب أبنه، فأخذه وسار به نحو أطراف الغابة لعلهم يلمحون إنساناً هناك ، وأثناء سيرهما شاهدا في طريقهما فيلا ، فوقف الشبل وقال لوالده سائلا : أهذا هو الإنسان يا والدي ؟

قال الأب : لا ، هذا ليس الإنسان ، الإنسان أصغر منه وأقل قوّة بكثير .

وبعد قليل مرّا بجانب جمل ، فسأل الشبل أباه : أهذا هو الإنسان يا والدي ؟

 ردّ الأب : لا ، هذا جمل وليس إنساناً ، الإنسان أقل حجماً وقوّة.

   وظل الأب وابنه يسيران جنباً إلى جنب حتى وصلا إلى طرف الغابة، وهناك وجدا حطّاباً كان يحتطب، فأشار الأسد إليه وهو يقول للشبل : انظر ذاك هو الإنسان ، فهل رأيته ؟

قال الشبل : نعم يا والدي ، لقد رأيته ، وهو يبدو لي صغير الحجم وأستطيع التغلّب عليه بسهولة إذا ما صارعته .

    قال الأب وهو يجرّ ولده خلفه :دعك من هذا الغرور، وهيا لنعد ونبتعد قبل أن يرانا .

وابتعد الوالد والولد منسحبين وقد أضمر الولد في نفسه أمراً، ولذلك بات ليلته متقلّباً منتظراً الصباح ، مصمّماً على الذهاب إلى حيث وجد  الإنسان، لملاقاته ومبارزته والتغلّب عليه، وإخبار الأسود بأنه لاداعي للخوف من الإنسان بعد ذلك .

ولهذا ما إن أطلّ الصباح ، حتى نهض سريعاً، وفي غفلة من عيني والده سار إلى حيث شاهدا الحطّاب البارحة ، ليبارزه ويتغلّب عليه .

   ولكنه ولحظّه العاثر، التقى بنجّارٍ قدم إلى الغابة مع غلامه ،ليحتطب بعض الخشب الذي يحتاج إليه في محلّه في المدينة،وكان النجّار يحمل أدواته التي يحتاجها أثناء عمله ،لأنه كان سيمضي إلى بعض أعماله بعد الاحتطاب كما يبدو .

    ونعود لحديث الشبل الذي ما إن رأى النجّار حتى برز له مكشّراً عن أنيابه متحدّياً وهو يقول له :

هيا أيها الإنسان لمبارزتي ومصارعتي، وسأريك كيف سأتغلب عليك بسهولة .

   خاف النجّار وارتعدت فرائصه وفرائص غلامه، إذ كيف له بمصارعة شبلٍ قويّ،ولكنه تمالك نفسه ولم يظهر خوفه،وراح يعمل فكره بسرعة باحثاً عن طريقةٍ تنقذه مما هو فيه،بل ووجوب تلقين هذا المغرور درساً قاسياً يعلمه عدم الاستهانة بقوة الآخرين، وخصوصاً الإنسان .

   وبسرعة فكّر النجار ودبّر وقال للشبل :

أنا على استعداد لمبارزتك وأستطيع التغلّب عليك بسهولة، ولكننا نحن معشر الناس لانحمل قوّتنا معنا حيث نذهب ، وأنت قد جئتني بكامل قوّتك وهذا ليس عدلا .

سأل الشبل : وما هو العدل ؟

 قال النجار : تنتظرني هنا لأذهب وأحضر قوّتي ، وسترى كيف سأغلبك بسهولة .

قال الشبل متحدّياً : اذهب واحضر قوّتك لأريك كيف سأغلبك بسهولة .

قال النجار :سأذهب حتماً ، ولكن ما الذي يضمن لي أنّك لن تهرب أثناء غيابي ؟

قال الشبل ساخراً : كيف أهرب وقد جئتك متحدّياً ؟

قال النجّار : لايهمّني إن كنت جئتني متحدّياً أم لا، ما يهمّني هو أن لاتهرب ريثما أعود ، أريد ضمانةً تضمن لي عدم هروبك أثناء غيبتي .

سأل الشبل : وما هي الضمانة التي تريد ؟

قال النجار مشيراً إلى جذع شجرةٍ كبيرةٍ قريبة : أربطك إلى ذلك الجذع ريثما أذهب وأعود، فإذا ما عدت ، حللت رباطك وصارعتك .

قال الشبل موافقاً : قد وافقت على طلبك، وسأريك كيف سأتغلّب عليك .

قال النجّار وهو يبتسم في سرّه :

هيا إلى جانب الجذع لأربطك إليه إذن .

   ووقف الشبل بجانب الجذع ، وقام النجّار بلفّ الحبل عليه، وربطه إلى الجذع ربطاً محكماً بحيث لم يعد الشبل قادراً على الحركة، لا الفكاك من رباطه ، وبعدما أحكم النجّار كل ذلك ، نادى غلامه وقال : يا غلام  هات( المغراية ).

   وبسرعة أحضر الغلام (المغراية) ، فتناولها النجّار وانهال بها ضرباً على جنبات الشبل وهو يقول له " هنا يوجعك ، وهنا لايوجعك " حتى أشبعه ضرباً،وقبل أن ينصرف قال له : تريد مبارزتي أليس كذلك ؟ هل ذقت طعم( المغراية)؟ عساها تعلمك درساً يفيدك في المستقبل .

   وعرف الشبل أنه قد أوقع نفسه في ورطةٍ كبيرة، وعرف أن الإنسان يتغلب على الأسود بعقله لا بعضلاته، لذا تحمّل الضرب المبرّح ساكتاً متألّماً بصمت .

   بعد أن أشبع النجّار الشبل ضرباً بـ( المغراية ) ، تركه يتألّم في وضعه، وحمل أغراضه، وأشار لغلامه بالانطلاق والهرب سريعاً، فالأسود من آباء الشبل وأهله سيأتون للسؤال عنه سريعاً .

    في هذه الأثناء كان والد الشبل قد أفاق من نومه، وحين لم يجد ولده عرف أنه قد ذهب إلى حيث شاهد إنساناً البارحة،فهو يعرف رغبته الشديدة لملاقاة الإنسان، ولخوفه من أن يقع له مكروه ، أو أن يصيبه الإنسان بأذى ما،نادى إخوته وأبناء عمومته وأسرع إلى المكان الذي وجدا فيه الحطاب، وهناك وجد ابنه مربوطاً إلى جذع شجرةٍ بإحكام ، وقد احمرّ جلده من الضرب، وسرعان ما حلّت الأسود رباطه وفكّت قيوده، وعرفت منه الحكاية ، وعرفت الاتجاه الذي سلكه النجّار، فطلبت منه المسير معها للّحاق به ومعاقبته .

   وسارت الأسود جميعاً سيراً حثيثاً ، ومن بعيد شاهدها النجّار تسرع قادمةً باتجاهه هو والغلام ، فعرف أنها تقصده ،فبحث بعينيه عن منفذ يخلصهما فما وجد غير شجرةٍ قريبة ، وبسرعة تسلّقها وخلفه غلامه ، وفي اللحظات القليلة التي سبقت وصول الأسود ،ولذا حين وصلت الأسود، وقفت تحت الشجرة، وراحت تدور وتزمجر مهددة متوعّدة، باحثةً عن طريقةٍ تمكّنها من الوصول إلى النجّار وغلامه ومعاقبتهما .

    وبعد الدوران حول جذع الشجرة مرّاتٍ ومرّات ، قرّرت الأسود الصعود فوق ظهور بعضها بعضاً للوصول إلى من تريد، فهي لا تستطيع صعود الأشجار مثل الإنسان ، وبدأت بتنفيذ قرارها طالبةً من الشبل المغرور ، ليكون آخر الصاعدين ليمسك بالنجّار بيده، ويأخذ بحقه منه ،ولكن الشبل اعترض وطلب أن يكون أول الواقفين بجانب جذع الشجرة ، وأن يصعد الآخرون فوق ظهره واحداً بعد الآخر، جزاءً له وعقاباً على عدم استماعه لنصائح من هم أكبر منه ، وهكذا وقف الشبل بجانب الجذع، وبدأ ت الأسود بالصعود فوق ظهره واحداً بعد واحد حتى اقترب آخرها من النجّار، وراح يمدّ يده للإمساك به ، ولم يجد النجّار بدّاً من الدفاع عن نفسه، فنادى     غلامه قائلا :

ياغلام هات ( المغراية ) .

   حين سمع الشبل الذي في الأسفل كلمة هات (المغراية )،استلّ نفسه من تحت الأسود ،وانطلق يجري مبتعداً بأقصى ما يستطيع من سرعة،وتهاوت الأسود فوق بعضها بعضاً ،  وتخبّطت قليلا ريثما نهضت ، وبعدما استعادت أنفاسها نظرت باحثة عن الشبل ، فوجدته يجري مبتعداً وهو يناديها قائلا :

الحقوني ، الحقوني .

  وجرت الأسود تتبعه لتعرف منه سرّ هروبه السريع ، واقتربت منه وهي تناديه وتسأله وهو يجري ولا يزيد على قوله : الحقوني ، اتبعوني .

   بعد مسافة طويلة من الجري السريع ، شعر الشبل بالتعب ، فوقف يستردّ أنفاسه بعدما اطمئن  وتأكّدمن ابتعاده عن الإنسان بعداً كافياً، ولما وقف لحقت به الأسود وراحت تسأله عن سبب هروبه، وما هي حكاية هذا الجري السريع ؟

فأجاب مختصراً الشرح :

           " من لم يذق طعم ( المغراية ) لن يعرف ما هي الحكاية "

 ــــــــــــــ

الدبّ والعجول

     في زمن كانت فيه تربية الحيوانات شائعةً بل مهنة ، كان الناس يربون قطعان الماعز والأغنام والأبقار والجمال و ..... وذلك بحسب البيئة المناسبة لكل حيوان .

من هنا تبدأ حكايتنا التي تقول :

   عاد راعٍ من رعاة الأبقار في جبال كردستان بقطيعه إلى حظيرتها مساءً ، وكانت الحظيرة مسيّجةً  بسياجٍ من الأعمدة الخشبية المغروزة في الأرض جيدا ًوالمرفوعةِ  إلى علوٍّ مناسبٍ بحيث لا تستطيع الأبقار وعجولها الخروج منها ، أو القفز فوقها ، وكان الراعي يلجأ إلى ما يشبه علّية أعدّت له ليشرف منها على قطيعه ليلا ، وعادةً  ما يكون صاحب القطيع وجيهاً غنيّاً ( آغا )، وعادةً كان الآغا يحمل على كتفه بندقيةً رمزاً لقوّته ، إذ ما كان يحمل البندقية (المارتينة )  يومذاك إلا قلّة قليلة .

   لنعد إلى حكايتنا التي تقول إن الراعي ذاك ، وبعدما تناول عشاءه ، وكانت الليلة مقمرة،شعر بحركةٍ غريبةٍ بين قطيعه، فنظر مستطلعاً، وإذ به يلمح دبّاً كبيراً مخيفاً يدور حول الحظيرة ، باحثاً عن منفذٍ لدخولها،ولما لم يجد منفذاً، راح يتراجع للخلف، ثم يجري نحو الحظيرة ويقفز محاولاً دخولها، ولكنه يسقط على الأرض خارجها ،ويبدو أن الدبّ ذاك كان شديد الجوع، إذ أن سقوطه مرّات عديدة ،لم يثنه عن محاولاته، وظلّ يحاول ويحاول حتى أوصلته قفزته الأخيرة إلى داخل الحظيرة .

   وبسرعة انقضّ على أول عجلٍ وصل إليه ، وصرعه بضربة أو ضربتين من كفّه ذات المخالب القويّة، وجلس فوقه وراح يلتهمه أمام بصر الراعي وسمعه ، والذي وقف عاجزاً غير قادرٍ على فعل شيء.

   ولكن الراعي كان واثقاً من أن الدبّ الذي استطاع الدخول، لن يستطيع الخروج ، لذا انتظره ريثما انتهى من العجل تماماً ، وراح ينظر إليه وهو يمشي نحو سياج الحظيرة ليخرج منها مثلما دخل ، ولكن هيهات فالدخول لم يكن مثل الخروج، إذ أن الدبّ الممتليء البطن ما إن حاول القفز للخروج ما استطاع الارتفاع عن الأرض إلا قليلا، فأعاد المحاولة مرّة بعد مرّة أمام بصر الراعي، وكان في كل مرّة يفشل، وحين استجمع كل قواه، وجرى وقفز بأقوى مايستطيع ، ارتفع عن الأرض ليسقط سقطة قويّة ،مطلقا صوتاً قوياً من مؤخرته . 

     كان الراعي من فوق علّيته ينظر ويرى متشفّياً ، فلما رآه يقع وقعته تلك، مطلقاً ذاك الصوت ، قال :

     انتظر ، انتظر الصباح حين يأتي الآغا ومعه المارتينة ( البندقية )، حين ذاك ستسمع الصوت الحقيقي ، فمثل هذا الصوت وقته ليس الآن ، وإنما حين يأتي الآغا ومعه ( المارتينة ) البندقية  .

وإلى اللقاء في لحلقة الخامسة

الكاتب : عبدو محمد رشو 28/9/2005


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar