الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Thu - 18 / Apr / 2024 - 21:55 pm
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
هي نفسها

في التاريخ العربي قصة حبٍ كبير ، جمعت بين جميل من قبيلة العذرة ، وبثينة ابنة عمه ، خلدها التاريخ حتى كُنيَ الشاعر ببثينة ، من كثرة أَشعاره فيها .

حيث استقدم الخليفة الوليد بن عبد الملك بثينة ، والتي كانت متزوجة في الشام إلى قصره للوقوف على مستوى جمالها .

أطال النظر فيها ، ثم عقب قائلاً لها : ماذا وجد فيكِ جميل حتى قال هذا الشعر كله فيكِ ؟.

ردت بثينة بثقة : هي نفسها الميزة التي وجدها الناس فيك ، حتى استعملوك عليهم .

V

 ثلاثتنا نعيش منها

جرت هذه الدردشة بين عجوزٍ ،يدير براكة صغيرة لبيع الدخان ، وزبون ٍ حزه في نفسه وهو هذا العمر المتقدم .

الزبون : ماذا يعمل أولادك؟.

صاحب البراكة : لي ولدان أحدهما مهندس موظف في شركة كبرى و الآخر طبيب .

الزبون : لماذا لا يعيِّشونك ؟ .

صاحب البراكة : يعيِّشونني ؟ إننا نحن الثلاثة ؛ نعيش مما يدرُّ علينا هذه البراكة !

من أخبـرك ؟
رجع عبدو من بازار عفرين ، فاستوقفه جاره قبل الوصول إلى داره .

سأله بيرو : ماذا في جعبتك يا عبدو ؟.

قال عبدو: اشتريت ثلاثة معالق , فبعث اثنين تواً لجارنا بكو بأربع  ليرات  وبقي هذا ( أشار إلى جعبته ) برأسمال قدره نصف ليرة .

عقب بيرو قائلاً : إذن اشتريت كل معلاق ٍ بليرة ونصف .

رد عبدو بعصبية : مَنِ المُفسِد الذي أخبرك ؟؟!!.

>

حديث الجدتين
التقتْ جدتايَ على الطريق المؤدي إلى بساتين الكرمة ، وكلتاهما توصلان غداء العاملين لدي العائلتين ، وللإشراف عليهم في نكش الأرض حول شجيرات الكرمة .

والمعروف أن مساحة النكش لا تتجاوز مسافة متر واحد حول الشجيرة الواحدة .

فدار الحديث التالي بينهما كما يلي :

جدتي الأولى : بكم الأجرة اليومية لكل عامل لديك ؟

قالت الجدة الثانية : بليرتين .

قالت الأولى : بليرتين ، ولِمَ الأجرة عندنا بليرتين ونصف ؟.

إذن سأجعلهم ينكشون على مساحة متر ونصف حول كل شجيرة ‍‍‍‍‍‍‍‍!!!..

««

قال إنها : ثلاث مواقف عزيزة

حدثني ابن خالتي عن المعمَّر مستويي قنطرَيْ ؛ قائلاً :

كانت سهراتي لا تتجاوز العشاء ، فالأعمال في قريةٍ مثل قريتنا قنطرة تبدأ من الصباح الباكر ، وأحياناً كثيرة من الفجر .. لانعدام الكهرباء ووسائل الترفيه ، وليس في الساحة إلا أحاديث المعمرين ، واعتدتُ أن أقضيَ سهراتي المحدودة عند جارنا المعمر مستو . وفيما يلي : حكاية آخر سهرتين معه :

قال المعمر : في جعبة عمري ؛ ثلاثة مواقف عزيزة على نفسي ، وسأحكي أحلاها في هذه السهرة :

أركيلـة البَيْـك
كنت في حلب في أربعينات القرن الماضي ، وبعت محصولي من الزيت في خان حج مصطفى / باب جنين / ، وامتلأت جيوبي بقطع النقود لأول مرة في حياتي .. واستثارت النشــوة في كياني .. فأصلحت طاقيتي البيضاء المخروطيِّ شكلها .. يلفها منديل ( شَعْرَيْ سُرْمَهْ ) .. وسرتُ متبختراً نحو الشمال .. ووقفت أمام مقهىً يعلو الرصيف بعدة درجات ، وهي مزدحمة بعِلْيَة القوم .. يُدَخِّنون الأراكيل ، ويشربون الشاي ، والكلُّ معتمِرٌ بالطرابيش الخمريَّة .

كم تمنيت أن أكون بينهم .......!   لكن .. يا ليت !..

فاجأتني فكرة غير مسبوقة : أليس بالمال استطاع هؤلاء صعود هذه الدرجات السبع ؟؟ .. ولولا المال ؛ لما حظي هؤلاء برشف أكواب الشاي أو فناجين القهوة أمامهم ، ولا  تدخين الأراكيل !!! .

لماذا لا أكون مثلهم ؛ وجيبي مليءٌ بالمال .. فلأكن مثلهم ولو مرة في العمر !!!!

صعدت الدرجات السبع بثقة ، وجلست على كرسي على بعد أمتار في مواجهة المدخل متعرماً .. ودون التفاتات مخلة لما حولي .

طلبت قهوة مع الأركيلة ... وما أن أخذت الرَّشْفة الأولى من القهوة ؛ حتى لعنت ساعة طلب هذا المشروب من الحنظل .. المسمى بالقهوة  !!!

وجيء بالأركيلة و لما وضعها بقربي ، ثبت الفحم المتوهج على التنباك ،ثم تراجع لحال سبيله.

أخذت نربيج الأركيلة برهبة ، ووضعت نهايته في فمي ، وحاولت سحب الدخان ، كما يفعل المدخنون من حولي .. فلم أفلح .. أعدت العمل مرات عديدة .. لكن دون جدوى .. ومضى الزمن بطيئاً ثقيلا كأنه الدهر كله .

جاء الخادم ، وبدَّلَ الفحم المطفيَّ بجمرات متوهجة .. فكان مصيرها كالأولى .. عاد الخادم .. يجدد الفحم المطفيَّ بجمرات متوهجة للمرة الثالثة .. 

ضاق صدري .. وانفلت زمام صبري .. وصرتُ أبحث عن مخرج ٍ لهذه الورطة .. فكان هذا الخاطر : لعلَّ النفخ في النربيج هو العمل الصحيح ؟.

وضعت نهاية النربيج في فمي ، ونفخت بكل ما أوتيت من قوة !.

حدثت النكسة غير المتوقعه .. إذ صعد الماء إلى الأعلى .. إلى التنباك .. فإطفاء الجمرات بصوت مزعج ..  إلى التدَفُّقِ من رأس الأركيلة .. كأنها نافورة ماء !!.. كلُّ ذلك يحدث .. وأنا لا أعلم أن الخادم يراقبني في كل الخطوات .

 وأنا غارق في ذهولي كالسكران !!.. أحسـستُ بقبضة الخادم على مرفقي .. فانتفضتُ واقفاً .. وهو يمد كفه الأخرى .. يطالبني الأجرة .. أجرة ما شربت من القهوة ؟ .. وما دخنت من الاركيلة ؟!..

أدخلت يدي في جيبي .. سحبت منه كمية غير محدودة من النقود .. ومددتها إليه مستسلماً .. فأخذ منها ما أراد .. ثم قادني إلى حافة درج المدخل .. وما شعرت إلا بضربة خاطفة من قدمه على خاصرتي ؛ جعلتني أتدحرج على الدرج كالكرة .. يسابقني .. طربوشي المعمَّم بمنديله .. الجرْيَ من جهة أخرى !!!.....

© أما كان حرياً به ؛ أن يبقى في إطار أمثاله المنتجين .. فيفيد نفسه ، ويفيد مجتمعه .. بدلَ الانبهار بمظاهر خدَّاعة مزيفة براقة .

«

السهرة الثانية :

البطل المغوار

عرس اسطوري كبير في قرية دُمُلْيَـا .. سبعة طبول تُقرع .. يرافقها أربعة عشر مزماراً .. وحلقة الرقص أحاطت بمساحة بيادر القرية .. والفتيات الجميلات بثيابهن المزركشة بالألوان الزاهية .. تضفي على الحلقة الجمال الباهر ، والأحلام الآنسة ..  والكل في فرح غامر.

وجدت نفسي تحاكيني .. : لماذا أنتَ ضائع بين هذا الجمع البهيج .. لا يعيرك أحدٌ من هؤلاء باهتمام .. ولا تلفت نظرة ناظرٍ ؟!!.

لماذا لا أكون نجم هذا الجمع !؟.. لكن ؛ كيف ..

0 لا بد من تجميل منظري أولا .. ومن أين لي ذلك ؛ وأنا لا أملك غير هذا الذي ألبسه !!..

0 وأن أبذل عطاءاتٍ دسمة لفرق الطبالة وجوقة المزامير.. وهم إذاعة الاشتهار في مثل هذه المواقف .. لكن .. لا أملك في جيبي شيئاً من المال !..

0 وتتوافد مفردات الخواطر الواحدة تلو الأخرى .. وينتهي جميعها بسدود العدم .. إلى أن فاجأتني الفكرة الرائعة .. فانبهرتُ بها .. إذن فرجت !!..

معي بندقية الصيد على كتفي .. لو ملأتُ السبطانة بضعفيّ الرمية الواحدة لأحدثتُ ما يلفت أنظار الجمهور .. هكذا راودني نفسي .. ونفـَّذْتُ الفكرة فوراً ، بل زدتُ الطين بِلَّةً .. فأضفتُ أضعاف الحشوة الواحدة .. .

نزلْتُ الميدان .. محَطَّ أنظار الجماهير الحاشدة ، وقمت بدورات استعراضية لافتة لانتباه الناس .. وسط حلقة الدبكة .. ولما أيقنتُ أن المفاجأة قد آن أوانها .. باستقطاب أنظار أكبر عددٍ من المتفرجين ... تناولت البندقية جاعلاً فوهتها إلى الأعلى .. ونشوة الظهور آخذة بمجامع تفكيري .. ضغطتُ  زنادَ البندقية .. بُـ ..............ـمْ ..

فتحتُ عينيَّ بصعوبة .. ورأيت نفسي مستلقياً على فراش .. وأعين الجموع شاخصة نحوي بلهفٍ وترقبٍ ، كأن على رؤوسها الطير !.

سألت بصوت ضعيفٍ متقطع : أين أنا ؟.. ماذا حدث ؟..

جاءني جواب أحد الجالسين بقربي .. وهو مبتسمٌ بسلامة عودتي إلى الحياة بعد طول ترقب :

ماذا حدث ؟ .. عندما  ضغطتَ على زناد بندقيتك الملعونة .. دوَّى الانفجار الرهيب .. وتطايرت سبطانة البندقية إلى الشرق .. وباقي أجزائها إلى الجنوب ..  وسقطتَ أنتَ مغشياًّ عليك في الجانب الغربي .. فتوقفت الدبكة منذ أكثر من ساعتين !!..

© أما كان من الأجدر به ؛ أن يشهر نفسه بعمل بنـَّاءٍ يستفيد و يفيد .. ويترك هذه الحيلة التعيسة لإظهار حضوره واشتهاره !...

«

السهرة الثالثة :

توفي المعمر في اليوم الثاني .. ولم استطع سماع موقف عزيز آخر فيه العبرة .. ولكنني طمأنتُ نفسي ؛ بأن العظتين السابقتين تكفيان لمن له أدنى بصيرة .. ولا تختلف السهرة الثالثة كثيراً عن الموقفين العزيزين الذين سبقهما!.

قـوْلٌ مُترَهِّــلٌ

أوجز لكم ، أيها السادة ، قصة من تلك القصص ، التي طالما كانت تسرد في مضافتنا . وألـَحَّ الراوي على الحضور متابعتها ، والاهتمام بها .

تَرَافقَ " ضبعٌٌ وذئبٌ وثعلبٌ " للقيام بمهمة صيد . وبعد البحث والجهد الكبيرَيْن ؛ تمكَّنُوا مِنْ صيد ظبيٍ سمينٍ .. وسُحِبَت الطريدة إلى ظلِّ شجرة قريبة .. لاقتسام الغنيمة .. في جوٍ مشحونٍ بالترقب والحذر .

ـ طلب الضبع من الذئب تقسيم الفريسة .

0 فتقدم الذئب ، وأشار إلى الصدر قائلاً : الصدرُ لرفيقنا الضبع ، والأكتاف لمُرافِقِنا الثعلب ، والفخذان لِـي .

0 غضب الضبع غضباً شديداً على القسمة المجحفة حسب رأيه !. فاستجمع كلَّ قوته ، وأهوى بمخالِبِهِ 0على عنق الذئب .. فطار الرأس كقذيفة نحو الأعلى .. فتدَلَّى مُعلَّقاً بفرعٍ من غصن الشجرة ..

0 ساد سكونٌ رهيبٌ على الموقف ، يَتخَللها إيقاعُ قطرات الدم المتساقطة من الرأس المُعَلق على الأوراق الجافة تحت الشجرة .. وكأن الزمن قد توقفَ.

ـ بادر الضبعُ إلى الثعلب المرتجف من هَوْلِ المصير ، يسأله القسمة ؟.

فتلعثم الثعلب قائلاً : لمولانا الضبع  الظبي كله ، ويكفيني الذيل البسيط للظبي ، ثم استدرك قائلاً : وإذا اسْتكثرتهُ عليَّ يا مولانا ، فالذيل لكَ أيضاً .

0 استحسن الضبع قسمة الثعلب ، وأنبسطت أساريرُه ، وشكرَهُ قائلا : مِنْ أيْنَ اكتسَبْتَ هذه الحكمة يا رفيقي الثعلب ؟ .

0 أشار الثعلب إلى الغصن المكسور وقال : اكتسبتها من رأس الذئب المعلق يا مولايَ .

©

ـ لم أرتـَحْ يومئذ لهذه النتيجة ، ولم أرْضَ عن غايـة الراوي في إقناع المستمعين بما للجبروت من تأثير .. فلم أجد تأويلاً صحيحاً مناسباً !! .

0 إذْ .. كيف يجب السكوت عن جارٍ يمتنع عن إعادة حقِّ جاره ؟! ، أو عَمَّنْ يقتطع شيئاً مِنْ تُخُوم جيرانه ؟!.

وأي حكمةِ عن السكوت لاعتداء الذئب على قطيع الغنم ، بحجة قوة المعتدي وجبروته .. بل يجب الوقوف ضد المعتدي بكل ما أوتينا من قوة ـ حسب ظني ـ قوة العقل ، وقوة العلم …

 ـ في أواسـط القرن الماضي / يوم ما كثر الخارجون على القانون ، في فترة اختلال الأمن / ؛ اُنْتُهِكَتْ حُرمة عائلة من " جويق " تحت جنح الظلام ؛ ضرباً ونهباً وتقتيلاً .. وتوارى المجرم عن الأنظار .

سِيقَ في اليوم التالي جميع أهالي القرية إلى " القمُنْدار الفرنسي " ( بمثابة مدير منطقة إدارية حالياً ) واستُخْدِمَ العصىُّ أسلوباً للكشف عن المستور.

وجاء دوري ؛ هذا ما قاله " مُسْتِي إحْمَدِي شَريفى " ؛ واحدٌ من أهالي القرية المذكورة . زجرني القمُندار بقسوة ، ورفع السوط في وجهي مهدداً متوعداً : سأقتلك بالسياط إن رحمك العصى !.

رددت بقوة : لن تقدر؟.

رفع من حدة تهديده : سوف أسحقك بنعلي ؟.

أجَبْتُ بصوتِ عميق متزن : لن تستطيع ؟.

زاد من وتيرة صوته متوعدا : سوف أربطك خلف الخيول وأجُرُّكَ ؟.

وأنساب صوتي هادئاً رزيناً : لا يمكنك ذلك ؟ .

ذهل القمُندار ذهولاً شديداً ، لأنَّ أذنَيْهِ لم تألفا سماع لهجةٍ كهذه !...

هدأ القمُندار قليلاً .. ثم استفسر قائلاً : وَلِـمَ لا أقدر ، وأنا صاحب السيادة والسلطة والقوة في هذه الأنحاء ؟ً .. / وكأنه كان يبحث عن تفسيرٍ للموقف الذي لم يتوقعه من أحد / .

جاءته إجابتي بانسيابية الصدق ، وبراءة الموقف : لأنني لم أرتكب ذنباً يستدعي ما ذكرتَ من العقوبات .

بٌهتَ المتكبر الذي كان متجبراً قبل قليل .. فتغيرتْ لهجته ، وانفتحت أسـاريرُ وجهه ، وتبدلـت طريقة تفكيره ، وعادت إليه صحوته ، وكأنه كان قد انتهى من تلاوة صلاته : إذن ؛ لن أتصرف في هذا الموضوع إلا بما تراه مناسباَ ، وستكون مشورتك أساسَ عملي القادم .

© هكذا يجب الوقوف تجاه كلِّ مَنْ يحاول ممارسة الظلم ؛ إذا كنا نملك الحجة وقوة الدفاع عن حقوق سُلِبَتْ ، أو أعراضٍ انتهِكَتْ .

%%

حوادث فريدة لا تحدث كثيراً

الدبُّــور الأحمــر

 هذه هي مزار شيخ كَراس ، جنوبي شرقي قرية دير بلوط ، على هضبة من هضاب جبل ليلون .. يتسـتر الصـياد : محمود درج " من كفر صفرة " خلف سور الحجر ، محتضناً بندقية الصـيد العزيزة على قلبه ، مترقِّباً أرتال الحجل الثمين .

وهو في مكمنه هذا .. لاحظ ظاهرة غريبة .. انتقالٌ متكررٌ لدبورٍ أحمرَ من عنقود العنب إلى موقع آخر على بعد بضع عشراتِ السنتيمترات ، ويدلف في فجوة داخل السور .

دفعه حبُّ الاطلاع إلى القيام ، والنظر في داخل الفجوة عن قرب ، ليفاجَأ بفراخ عصفور هادئ بلا حركة . وما أنْ قدم الدبور ؛ حتى حَرَّكَ العصفورُ رأسه باتجاه أزيزه ! … يا إلهي ! إنها حركاتٌ لكائنٍ أعمَى !.. فيقترب الدبور واضعاً حمله في فم العصفور .. وانصرف ؛ ليعيد الكرَّة من جديد !!..

++

عضَّـة الوديـع
زاد عليَّ عبء الفلاحة ، وضاق الوقت ، مما اضطررت إلى العمل حتى  المساء، ولا أرتاح إلا قليلاً في القيلولة .

وفي قيلولة اليوم الثالث .. كنت مستلقياً على ظهري باسطاَ يديَّ على الأرض جانباً ؛ أخذتني إغفاءةٌ لذيذةٌ ، أيقظتني عضة قوية في بنصر يدي اليمنى ، جعلتني أنقذف نحو الأعلى ، متخيِّلاً أنها عضة حيةٍ قاتلة .

فكم حمدت ربي على كونها عضة سلحفاةٍ وادعةًٍ في قوقعتها الثقيلة .

© هذا ما أخبرني به حسيني حج حمو من قرية كوكان ، عندما استشارني في موضوع تركيب عداد كهربائي لجامع قريته .

dd

الصيد المزدوج
حدثني إحمي مسـتي بـركيت من كوكان أيضاً قال : كنت مولعاً بصيد العصافير بالفخاخ ذات طـعمٍ واحدٍ لصـيد عصفورٍ واحد .

وصدف ذات مرةٍ ؛ أن تعلقتْ عصفوران من نوع الدوري بهذا الفـخِّ الذي نصبته ! . فأيقنتُ أنَّ العطاءَ بيد غنيٍّ خبير بصير .
JJJ

الصورة الجنائزية

 محمد حسن ؛ شابٌ مرهف الحس ، مثقفٌ فريد المثال ،  يحمل الإجازة في الهندسة الزراعية عن جدارة , يحيط بداره ـ الكائنة شرقي عندارة السياحية والأثرية بقلعتها العريقة ـ حديقة عنـَّاء ، تحوي أصناف الورود والرياحين والزنابق ، وجميع نباتات المناطق الباردة والمعتدلة والاستوائية .

إذا تحَدَّثَ عن نبتة أو زهرة ، ينساب حديثه إلي قلبك كنسمة هواء عليل ..  يداعب سمعك ، ويضيع إحساسك بالزمان والمكان وتنسابُ كلماته انسياب  الماء في مجراه .

يجرُّك هذا الحديث العذب إلى القناعة التامة ؛ أنه يترجم لك حديثه الفوري مع تلك النبتة أو الزهرة !..

قال: كنت مولعاً بصيد العصافير بالفخاخ السلكية ، فأنصب العشرات منها على طول ثلاثمائة قدم تقريباً ، ثم أقوم بجولات تفقدية على طول الخط ، ألتقط الصيد الوفير .

وأذهلني موقف في إحدى جولاتي ؛ وأنا مذهولٌ  أمام مشهد أخرجني من واقعي إلى موكب حزين مشارك لهذا المرأى الغريب !.

علق عصـفور التـين في الفخ ميتاً ، وعشرات عصافير التين مطأطئة الرؤوس على صفٍ واحدٍ ، توجه أنظارها نحو العصفور الميت ، وهي تردد أصواتاً متناسقة متناغمة حزينة ، وهي تميل يمنة ثم يسرة في آنٍ واحدٍ!!.. فاقشعر للأمر بدني .

حتى الحيوانات تبكي موتاها حزينة على فراق خلانها !!..

zzz

عصفور العِمـامة

وقفت أصلِّي في المدينة المنورة ، وإذا بعصفورَيّ الدوري يَحُطَّان على عمامتي ، ومكثا دون حراك ، وأنا أؤدِّي شـعيرة الصـلاة .

و عندما جلستُ لـقراءة التحيات ؛ اقتربَ شخصٌ من حلب ، ورفعهما من فوق رأسي ، ثم تركهما فطارا بعيداً .

ولما سألته لاحقاً عن معنى تصرفه ، قال : خشيت أن يَزْرِقا على العمامةً شيئاً ، فصرفتهما .

شيخ حسين بن علي – كوركان


 vvv

يطعم من يده
محمد بوظو معمر من قرية دالا ، دأب على وضع حبات الحنطة في كفه ، فتميل عصافير الحنَّة في طيرانها نحو يده ، وتلتقط الحَبَّ من يده ، ثم تكمِّل طيرانها مبتعدة .

لقمان حمودي- قرية دالا
 vvv

يقــف على رأســه
 فـي ربيــع عام 2003 ؛ توقفت قبل قريتنا في موقع ، لا يبعد سوى مائتي متر عن بيري كوز ، عند مزارع نشـيطٍ يدعى : حسني باكو ، وجلسنا القرفصاء على حافة الطريق ، نتجاذب أطراف الحديث عن الزراعة .

ولفتت انتباهه ظاهرة نادرة ، لم يُرَ مثيلٌ لها ، ألا وهي انتشار عصافير الدوري حولنا ، تطير وتحط بقربنا .

وزاد من دهشـته أن واحداً منها ، انحرف ، فحَطَّ على كتفي ، وعندما حاولت إبعاده بلطف ، فطار ، ثم عاد سريعاً ، واستقرَّ ثانية على رأسي من جديد !......؟..

وعندما دخلتُ السـيارة ، دار العصفور عدة دورات ، ثم حطَّ من جديد على كتفي الأيسر ، فحـاولتُ إخـراجه ، لكنه طار ووقف على رأسيِ ، ثم انتقل إلى الواجهة الداخلية للسيارة ، وما أخرجته إلا بجهد جهيد  من السيارة.

|||

إنها تشكر بطريقتها

حنان مجيد ؛ يؤدي خدمته العسكرية الإلزامية ، يشاهد لفيفاً من زملائه ، يحاصرون حية ، ويقذفونها بالحجارة .
قال : أقنعتهم بالعدول عن ذلك ؛ بحجة أنني سوف أقتنيها للتصبير .
ولما وضعت زجاجة بقربها ، دخلتها ، ثم سارعت بها الخطى مبتعداً عن زملائي ، حتى وضعت الزجاجة على الأرض موجهاً فوهتها نحو الأحراج . فخرجت من الزجاجة مبتعدةً مسافة ، ثم انحرفت  مشكلةً نصفُ دائرة ، ورفعت نصف جسمها عن الأرض ، ثم أخفضتها فلامست الأرض من جديد ، وكررت ذلك ثلاث مرات ،ثم أسرعت مبتعدةً .
حتى الحية عرفت كيف تشكر على الإحسان ، فهل من متعظ يا أيها الإنسان !ز


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar