الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Fri - 29 / Mar / 2024 - 10:28 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/bayram.htm
الزاوية الأدبية »
أعظم الذنوب على الإطلاق

قتل الأبرياء ..

وعداوة البراءة

الرضيع

 نهضت الأم بسرعة , ساقتها غريزتها إلى غرفة طفلها , لم تر آنئذ إلا بسمة طفلها الرضيع , ولم تسمع من هدير الطائرات وضجيج الناس إلا أنغام طفلها حين يلمس ثديها .

عاشت من الحياة عمراً , فما وجدته إلا مختزلاً في أيام طفلها , ولمست عبر أيامها أنواعاً من السعادة اندمجت كلها في سعادتها بطفلها .

ورأت صنوفاً من الشقاء والمكابدة تلاشت جميعاً في دموع الطفل .

حين بدأ يصرخ أولى صرخاته , كانت نفحة جديدة من نفحات الحياة ترفُّ في أرجاء الغرفة , وهل ميلاد الطفل إلا صورة مصغرة من ميلاد البشرية تتجدد كل حين وهل الطفل إلا أريج البراءة تنضج به أنغام ضحكاته لتطرد عن الكبار هالات الحقد والشر تمركزت حول قلوبهم .

وهل هو إلا تجديد لصورة البشرية علّها تخرج في هذا الطفل ناصعة , نظيفة من أدرانها المعهودة .

وإذا كانت الحياة لا تكتمل إلا بالتجديد , فإن الطفل هذا قد جدد في حياة أمه ما جدد . فالأنثى من النساء لا تكتمل معاني أنوثتها إلا بالولد , والرجل حين يبحث عن معاني الخلود فهو لا يجدها إلا بالولد .

قالت الأم تخاطب طفلها : سأرضعك حليبي, وألفك بحناني وعطفي , وأغسلك بدموعي وأحفظك في قلبي , وأرقب نموك لحظة تلو لحظة , لأراك تحبو , ثم تتلكأ , ثم تمشي فتهرول فتخب , فيملأ ضجيجك أرجاء الدار, فأفرح بك فرح العبقري بإبداعه الناجح .

ولفّ الأب طفله بين ذراعيه , ولثمه من خده, ثم نظر فيه نظرة احتوت الكثير من المعاني , وكأن لسان حاله يقول :

متى تكبر أيها الرضيع فأرى فيك نفسي التي تربيك فأجدك جمعت من العلم والخلق والذكاء والجمال ما عجزتُ عن جمعه , وأجدك قد صنعتَ ما عجزتُ عن صنعه , فتكون أنت بصنيعك إكمال الأنا بصنيعي .

كان الطفل حينئذ يبحث عن أمه , يعرفها من بين نساء الأرض أجمعين , ولو كانت شوهاء .. أصوات قوية أيقظته من غفوته الهادئة . أرعبه ضجيج الكبار فراح يصرخ.

وانتبهت الأم لصراخه قبل أن تنتبه لصراخ الموت , وحاولت جاهدة أن تصل إليه وحاول الموت بلا جهد أن يصل إليها . سقطت على عتبة الباب .. وعيونها تبحث عن طفلها الرضيع .. كانت لحظات حاسمة وسريعة .. وظالمة .. لم تسمع لهذه الأم أن تلق ولو نظرة على طفلها .. لكنها سمعت آخر ما سمعت بكاء طفلها . فكان أعذب الأصوات يهدهد روحها وهي تفيض .

أما طفلها , فربما كان يعجب كيف هان بكاؤه على أمه فتأخرت عنه هكذا .

بكى ثم بكى , وهو يحاول أن يوقظ أمه من بين الأموات .

بحث بفمه الصغير عن الأثداء البعيدة , عن الأذرع الحنونة عن الشعر الناعم يلامس عنقه

ظل يبحث لفترة حسبها طويلة .

لكنها كانت أقصر بكثير مما يحتاجه السم الزعاف كي يقضي على جسم طفل بض .

16 / 3 / 2001


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar