غرباء الليل ينغمسون بنهيق غراب في بحر غريزة غزيرة تفيض من رغبات عمياء هوجاء تضل دروب المسافرين والروح تبقى في الشقاء
وفي غيهب الدجى تتكوم نفايات الحاويات على أرصفة الحانات في أفظع تقزز لروح ملساء وتستمر القذارة في الحياة .
ملامة الأنين بعد الحنين
لن نلوم بداية التكوين أو نتحسر على نهاية محتومة فأولهما قذارة نتنة وثانيهما جيفة نجسة
قدر محتوم مفروض على الجبين أن يخلق أجمل مخلوق من قذارة ويحمل القذارة في الأحشاء وينتهي حياته بجيفة..
نعم مفارقة عجيبة ودراسة تستحق الدراية......
طبيعة مدهشة أن يولد الإنسان وهو مزوّد بدوافع لا تحد ها حدود، عمياء في طلبها تثور كالبركان وحوافز محدودة وهنا تنشأ رغبة كل واحد في هذا السياق إلى التسابق للإشباع والحفاظ على البقاء لأنّ كل الغرائز البيولوجية مشتركة مع حيوانات تحنّ إلى منشئها ....بعد هذا السرد الذي لا يطيب لأحد منا
هل يمكن القول أنّ ماهية البشر كما يولدون (كما هم موجودون) وهل هناك جدوى من هذا الوجود أم لا....؟!
وهل هناك جدوى من المحاولة البنائية ضمن سياق التاريخ البشري ؟!
وهل هناك داعي للحرص؟ والحرص على ماذا ؟ وعلى ماذا ينبغي للبشر أن يحرص؟! عن القيم التي هي من صنع البشر والتي تتغير باستمرار؟!
نعم هناك جدوى ومعنى من الوجود...
الجدوى أن يسعى كل واحد ويرتقي بنفسه من دائرة البشر إلى دائرة الإنسان
وماهية الإنسان هي في التخارج من قوقعة الذات إلى الآخرين وارتقاء بالبشر إلى الإنسان والحرص على هذه الغاية وعلى القيم السامية فبعض القيم من صنع البشر وبعضها من صنع الإنسان وبعضها قيم موجودة منذ الأزل.
ورسالة الإنسان اكتشاف القيم الأزلية والتعرف عليها وخلق قيم لا تتعارض مع الأول وبيان عيوب قيم البشر.