عندما ترى نزيفاً-تسارع في جسِّ منطقة
النزيف ،وهذه اللفتة توحي بأنّه هناك ضمير يقود صاحبه إلى إنقاذ حياة إنسان
ما_وهذا إن دلَّ فأنه يدلُّ على إمتلاك الشخص للمشاعر الإنسانية التي لا
تقارن بثمن ،ووجود ضمير حي،ولكن هناك بالمقابل نزيف لا نبالي به..إنه نزيف
الأرض التي لا تقارن بأي ثمن -يشبه نزيف الروح التي هي سر إلهي -مهما ارتقى
العلم ؛لن يستطيع معرفة هويته ؛وهناك أيضا نزيف آخر إنه نزيف الشعر.
قد يستغرب الإنسان منا أ للشعر نزيف..؟!-أقول نعم..وهو تشبيه بليغ عن شيء ما
هو أغلى مما نملكه؛ لو أمعنا النظر فيه.
ما هو الشيء الغالي..في حياة الفرد والمجتمع..؟!.
الشيء الغالي هو مجرد ، ونسبي يختلف بين فرد وآخر..ولكنه لا يختلف في ماهيته
الحقيقية..فالشعر لا ينطوي في بحث محور واحد من الحياة ، الشعر لغة الحياة
ذاتها..واللغة حينما تنزف ترسم في مخيلتنا رسوماً غريبة ،وذات طابع رمزي..
فهل أمعنا النظر في لغة الشعر ..؟!؛أو في شعر اللغة...؟!.
وهل تخيلنا أبعاد ذلك النزيف الذي تستوضحه خيالاتنا المبدعة..؟!.
إذاً لنفكر ونتدبر صورة ذلك النزيف من خلال القصيدة التالية.
(نزيفُ الشعر)
أنزفُ جمراً
أنزفُ خبزاً
أنزفُ ملحاً..
أنزفُ جرحاً
أنزفُ حبراً
أنزفُ عطراً
أنزفُ خمراً
أنزفُ موتاً
حتى الموتِ
من منكم
يتحمل وجعي..؟!،
فليتقدم...
من منكم
يتحمل صمتي
يتحمل موتي..؟!!،
فليتقدم...
حبّي لا يشبهُ حباً
مشقوقُ الفمْ..
جُنَّ بأسئلتي
كأنّهُ أعمى ،وأصم..
من منكم
يتحمل صمتي..؟!،
فليتقدم..
وليرحمني بآخرِ بقايا الصمتِ
أصرخُ بأعلى صمتي
عفرين...
في كفر جنتيكِ
وقفةَ روحٍ ، وحنين..
كلستانَ قلبيَ الحزين
وحيداً
مغرباً
يا طورَ السنين
يا ذا البلدِ الأمين
كم حَلموا قتلكِ
شنقاً ..وخنقاً..
وخطاباً..
كم شفّوا عسلكِ..
وما أبعدوا عنكِ
شرَّ ذبابة..
عفرين
يا أم الكآبة
يا أم الكآبة
*****
في حياتنا فواصل كما هي التي نراها بين عبارات شتى..يمكن أن نسميها
ومضات..والفواصل هي عبارة عن وقفة ما بين عبارة ،وأخرى_توحي بانقطاع الفكرة
وبزوغ فجر فكرة جديدة..وتدل على انطواء شرذمة الحياة لتنطفء شمعة ، وتضيء
أخرى..
هناك فواصل تشبه تلك الفواصل ، وهناك ومضات تشبه تلك الفواصل!!
هناك رموز ؛ فكل ما هو حولنا تدل عليها ،ولكننا!_نغفل عنها لأننا مجبولين ،
ومصبوغين بتغذية ماديتنا على حساب أرواحنا ، ونفوسنا التي تريد النضج
في عالم من الصخب والفوضى..
كلّ ما حولنا له إيقاع خاص به..وكلّ ما بقربنا له لغةً تخص ذاتهُ وكلّهم في
فلك يسبحون..فلننظر إلى تلك الومضات لنستوحي منها بواطن المعاني ، وغاية
الوجود..فالحياة ليست أكلاً ، وشرباً _ونوماً ، ومتعة تزول عند بزوغ الشمس
الحياة أكبر مما يتصوره العقل ، والحب أسمى معاني الحياة _والجسد لا لون له
دون روح..
لننظر إلى المرآة ماذا نرى..؟!..للنظر إلى السماء ماذا نرى؟!..
لننظر إلى علاقاتنا مع بعضها البعض ماذا نرى..؟!!.
كلّها موجودة ها هنا في هذه القصيدة..
(ومضات)
أنزفُ لغةً
لا يفهمها
إلا الماء
ما عاشقان
في وجهِ الأرضِ يفترقان
إلا وفي قلبي
يتعانقان..!
*****
جسدي لهُ
جرحٌ واحدٌ
وللجرحِ فمٌ واحدٌ
وفي الفمِ
لسانٌ واحدٌ
وعلى اللسانِ
ألفَ..ألفَ سؤال
غرفتي
زنزانةٌ عتمةٌ
عتِمَة!!
جسدي ممدودٌ
ممدود..
وأنتِ فوقَ صدري
حمامةٌ نائمةٌ
نائمة..
قد تتبدلُ الألوان
لكنّ الحرباءَ
تبقى هي الحرباءُ
وقد تختلفُ اللغاتُ
ولكنّ الأعداءُ
هم الأعداء..
****
أما آن أن تضبطوا ساعاتكمُ
على دقات قلبي..؟!
أسمعُ صمتكم
يا سادة
أما آن أن تضبطوا
كلّ ساعاتكمُ
على نبضاتِ قلبي..؟!
وتهتفوا
يا عشاقَ الوطنِ
اتحدوا..
*****
ماذا بعد تضحية واحتراقْ ..؟!
ماذا بعد لهيب عشق وافتراقْ..؟!
ماذا بعد غياب شمس الاستشراقْ..؟!
ماذا بعد سهد قاتل ، وجسد دون عناقْ..؟!!.
أهو الحب ما كان يرسم أحلامنا في لحظة فيضٍ جميلٍ..؟!!
أهو صمتٌ كان يخفي نفسه بعد ربيع تناثرت أوراقهُ...؟!!
للتساقط أوراق الحب على الطريق...؟!!!
لم يعد للجسد عنوان ولا تعد للروح رحيقْ..
ولم تعد للنفسِ رعشة تعيد العقل كي يستفيقْ!!
فماذا ترك الزمان لنا في لحظة الحبّ المجيد..؟!
سمومَ بينٍ قاتلٍ في عروقٍ تضيقْ..
في ريح صرصر باتَ حبُنا ضائعاً كحذاءٍ عتيقْ
وفكرٌ يرسم لوحةَ أملٍ لا وجود له إلا لدى ربٍّ خالدٍ حميد..
وقلبٌ تائهٌ وسطَ المدى من حلمهِ لا يستفيقْ
وإيمان يتلاشى على أبواب شهر لا مثيل له فقد أمسى هو أيضا مسرعاً يأتي ،
ويعبر المضيقْ..
ما بقي في تلك الثقوب غير جسدٍ له خوار ، ونفساً لا تريد أن تفيقْ..؟!
(رمادٌ على قارعةِ الطريق)
يا لوعة الحنين
ما عادَ
الحبُّ يحيينِ
وصمت الخريف
يدسُّ سمومهُ
في عروقي
يكويني..
يا بهجة أفراحي
قد غادرتني يوماً
وفي مهب الريح
ترميني..
ما عاد اللقاءُ
بلسماً يشفينِ
فقد حطمتني حبيبتي
دمرت أشرعتي
مزقتني بلا ضمير
وفي بئر الأحزان
اردتني قتيلاً..
فدمع الحلم
والخيال..
يكفيني
يا بدر أملي
لم غادرتِ مضجعَ حلمي
يا نجمةً في الليلِ
تطوينِ..
سادَ الظلامُ
في وشاحِ أيامي
وغطى الرمادُ جسدي..
وباتت الأحزانُ
تطوينِ..
ملفوفٌ أنا
كسجائرٍ تلتهبُ
في فمِ الزمانِ
وألسنةُ الفتنةِ
تشقينِ..
ماذا فعلتُ
وهي تقسو
تحشو الهمَّ
في عروقي
وتكوينِ..
غادرَ الأملُ
طيبُ صبايَ
بلامعِ حزنٍ
ما عاد يسعفني
يا رحيلَ الحبِّ
في دمي يسري..
هل هجرتني
أم أن لحن الوداعِ
رسمتهِ على جبيني
احترقُ جمراً
بنارِ حبِها..
وأنيابُ البينِ
تلتهمني..
أداعبُ نوبةض الحبِّ
في ميناء نفسٍ
مهجورةٌ أنفاسها
والأروحُ تخفيني
لا صلاةَ سجودٍ
يشفي غليلي
وما عادَ الربيعُ
يداوي جراحي
ولا شمس في الأفقِ
تحميني..
يا عروسي
لم تركتِ أحزاني
في لهيبِ ذكرى
تطوي صفحة العمر..؟!
وتحفرُ بصمةَ عارٍ
في صدري..؟!
وتحرق جمراتها
أحاسيسي
في عتبةِ الدهرِ..
هل ماتض الحبُّ
في لحظةٍ..؟!
وانتحرَ العشقُ
في لهفةٍ..؟!
واندثرت مشاعرٌ
قبلَ بلوغِ فجرٍ..؟!
لِمَ يغادرُ السنونو عشهُ..؟!
ويأفلُ النجمُ
في عرشهِ..؟!
وينامُ القمرُ
في سريرتهِ..؟!
وتغيبُ الشمسُ
دونما شروقٍ..؟!!
براثنُ الفتنة تحرقني
تزرعُ آبارها
في قلبينا..
ألسنةُ الغدرِ تحرقني
تطوي رحلةَ العمرِ
بانقلاباتها
وما يزال قلبي
يهتفُ بإسمها
ويخفقُ عشقاً
على لحنِ الموتِ
عند عتباتها..
****
ظلموني..
وكم انتهكوا حرمتي
في ليلٍ حالكٍ
دونما رحمة
تحيينِ
على عزفِ
أملٍ جديدٍ..
وترنيمة حمامٍ
يأَمّنُ لوعةَ الضميرِ
ولا بريقَ شمسٍ
تنيرُ لي الطريقْ..
ولا صحوةَ فجرٍ
يبدد بداخلي الحريقْ..
ولا قبلةً..
تنعشُ هذي الروح..
تملئ أنفاسي
بألوانِ الربيع
أَنهكوني
قتلوني..
قبلَ بزوغِ الفجرِ
وهي لا تبالي
بنزيفِ الشعرِ
في قلمي..
ولا برعشةش خوفٍ
يسبحُ
في وريدِ حلمي
ولا بصرخةِ قهرٍ
يطلِقُها الوريدْ..
ماتَ العاشقُ
وانتحرَ الحلمُ
ولم يبقى
غير رماد حزنٍ
مشردٍ
على قارعةِ الطريقْ
*****
نحن معرضين لقسوة الهجرِ ، فلا شيء يدوم في إيقاعة الدهر...
يسود الخطرُ في نغمةِ المطرِ ، وتسوَّدُ الدنيا بناظرينا _ ويتشوه وجه
القمر..
كثيراً ما نكافح -لبلوغ أهدافنا السامية ، ولكن!_بعد أمالٍ بحجم قرص الشمس
نصاب بالخيبة.
نغفل أحياناً عما قد يغير مواقف أحدنا ، فيدفعنا الزمن إلى وضع قناع لا
يناسبنا..اختلقته العادات التي تميت كلّ أحلامنا فنلف ميادين العشق -عبر
طقوسه الغريبة ؛ ونحن نجهل الرقصَ على ايقاعاتهِ ، ولا يندمل الجرح أبداً
؛أنّه يخلّف وراءه وجهاً مشوهاً لا يمحو أثره إلا الزمان..
كيف لنا ان نتقن فنّ الطقوس التي تسيطر علينا ..؟!،وبنتعد بقدر المستطاع عن
لحنَ اليأس _الذي يبسط جناحه بغيمة حزنٍ يدسّ سمومه في كلّ الاوردة والشرايين
، وكيف لنا ان نودع الظلام ..؟!
إنّه القلب الذي ينادي حبيبته ، ولا تصغي إليه ؛ بل تتجاهل صوته ..ولا تبالي
به رغم أنّهُ يتيمٌ في زوايا النسيان تدفعه توأم روحه إلى بوابة الألم ليحتسي
كؤوس الحرمان، ويتضرع للرحمن عساه ينسى انه إنسان...
(طقوس الحب)
أختفى الوردُ
ورحيق الزهرِ المعطرِ
وغابَ الفجرُ
ونامَ المطرُ
ولفَّ حياتنا
حزنٌ شديدٌ
وسادَ الخطرُ
واسودت الدنيا بناظري
وتشوهَ وجهُ القمرِ..
وفتاة أحلامي
تحولَ قلبُها
إلى جلمودةِ صخرةٍ
وهمساتُ أنفاسها
تحولت الى حجرٍ..
واندثرَ الحلمُ
وصدرُ الأملِ تكسّر
وتبدلبت طقوس الحبِّ
وتهشّمَ المرمر..
وقلبي إنشطرَ إلى نصفين
وكلُّ ما فيهِ
في الشوارعِ المنسية
تبعثر..
أنا المنفي
في حاوياتِ الزمانِ
وكلّ من يمشي
بي يتعثرُ...
تدحرجَ قرصُ الشمسِ
على ضريح العمرِ
وبعد أن هجرتني
شمس حبيبتي
لا يهمني
إن عشتُ قليلاً
أو متُّ أكثر..
فحياتي ملكُ يديها
والله هو الأكبر
يعلمُ السرّ ، وما يخفى
وما القلبُ يجهر..
أضمرُ حبّي
وسيرةَ عشقي
في ذاتي
وأسردهُ
على كلِّ العشاقِ
والله يشهدُ
على صدقِ أقوالي
حتى لو ظلمني
كلّ البشرِْ
وهو حسبي
على ما أقولُ
وأكثرْ..
ومهماألتهتني
أنيابُ الليثِ
لن أنحني لهم
أو أتكسرْ..
فإيماني بربّي كبيرٌ
وأن كّثُرَت بوجهي
ذئابٌ..
ومددي ، وقوتي
أأخذهُ
من ربّي الأكبر..
*******
رغمَ الأنين الذي في صدره ،والذي لا يستكين..
رغمَ حقدٍ أعمى ، وسمومَ ثعابينٍ تجري في دمهِ الطاهر !، ورغمَ طغيان الإنسان
لأخيهِ الإنسان ، وتلَوّنِ وجهُ التنينْ رغمَ تغير الألون في حضرة المولى
الكريم..
رغمَ الجراح التي تنزفُ ، ورغمَ كلّ الذبح المشين ..ورغمَ أثار التعذيب على
روحهِ_ما زال يقدّسُ حبَّها ، وينادي حبيبته وهي تقسو أبداً-لا تلين ..و((في
سبحان من سواك))يطلق إيقاعاته على نغمٍ حزينْ..
(سبحانَ من سواكِ)
من أجلكِ أحيا
من أجلكِ أحيا
لا يهمني قط
مهما قدمتُ من ضحايا
الحبُّ شعاري
والعشقُ زادي
وعلى حافةِ الموتِ
سأواجهُ قدري
أجابهُ من أجلكِ
ثعابينُ الهولِ
لعاباً يلهثُ
في وجهي..
وأصارع
أنيابَ الذئابِ
وتكشيراتُها
ولا أبالي
وإن استشهدتُّ
في سبيلكِ
فروحي فداكِ..
يا أملي الواعدْ
سأظلُّ أهواكِ..
يا ملاكَ الحبِّ
****
أنا نجمٌ
في يديكِ
يا عبقَ محبتي
سبحانَ من سواكِ..
أزرعكِ زيتونةً
في حقلي الناعمِ
وأرويكِ من دمي
حبِّي ، وأنا صائمْ..
يا توأم روحي
وشذى صباحي
يا وجهَ البدرِ
سيظلُّ حلمي
مع حلمكِ نائمُ..
من أجلكِ أحيا
يا عطرَ الفجرِ
في صبيحة مساءٍ
تنيرُ ليَّ دربي
والجو غائمْ..
فدونك قلبي
ميتٌ
إليكِ قادمْ..
من أجلكِ أحيا
يا ملاذَ روحي
في قبرهِ دائمْ
أحييني من جديد
بلمسةٍ من يديكش
فروحي فداكِ
والجرحُ نزيفهُ متراكمْ
من أجلكِ احيا
فعودي إلي
قبل أن اموت
في صحوةِ الشوقِ
المتشائمْ..
عودي إليَّ
يا عبيرَ وجدي
فأني
لا أحتملُ فراقكش أبداً
ومن دونكِ
ساتحولُ
إلى رمادٍ
على قارعةِ الطريقْ
فقلبي بكِ هائمْ
******
هناك حالات يجب أن نكون مخلصين في وصفها ، ونبدع في تسلق اهراماتها_لنجسد
ظاهرة مجتمعٍ غارقٍ في بحر ماديته، والإنسان منا أمسى مغترباً من محيطه
إلى خليجه..وأيضا في موقع آهاته -يحلم بأن يولد من جديد..
يحلم بالأمان فلا يرى أمنا ؛ وسط ذئاب احتلوا عرش الأبرياء..
استوطنوا تلةَ قمةٍ ؛ كان له وقعاً -في زمن تلاشى فيه الأمير، وأحتل عليه
الأجير ، وأصبح العظيم أسيراً ، والغني فقيرا ، والفقير أميراً ، والأمير
متسلطاً -دكتاتورياً، يطلق عويله على قطيع الغنم ، ويحكم الأمراء بعصا فرعون
-كأنه سيد عرش الكون.
كم من مفاهيمٍ تغيَّرتْ!!...وكم من قيمٍ اندثرت!!...وكم من أخلاقياتٍ انقرضت.
ولكن..!، أين نحن من تلك التغيرات..؟!!
هذا كلٌ في قصيدتي-أنسجها لحنُ شقاءٍ ، واغترابٍ..علَّني أُخرجُ من الذاتِ
صرختها ، وأخلقٌ ألقاً يعيد للروح رونقها ، وللإنسان أنسانيته_بعد رحلة من
العناء..
(في دمي)
لهيبٌ يشتعلُ
وصرخاتٌ..
خلايا لا ترى
بالمجهرِ
وجراثيمٌ ، وبكتريا
وطفيلياتٌ..
كرياتُ بيضٍ انقرضتْ
وأخرى حمرٍ
ماتت فيها الحياةْ
في دمي
تجمعتْ وحوشُ البراري
وسحقوا الذاتْ..
في دمي
بركانٌ يتأججُ
ومجزرةٌ من دماءٍ..
في دمي
آهاتٌ مذبوحةٌ
وصداً مكسوراً
وجرحاً يسبح
وسط الكروموسوناتْ
في دمي توسلاتٌ
ترفعُ أكفُّها للسماء..
وهناكَ
في زوايا الروحْ
بقعٌ بيضاءْ
وأخرى سوداءْ..
كيفَ أسيرُ قدماً إليكِ
يا حواء..
وذاتي تُسحقُ
وأنيابُ الظلمِ
تدسُّ سمومها
في كلّ الأنحاءُ..
هكذا تنتهي ملحمتي
وما يزالُ
ينزفُ الشعرُ
وتتلاشى
حروفُ الهجاءْ
يذبحُ أشلاءَ الذاتش
يسبحُ
في بحر المدادْ
جرحٌ منسيٌّ
لم يلقى الشفاءْ
هناكَ
في دمي
موتٌ قادمٌ
يكشّرُ عن أنيابهِ..
ويوحي
بانتهاءِ الكلمةْ
من فوهةِ البندقيةِ..
وهناكَ
بقايا أشلاءْ..
تتقازفُها
رياحُ السمومْ
وهناك زعافٌ
وروحاً بكماء..
صمتٌ يتلوثُ
ونفسٌ تتلاشى
وجسدٌ متناثرٌ
في الفضاءْ
هناكَ في دمي
مجزرةُ دماءٍ
فأين هي الحياة..؟!
لست أدري
يبدو إنّها ماتتْ
قبلض الانتشاءْ
قبلض أن تولد من جديد
عبرَ لحنٍ
يخلّد الآهاتْ..
في ذاكرةِ القلبْ
ذكرياتٌ تقطعُ أوتاري
وتشنقُ كلّ الهمساتْ
تمزقُ كلّ المفرداتْ
والعشقُ
يلوحُ بيديهِ
فتتعانقُ في السماءِ
قبلاتْ..
في دمي
شوقٌ متعطشٌ للأمانِ
على راحةِ صدرٍ
فيهِ كلّ الأمانْ
وندمٌ
كمْ حلمنا فيهِ
أن ننعمَ بالسلامْ..
في دمي حلمٌ
يناشدُ حلماً
وغربةً
تنتظرُ حمامةَ سلامْ..
في دمي
جسدٌ لا يحيا
إلا بعناقِ حضنٍ
وروحاً لا تروى
إلا باحتضان روحٍ
ونفساً لا تستريح
إلا بلهفةِ نفسٍ
هي كلّ الأشياءْ
وإن طالَ الزمانْ
لا للعارْ..
أبتغي أن أختارَ
شعراً يواكبُ
عصرَ الشعراءْ
****
لا للرياء...
أصطنع شخصيةً
وأصلّي في محرابي
لا لشيءٍ تكون
اندفاعاً لرغباتٍ حالمةٍ
أسطر كتاباتي..
وليس من شيمتي
أنْ أتصنعْ كلماتي
أو حالةً
في تقاسيمِ شعري
أنبلُ من عواطفِ إنسانياتي
هو غايةَ ما أسطّره
على صفيحاتي
الشعرُ ينزفُ
كما عفرين تنزفُ
وعندَ نزيفها
تنتهي حياتي
******
تيريج عفرين 2 / 11 / 2008
إلى الجزء الثاني
من الحلقة الحادية والعشرين
من بوابة الشعر من الشــمال
للشـاعر هشــــيار عبــــــدي
hishiar21@maktoob.com
hishiaro@hitmail.com
موبايل 0955877919-0955627948
|