الفن والثقافة والتراث هوية الشعوب ... فلنحافظ على تراثنا الفلكلوري الكردي ..... لمتابعة آغاني الملاحم الكردية والتراثية اضغط هنا  ::::   أحبتي زوار موقع تيريج عفرين ..... قريباً سيعود الموقع إلى نشاطه السابق . ::::   آخر لقطات بعدسة تيريج عفرين .... شاهد الصور  ::::    شاهد الآن كليب تيريجن عفرين 4.... تيريج روج آفا - الجزء الرابع  ::::    الوديان في منطقة عفرين ... اقرأ المزيد  ::::    سياحة من تراثنا الشعبي ..... المضافات في منطقة عفرين ودورها الاجتماعي  ::::   أهلا بكم في موقع تيريج عفرين ....... Hûn bi xêr hatin :::: 
EN
Fri - 29 / Mar / 2024 - 8:55 am
 
 
http://www.tirejafrin.com/site/m-kamel.htm
الزاوية الأدبية »
\

في منطقة "عفرين" الجبلية المشهورة بالأنهار والينابيع وجداول المياه, والمكسوّة بالغابات الخضراء من صنوبر وزيتون وسنديان وبلّوط , في هذه المنطقة الريفيّة التي عنوانها البساطة والكرم والأصالة وحبّ الحياة ولد المطرب الشعبي المعروف "إبراهيم يوسف" المعروف ﺒ(إبراهيم تركو), عاش مطربنا جلّ حياته في منزله في قرية جقللي جوم التابعة لمنطقة عفرين, ذلك المنزل الذي شهد معه كل ذكرياته الحلوة والمرّة, وقد تحوّل ذات يوم إلى صالة فنية وموسيقية ومعهد لتخريج مطربي ذلك الزمان وعازفيه.

 

وبغية التعرّف على حياة ذلك المطرب المعروف زرنا منزل ابنته الكبرى" كليزار" (أم عبدالرحمن)  في قرية "كوردان" – ناحية "جنديرس"، التي ما زالت تمارس فن الغناء رغم أنّها تجاوزت الخامسة والتسعين من عمرها، وتعتبر أكبر مغنّية في محافظة "حلب".

وبعد أن رحّبت بنا في بيتها الريفيّ الجميل، سألناها عن حياة والدها فقالت: « لقد كان والدي مطرباً شعبياً مشهوراً، ولد في قرية "جقاللي جوم" – منطقة "عفرين" في العام /1881 / ، عمل منذ طفولته بالزراعة كباقي أبناء منطقةٍ زراعية, حيث قضى فيها طفولته ومعظم شبابه».

 وعن بداياته الفنية قالت: « لقد تأثّر كثيراً بمجالس السهر التي كانت تُعقد في بيته, حيث كان المطربون المحليّون والجوالون - الذين كانوا يجوبون القرى لعرض فنونهم - يقدّمون فيها أجمل ما لديهم من فنون وإبداعات في الغناء بشكل شبه يومي, وكذلك تأثّر بالموالد والاحتفالات الدينية التي كانت تُقام في أيام الأعياد والمناسبات الدينية, كليلة القدر وعيد المولد النبي الشريف, حيث كان يؤديها رجال دين ذو أصوات جميلة وحزينة ، وعندما بلغ سن الشباب رافق المطرب الجوّال حينها " سيدي برازي" وتعلّم منه المقامات الفنية وأصول الغناء والعشرات من الأغاني الملحمية والتراثية الكردية ، فقد كان والدي يمتلك ذاكرة فولاذية وحنجرة قوية ورئتين ذات قدرة فائقة على التحمل في مجال أداء الأغاني والملاحم التراثية والفلكلورية, فقد حفظ  العشرات منها في ذاكرته وكانت الواحدة منها تطول لمدة تزيد عن ست ساعات غناءً» .

وأضافت " كليزار": « في الثلاثينات من القرن الماضي أصبح مختاراً لخمسة قرى هي ( مسكة فوقاني – مسكة تحتاني – آشكان شرقي - سنديانكي – جقللي جو م) ووكيلاً لأعمال أحد أغوات المنطقة "خليل أغا سيدو ميمي" فتفرّغ للغناء ومارسه على نطاق واسع حيث كان يدير بأغنياته التراثية الرائعة والفلكلورية الخفيفة جميع الحفلات في قريته والقرى المجاورة حتى ذاع صيته في منطقة عفرين, وتحوّل منزله الريفيّ المقنطر إلى صالةٍ فنيّةٍ يجتمع فيه مطربو ذلك العصر من كل حدبٍ وصوب, ولكن محدودية النقل والإعلام وحتى انعدامه في تلك المناطق الريفيّة جعله أسير تلك المناطق فلم يبلغ الإقليمية والعالمية».

 وسألناها عن رصيد المطرب الراحل الفنيّ، تأوّهت قليلاً وأغرورقت عيناها بالدموع ثم قالت وهي تمسح الدموع عن خديّها: « في العام / 1961/ توفي المطرب الشعبي "إبراهيم يوسف" في مشفى الدكتور"أحمد الصيرفي" في مدينة حلب عن عمر ناهز الثمانين سنة, دون أن يتمكّن من تسجيل رصيده الفنيّ الكبير, تاركاً وراءه عشرات المطربين والعازفين من تلاميذه, الذين استطاعوا فيما بعد من تسجيل معظم أغنياته ولكن بأصواتهم وعزفهم كخطوةٍ مهمّةٍ لحماية فنه الغزير وبالتالي حماية تراث وتاريخ منطقة عفرين من الضياع والاندثار، ووسط حشد جماهيريٍّ كبير من أهله وذويه وعشّاق فنّه, دُفن في مقبرة قريته المتواضعة " جقللي جوم"مخلّفاً ثلاثة بنين ومثلهم من البنات».

ويعتبر حفيده الفنان التراثي المعروف "عبدالرحمن عمر" (أبو صلاح )أحد أبرز تلامذة الفنان الراحل الذي يقول عن تأثير المطرب "إبراهيم يوسف" على فنّه فقال: « لقد كان المرحوم بحق موسوعة تراثية وفلكلورية، إضافةً إلى امتلاكه صوتاً جبلياً رائعاً ولذلك كان من الطبيعي أن يتأثّر به وبفنّه الذي كان يتسم بالأصالة العديد من المطربين، وأتشرّف بأنني واحد منهم لقد كان له حضور بارز في العديد من المناسبات الاجتماعية ( الأفراح والأعراس) وكذلك في السهرات التي كانت تُعقد في منزله حيث كان يؤدي أغانيه الملحمية حتى ساعات الصباح الأولى».

وعن فنّه قال المطرب الشعبي عبدالرحمن عمر: « أنا أغني التراث والفلكلور متأثراً بالفنان الراحل، ولديّ في هذا المجال مجموعة من الكاسيتات الغنائية التي لاقت رواجاً كبيراً في الأسواق الفنية ».

ابنٌ من هذا البلد, استطاع بصدره الواسع وذاكرته الجبّارة أن يساهم بفعّالية في حماية فنّنا وتراثنا العظيمين, ونقله بأمانة وصدق إلى الأجيال اللاحقة, ليكملوا مسيرة التطور الفني في بلدنا فإليه / إليهم جميعاً كل التحية والإكبار.  تيريج عفرين 9 / 11 / 2008


تعليقات حول الموضوع

حسن حموتو | لن ننساهم ابدا
كل الشكر لك استاذ نضال على هذا الموضوع الرائع والذي تبرز من خلاله الجذور الاساسية لرسالة الفن الخالد في منطقة عفرين
09:29:10 , 2011/03/24


هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

إسمك :
المدينة :
عنوان التعليق :
التعليق :


 
 |    مشاهدة  ( 1 )   | 
http://www.tirejafrin.com/index.php?page=category&category_id=204&lang=ar&lang=ar